جمال وادي شقبا التاريخي تبدّده كسارات الاحتلال
لم تعد الأجواء الجمالية التي تحيط بوادي شقبا غرب رام الله تخيم على الأجواء بعدما توسعت منطقة الكسارات الصهيونية، لتبتلع مزيدًا من الأراضي، وتخلف واقعًا بيئيًّا سلبيًّا في منطقة تعدّ عبر التاريخ معلمًا تاريخيًّا وبيئيًّا معروفًا.
على بعد عدة مئات الامتار تقع كسارة ناطوف “الإسرائيلية” المقامة على أراضي قرية شقبا والتي بدأت في تحطيم واستخراح المواد الخام، لأغراض إنتاج الأسمنت والحجارة لبناء المستوطنات وتوسيعها، خاصة أن المنطقة تشهد انتشارًا كبيرًا للمستوطنات وعمليات توسع فيها.
تفجيرات متواصلة
وكشف بلال شلش، عضو مجلس قوري شقبا، خلال لقائه مجموعة صحفية زارت البلدة والمنطقة المستهدفة، عن أن الكسارات أقيمت وباشرت العمل في العام 2004 في منطقة تقع ضمن وادي الناطوف الواقع جنوب القرية، وأُطلق اسم كسارة الناطوف عليها.
null
وأضاف أن “التفجيرات لا تنقطع لا بالليل ولا بالنهار، ما أثر بشكل سلبيي على البيئة والصحة بفعل انبعاث الأتربة والغبار، وتسبب أيضا بتصدّعات وتشقّقات لجدران المنازل”.
ولفت إلى أن عمل الكسارات لا يتوقف على مدار الساعة، وهذا تسبب بغيوم من الأتربة والغبار تحجب الرؤية على المنطقة المحيطة، وتسبب بأمراض صدرية لدى شريحة كبيرة من السكان.
وتسببت الانفجارات وأعمال التنقيب -كما يقول شلش- بتشويه منظر الوادي، وتضرر المغارة الشهير (مغارة شقبا) الشهيرة، والتي يعود تاريخها إلى آلاف السنوات، فضلًا عن التشويه الناجم عن الطريق الالتفافي الذي يخدم مستوطنتي ” نيلي” و” نعلي”.
رعب الأطفال
ويشكو مواطنو البلدة من الأثر السلبي على الأشجار الموجودة على جابي الوادي، وقال مواطن من عائلة المصري شاكيًا بعد أن أشار بيده إلى شجرة التين: “الغبرة عليها أخفت ثمار التين من كبرها، إضافة إلى الرعب في نفوس الأطفال والمسنين من ضخامة الأصوات المنبعثة من التفجيرات”.
null
وفي أواخر عام 2011م أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية قراراً يسمح بموجبه للمحاجر التي يمتلكها “إسرائيليون” بمواصلة عملها داخل الضفة الغربية؛ وذلك تلبية للمتطلبات الاقتصادية للكيان “الإسرائيلي” من مواد خام مع عدم إقامة محاجر ومقالع جديدة.
ومع مطلع عام 2016م، رصدت حوالي عشر كسارات ومحاجر يمتلكها المستوطنون اليهود قائمة على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية تنتج يومياً ما معدله (2930) طناً من الحصمة، و (1400) طناً من البيسكورس، و(3030) طناً من التراب الناعم.
ويذهب حوالي 80% منها للمساهمة في إنشاء وبناء المستعمرات القائمة على الأراضي الفلسطينية سواء كانت في الضفة الغربية أو داخل فلسطين المحتلة عام 1948م، وهي عبارة عن ثروات طبيعية يمتلكها الفلسطينيون وتسرَق منهم في وضح النهار خلافاً لقرارات الأمم المتحدة.
null
null
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
محمد أبو سلمية بعد الإفراج عنه: وضع السجون مأساوي وسنعيد بناء غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكد مدير مجمع الشفاء الطبي الدكتور محمد أبو سلمية، أن وضع سجون الاحتلال مأساوي وصعب جدا، في أول تصريحات له بعد...
الرشق يطالب بمحاسبة الاحتلال على استخدام الاحتلال المعتقلين دروعًا بشرية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام طالب عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق بمحاسبة الاحتلال الصهيوني على استخدام المعتقلين الفلسطينيين دروعًا بشرية...
تفجير آلية وإصابات .. المقاومة تتصدى لاقتحام الاحتلال طولكرم وحصار مخيم نور شمس
طولكرم - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب عدد من جنود الاحتلال الصهيوني بجروح - صباح الاثنين- بعدما فجر مقاومون آلية لقوات الاحتلال خلال التصدي...
لليوم الـ268.. القسام يواصل استهداف آليات العدو وتحشداته
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل كتائب الشهيد عز الدين القسام لليوم الـ 268 على التوالي، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور من قطاع...
صحة غزة: المستشفيات ومحطات الأوكسجين ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الأحد، من أن "ما تبقى من مستشفيات ومحطات أوكسجين بعموم القطاع سيتوقف...
هكذا استخدم جيش الاحتلال مدنيين فلسطينيين دروعا بشرية في غزة
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام أظهرت صور حصرية جديدة، اليوم الأحد، حصلت عليها فضائية الجزيرة، استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي لمعتقلين من...
الدويري: 12 عملية مميزة للمقاومة كل 24 ساعة بحي الشجاعية
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال الخبير العسكري والإستراتيجي، اللواء فايز الدويري، إن فصائل المقاومة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، شمالي...