عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

المسعف القططي.. حين تقتل إسرائيل صاحب الرداء والقلب الأبيض

المسعف القططي.. حين تقتل إسرائيل صاحب الرداء والقلب الأبيض

لم يشفع له رداؤه الأبيض الذي كان يرتديه أثناء عمله برفقه فريقه التطوعي، من النجاة من آلة البطش الصهيونية، ليتحول ذلك الرداء إلى اللون الأحمر؛ ويلتحق بركب الشهيدة المسعفة رزان النجار، والمسعف موسى أبو حسنين (35 عاماً).

الشهيد المسعف عبد الله صبري القططي (22 عاما)، ارتقى برصاصة قناص اسرائيلي أثناء عمله التطوعي في مخيم العودة شرق رفح أمس الجمعة، حيث أصابته رصاصة الغدر في ظهره وخرجت من صدره.

فكما كل جمعة خرج ليشارك في مسيرات العودة، من أجل أداء واجبه المهني والوطني، ومشاركا في إسعاف الجرحى والمصابين من أبناء شعبه في مخيم العودة شرق محافظة رفح جنوب قطاع غزة، لكن هذه المرة عاد مضرجا بدمائه ليرتقي شهيدا.

ورغم مرارة الفقد والوجع الذي تركه الشهيد، ودعت أسرة الشهيد المسعف عبد الله القططي ابنها بالزغاريد والورود، وكالعريس ليلة زفافه.

وبعد إلقاء نظره الوداع على نجلها الشهيد، تساءلت والدة القططي عن الذنب الذي ارتكبه عبد الله ليغتال بدم بارد وهو يحاول إنقاذ الجرحى والمصابين المشاركين في مسيرات العودة.

وعن مناقب الشهيد تحدثت والدته لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”:” كان عبد الله خلوقا وحنونا ودائم الابتسامة ولا يحمل حقدا على أحد، ومحبوب لدى جميع من عرفه”.

وتقول الوالدة المكلومة: “عبد الله لم يبخل على أحد في تقديم أي خدمة، فكان يذهب للمصابين إلى بيوتهم لتقديم العلاج لهم”.

وأوضحت أن نجلها قد شارك قبل يومين بمناقشة الماجستير لشقيقه الأكبر، وكان قد تواعد معه أن يقيم حفلا له لكي يكمل فرحته، لكن رصاص الغدر الصهيوني اغتاله وهو مرتديا ملابس الإسعاف، وفق والدته.

وطالبت بأن يتم محاكمة قادة الاحتلال أمام المحاكم الدولية، فنجلها كما تقول لم يحمل سلاحا، ولم يذهب ليمارس القتل، وإنما ذهب ليمارس عمله التطوعي والإسعافي.

حالة من الصدمة والذهول سادت أرجاء المكان، خاصة بين أوساط زملاء الشهيد الذين كانوا يرافقونه طيلة مسيرات العودة، غير مصدقين ما حصل مع رفيقهم عبد الله.

لحظات الوداع
وأمام ثلاجة الموتى استعدادا لنقله إلى منزل والده الكائن بحي السلطان غرب مدينة رفح، ودع المسعفون صديقهم ورفيقهم المسعف القططي بحرقة وألم، تاركا ألما وحزنا وجرحا لن يندمل.

وبحرقة وألم يتحدث المسعف محمد عمرو الذي كان مرافقا الشهيد طيلة مسيرات العودة قائلا: “استهداف زميلنا عبد الله سيزيدنا إصرارا على مواصلة عملنا، ولن نتراجع عن أداء رسالتنا التي سار عليها زميلنا وغيره من الشهداء”.

واختار الفريق الذي تطوع به الشهيد اسما لفريقهم وهو”نبض الحياة”، ولكن مع استشهاد زميلهم القططي أصبح اسمه “عبد الله نبض الحياة”، وفق المسعف عمرو.

وانضم القططي، لقائمة شهداء الطواقم الطبية خلال فعاليات مسيرة العودة وكسر الحصار، فارتفع عددهم لـ3 شهداء و370 إصابة وفق وزارة الصحة.

واستنكرت وزارة الصحة استهداف قوات الاحتلال “الإسرائيلي” المستمر للطواقم الطبية وسيارات الإسعاف.

وأوضح أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة، أن استهداف الطواقم الطبية أدى إلى استشهاد المسعف المتطوع عبد الله صبري القططي (20 عاماً) شرق رفح وإصابة 5 آخرين بجراح مختلفة.

ولفت إلى أن المسعف عبد الله القططي، استشهد إثر رصاصة قاتلة جهة القلب، إضافةً لإصابة خمسة مسعفين بجراح مختلفة، مشيراً إلى أن ذلك استهداف مُتعمد لطواقم الإسعاف رغم وضوح الشارة الطبية المعروفة دوليًّا.

وأشار القدرة، إلى تعرض سيارة تابعة للخدمات الطبية للأعيرة النارية المباشرة، يوم أمس الجمعة، ليرفع عدد السيارات المتضررة لـ70 سيارة.

وطالب القدرة، الجهات الدولية لتوفير الحماية للطواقم الطبية؛ وخاصة الميدانية منها، وإلزام قوات الاحتلال باحترام قواعد القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة.

يذكر، أن وزارة الصحة أطلقت اسم الشهيد المسعف المتطوع (عبد الله صبري القططي) على النقطة الطبية شرق رفح تخليداً لعمله الإنساني التطوعي في تضميد جراحات أبناء شعبه منذ انطلاق فعاليات مسيرة العودة و كسر الحصار في الثلاثين من مارس الماضي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات