السبت 27/يوليو/2024

العائلة الشهيدة!

أسامة الأشقر

اسم هذه العائلة التي ارتقت إلى السماء يعود إلى أسرة بدوية من عشيرة “أبو خماش” التي تعود في أصولها إلى الغوالية أبناء عطية جد قبيلة الترابين المنتشرة في فلسطين ومصر والأردن، وتعود أصول الفلسطينيين منهم إلى بئر السبع جنوب فلسطين في صحراء النقب المحتلة، ويتحدث النسّابة منهم أنهم من قريش.

أصيبت هذه العشيرة البدوية بكارثة الاحتلال، فاضطرت للنزوح من أرضها التي عاشت فيها دهوراً فحملت متاعها في رحلة إجبارية في غير موسم البحث عن الكلأ والماء بعيداً عن محلتها القديمة في “الصليب” ببئر السبع، ولم تعُد إليها منذ أكثر من خمسين عاماً.

حاولت أن تقترب من حياتها البدوية الأولى، فأحبت الإقامة في معسكرات وقرى قريبة من مشاهد السوافي الصحراوية الممتدة في شرق قطاع غزة، وفي الوديان التي تقطع القطاع ثم توزعت فيه وتركزت في دير البلح والمنطقة الوسطى.

كانت العائلة الصغيرة من عشيرة أبو خماش: محمد وزوجته إيناس “23 عاماً” وابنتهما “بيان” ذات الربيع ونصفه، في ليلة قصف قاسية في منطقة “الجعفراوي”، تُداري نفسها من أصوات القصف، ويحاول الزوجان تهدئة الفتاة الصغيرة المرعوبة، فيما يزداد تعب الأم الشابة بهذا الجنين المتخلّق في بطنها؛ وفي لحظة ينتظرها كل فلسطيني يعيش تحت الاحتلال، تخترق قذيفة صهيونية أو صاروخ مجنون جدار المنزل المتواضع الصغير بصوتها المدوّي، وتقتل الأم وجنينها وابنتها الصغيرة وتجرح الأب المنكوب بجراح بالغة، وينفجر الدم على الجدران الباقية … فيما يرسم الجيش الأكثر فظاعة ودموية في التاريخ الحديث، علامة تقدير جديدة يضعها لنفسه تحكي أنه الجيش الأكثر أخلاقية في العالم باستهدافه الأم والطفلة والجنين، وتصفق له واشنطن من بعيد، وتصمت عنه عواصمنا العربية المهتزة .

أنت الآن أكثر أمناً بين يدي الله أيتها العائلة الشهيدة المظلومة!

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات