الإثنين 06/مايو/2024

الأسير الجريح عزمي النفاع.. 20 عامًا دون تطبيب

الأسير الجريح عزمي النفاع.. 20 عامًا دون تطبيب

يعتب على كل “الكاميرات” التي لم يرها، قائلا: “بتعرفوا أنا عتبان على الكاميرات التي في كل محاكمات ولدي عزمي ما شفتها (لم أرها)، أنا ما بدّي (لا أريد) كاميرا تيجي (تأتي) تصورني لأني مش هاوي تصوير ولا عندي هوس الظهور، كنت بدّي كاميرا تيجي تصور ابني وتصور إصابته وتظهر للعالم شو عمل فيه رصاص الاحتلال، بدّي حدا يصور وجهه المخربط لدرجة إنّه زوجتي بتحكيلي هذا مش عزمي لما دخّلوه على المحكمة”.

يتابع الوالد المكلوم في تغريدة ثانية: “في كل محاكمات عزمي ولا حدا كان يتصل فينا، أنا الي كنت أتصل بصديق صحفي كان ينشر خبر المحاكمة مشكوراً، ولا حدا كان يزورنا أيام المحاكمات، ويوم ما انحكم عزمي 20 سنة ما شفنا حدا”، يتابع بحرقة، واحد صحفي اتصل بي وقال لي بتهكم: “ولو على ايش ابنك حكموه عشرين سنة، هو كاين محرر البلاد؟”.

كانت هذه إحدى التغريدات المعبرة عن حالة الإهمال التي يتعرض لها الأسرى وذووهم في الضفة الغربية، باح بها قبل أيام والد الأسير عزمي سهل النفاع (24 عاما) من مدينة جنين شمال الضفة الغربية، والذي حكم بالسجن عشرين عاما على خلفية اتهامه بتنفيذ عملية دهس على حاجز زعترة، أصيب فيها أربعة جنود صهاينة في (24-11-2015).

وينحدر الأسير النفاع من عائلة ميسورة الحال في مدينة جنين، ويدرس السنة الرابعة في كلية الحقوق في جامعة النجاح الوطنية، وقد أصيب برصاصات في الفك واليد قبل اعتقاله، بزعم دهسه أربعة جنود صهاينة على حاجز زعترة.

ملفات مهملة

ويقول والده، لمراسلنا: إن “إصابته أحدثت تشوهات حادة في وجهه تتطلب إجراء عدة عمليات جراحية تماطل سلطات الاحتلال بإجرائها، رغم كل التحركات والمناشدات وتدخلات المؤسسات الحقوقية”.

وأشار إلى أن “عزمي” يعاني جراء إصابته ومماطلة الاحتلال، وبحاجة لإجراء عمليتين له، واحدة في الفك العلوي، حيث سقطت أسنانه مع لثته العلوية بسبب إصابته ما أدى إلى تشوه فمه، وكذلك قطع أوتار في يده اليمنى حيث لا يستطيع تحريك أصابعه بشكل جيد.

وأضاف: “سنبقى نضغط ونطالب باستكمال علاجه وإنهاء الإهمال الطبي الذي يتعرض له، فهو محكوم بالسجن لعشرين عاما، وقد مضى منها ثلاث سنوات، ولا مجال للانتظار لحين الإفراج عنه”.

ورغم إصابته، يؤكد والده أن معنويات عزمي عالية خلال زيارته الأخيرة، ولم يفتّ من عضده إصابته، مؤكدًا أن ملف الأسرى المرضى ممن يعانون الإهمال الطبي لا يتلقى الاهتمام الكافي.

تغيّر الأولويات

“وكان عزمي قبل اعتقاله يحلم أن يصبح مدعياً عاماً، كان ظريفاً أنيقاً، يحب الناس، وأصدقاؤه كثر، ولكن اندلاع هبة القدس عام 2015 أحدثت تغييرا في أولوياته كما كثير من الشباب الفلسطيني الذين نفذوا عمليات فردية منذ هبة القدس”.

وأصدرت محكمة سالم العسكرية الصهيونية حكما عليه بالسجن لمدة عشرين عاماً، مع مصادرة مركبته التي نفذ بها العملية، وهو يرسف في سجن “جلبوع” المركزي.

وحول معاناته والدَ أسير يقول: إنه كان يتعاطف مع قضية الأسرى قبل اعتقال نجله كأي مواطن متابع، ولكن اعتقال ابنه جعله يعايش تجربة ذوي الأسرى، وما تحويه من تفاصيل ومعاناة شديدة لا يمكن تصورها.

وأضاف: حين يعتقل أحد أفراد الأسرة، فإن كل الأسرة تصبح أسيرة مع ابنها، وهي ضريبة ندفعها شعبًا تحت الاحتلال، ونحن جزء من هذا الشعب.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات