السبت 27/يوليو/2024

المخيمات الصيفية في الضفة.. مضمون مفقود وتفرد مقصود

المخيمات الصيفية في الضفة.. مضمون مفقود وتفرد مقصود

على عكس ما كانت عليه الأمور في الضفة الغربية المحتلة من ثورة الأنشطة والفعاليات والأندية والمخيمات الهادفة المنبثقة عن الحركة الإسلامية واللجان الاجتماعية والدعوية في المساجد قبل سنوات خلال الإجازة الصيفية، تعيش الضفة في هذه الفترة حالة من الضبابية بعد أن باتت تلك الأنشطة فارغة المضمون ومقتصرة على فكر واحد يلتقي مع سياسات حركة فتح والسلطة في الضفة.

ولعلَّ قضية الاختلاط بين عنصري الذكور والإناث في تلك الفعاليات من أكثر المآخذ التي تطرق ناقوس الخطر لما له من تأثيرات على الواقع الاجتماعي والديني في المجتمع الفلسطيني المحافظ، حيث أثارت هذه الظاهرة حفيظة الكثير من الدعاة والتربويين والأهالي في ذات الوقت.

وتركز أغلب المخيمات في هذه الفترة بالدرجة الأولى على إقامة الفعاليات التي تفتقد لأي مضمون، ويغلب عليها طابع إضاعة الوقت في تعلم رقصات تقليدية للغرب، وترديد أغاني بعيدة عن التراث الفلسطيني والوطني.

ولا تخلو أيّ من الأنشطة والفعاليات المنفذة في الأندية والمؤسسات من رفع شعارات حركة فتح وصور رئيس السلطة محمود عباس وترديد عبارات المبايعة له.

وتجد حركة فتح من الأندية والمخيمات الصيفية التي تنفذها المؤسسات التابعة للسلطة أو الجمعيات والأندية مناسبة لتمرير أهدافها وبرامجها، لا سيّما بين أوساط الفئات العمرية الكبيرة، حيث تتعمد استضافة الشخصيات التي تعقد المحاضرات التنظيمية الموجهة نحو غرس الأحقاد والانتماء الأعمى للحزب على حساب الوطن والمقدسات، والهادفة إلى تعميق الفجوة والانقسام من خلال تذكير الأجيال بالنزاعات الحزبية وتذكية روح الفرقة.

وتقوم سياسة اختيار الموظفين والعاملين في تلك الأندية على الانتقائية والتحيز، حيث تكون الأفضلية لأبناء حركة فتح وأقارب مدراء الأندية والذين يجمعهم مناصرة فتح أو الانتماء لها وعدم معارضتهم سياسة رئيس السلطة والحركة.

ويفتقد المواطن الضفاوي المخيمات والأندية والأنشطة الصيفية التي كانت تعج بالأفكار الهادفة والقيم التربوية والأخلاقية، والتي في أغلبها متصلة بالواقع الاجتماعي بناء على خطط مدروسة وأشخاص مدربين في التعامل مع الأطفال وكيفية التأثير الإيجابي بهم.

المواطن شادي السخل يقول: “في الماضي وعندما كانت المؤسسات والجمعيات الإسلامية وشباب المساجد ينظمون أي فعالية أو نادي، نبعث أبناءنا إليها دون أدنى خوف أو شك، أما اليوم فقد بتنا نؤثر أن يبقى أبناؤنا في البيوت على أن نرسلهم إلى بيئة غير آمنة من الناحية التربوية والأخلاقية.

ويتابع السخل: “نحن مجتمع محافظ، وعاداته وتقاليده تمنع الخروج عن القيم التي تربى عليها، فلماذا الإصرار على المخيمات الصيفية المختلطة ولا سيما للأطفال في سنة المراهقة، أليس بالإمكان أن تعقد ذات الأندية لكل من الفئتين في مكانين مختلفين، أم أن الاختلاط هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق المكاسب والأرباح والحشد للانضمام لتلك الأندية”.

وأما المواطنة أم النور فتقول: “قديما كان أطفالنا يعودون إلى البيوت من الأندية الصيفية يرددون الأناشيد ويتدربون على الدراما الهادفة، ويرتلون آيات القرآن، أما اليوم، نجد كثيرا منهم يردد الأغاني الهابطة والرقصات الغربية، ويعود بلا أي قيمة تربوية”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات