الخميس 03/أكتوبر/2024

آليات تصفية الأونروا

د. يوسف رزقة

إن ارتباط مؤسسة (الأونروا) بمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يجعلها هدفا للتصفية. إن إنهاء وجود (الأونروا) يستهدف إنهاء وجود اللاجئين، وإنهاء حق عودتهم لوطنهم. (أميركا وإسرائيل) تريان أن بقاء الأونروا يجدد بقاء الأمل في نفوس اللاجئين بالعودة، وهذا خطر كبير على وجود (إسرائيل)؟!.

يبدو أن (إسرائيل) وجدت أن الفرصة مواتية لتصفية الأونروا ودفن حق العودة في وجود ترامب في البيت الأبيض، وفي حمل كوشنير اليهودي ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. الفرصة جيدة ومواتية والنجاح أكثر من ممكن. ذكرت مجلة فورين بولسي الأميركية أن كوشنير يؤمن بضرورة تعطيل عمل الأونروا، وإنهاء وجودها، لأن بقاءها يضر بمصالح (إسرائيل)، ويستبقي الأمل بالعودة في نفوس اللاجئين.

(أميركا وإسرائيل) تسيران في عدة محاور عملية لتصفية وجود الأونروا، ومن هذه المحاور تعطيل عمل الأونروا في مناطق اللاجئين بوقف المساعدات المالية الأميركية، وفي تحريض الدول المانحة للأونروا بوقف مساعداتها؟! ومنها اتهام الأونروا بالفساد، والتحريض ضد (إسرائيل)، واستبقاء الصراع قائما، ومنها أيضا إعادة تعريف اللاجئ الفلسطيني، وقصره على الذين هاجروا من فلسطين في عام النكبة، ومنعه عن أولادهم وأحفادهم، وهذا يعني أن ينطبق مصطلح لاجئ على أربعين ألفا فقط ممن بقوا على قيد الحياة حتى الآن. ومنها نقل ما يتبقى من عمل الأونروا إلى مفوضية اللاجئين العامة.

أميركا بقيادة كوشنير اليهودي صهر ترامب ومستشاره للشرق الأوسط توظف (المال والقانون والإعلام الأميركي) في معركة إنهاء وجود مؤسسة الأونروا، وتعطل أي محاولة غربية، أو عربية، تعمل على استبقاء الأونروا فاعلة ونشطة.

المؤسف أن قيادات إدارية متنفذة في الأونروا تتآمر مع (أميركا وإسرائيل) لتحقيق هدف تصفية الأونروا بشكل متدرج يمنع ردود الأفعال العنيفة. هذه القيادات الدولية لا تبالي بالاتهامات التي يتهمها بها اللاجئون، وتمارس خطة القفز عن دور اللاجئين في القرارات الإدارية، وعن دور الدول المضيفة للاجئين، وتغطي تآمرها بمزاعم العجز المالي؟!

والمؤسف أيضا أن السلطة الفلسطينية في رام الله تقف عاجزة عن مواجهة هذه المؤامرة، ولا تستنفر العالم العربي والدولي ضدها. إن عملا فلسطينيا وعربيا جادا ومسئولا يمكنه أن يفشل خطط كوشنير ونتنياهو لتصفية وجود الأونروا، وما يرتبط بها من أمل بالعودة إلى فلسطين المحتلة. إن قضية الأونروا لا تقف عند فصل ألف موظف من عملهم، بل تتجاوز هذه القضية لتذهب بها نحو تصفية الوجود لتصفية حق العودة للاجئين. مشكلة الأونروا اليوم مشكلة سياسية بحتة، هي من صنع (إسرائيل وأميركا) والعجز الفلسطيني العربي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات