الثلاثاء 07/مايو/2024

هل يعود المستوطنون لحومش وترسلة بجنين؟

هل يعود المستوطنون لحومش وترسلة بجنين؟

على وقع استمرار اقتحام المستوطنين لموقعي ترسلة وحومش المخلاة جنوب مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، يتزايد الحديث في وسائل الإعلام العبرية عن سنّ قوانين وقرارات “تشرعن” إقامة دائمة للمستوطنين في الموقعين.

ومؤخرًا لا يكاد يمرّ أسبوع دون وجود للمستوطنين في الموقعين لمدَدٍ متفاوتة ثم المغادرة بعد الاعتداء على المواطنين.

وكانت سلطات الاحتلال أخلت المستوطنين من أربع بؤر استيطانية في جنين ضمن عملية الانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة عام 2005، وهي: حومش وترسلة وجانيم وكاديم.

يقول الناشط في قضايا الاستيطان غسان دغلس لمراسلنا: إن سلطات الاحتلال أخلت المستوطنات الأربع، لكنها في المقابل لم تسمح للفلسطينيين باستخدام أراضي المستوطنات المخلاة أو إعادتها لأصحابها الأصليين.

وكان أهالي برقة، والتي تقع معظم أراضي مستوطنة حومش المخلاة في نطاقها، قد نجحوا قبل سنوات في استصدار قرار قضائي إسرائيلي أولي بالسماح لهم بالعودة لأراضيهم في موقع المستوطنة السابقة، لكن القرار يحتاج إلى متابعات وإجراءات طويلة لاستكماله، عدا عن محاولات المستوطنين المتكررة لفرض أمر واقع في المواقع المخلاة.

وذكرت القناة السابعة العبرية في تقرير لها الاثنين (23-7-2018) أن نحو 200 مستوطن يرافقهم أعضاء كنيست وكبار قادة المستوطنين اقتحموا موقع ترسلة جنوب جنين مطالبين الحكومة بتبني قرار يسمح بإعادة بناء المستوطنة.

وقالت القناة: إنه لا يوجد قرار لدى الجيش بإخلائهم من المكان؛ ما يمهد الطريق أمام عودة قريبة للمستوطنين بشكل دائم للمنطقة.

قانون حومش
وكان المستوطنون عكفوا ضمن سنوات على الضغط على حكومة الاحتلال لإقرار قانون العودة للمستوطنات المخلاة، سمي بـ”قانون حومش”، وتعالت وعود الائتلاف الحاكم في الكيان الصهيوني بسن قانون يسمح بتلك العودة.

ويطلب مقترح القانون بتجديد الاستيطان في شمال الضفة الغربية فقط تجنبًا للحديث عن قطاع غزة والتي تزامن الانسحاب من هذه المستوطنات مع الانسحاب منها عام 2005، حيث قدم القانون للدراسة بدعم من نواب كتل الائتلاف الحاكم بالتعاون مع المجلس الاستيطاني بالضفة، ومستوطني حركة “حومش أولًا”.

ويقود الحملة لإقرار القانون رئيسة كتلة حزب “البيت اليهودي” شولي معلم، ورئيس المجلس الاستيطاني يوسي دغان، ووقع عليه رئيس الائتلاف الحكومي دافيد بيتان، ونواب من أحزاب “الليكود” و”البيت اليهودي” و”شاس”.

ويدعم قادة أمنيون صهاينة عودة المستوطنين للمنطقة، حيث يعلن الجنرال احتياط يئير نفيه، الذي شغل منصب قائد “المنطقة الوسطى” في الجيش الإسرائيلي أثناء تنفيذ ما يعرف بـ”خطة الانفصال” عام 2005 عن تأييده لـ”إعادة تأهيل هذه المستوطنات”، حسب وصفه.

ويؤكد نفيه أن “المدّة الزمنية التي مرت على الانفصال، تُثبت عدم وجود فائدة من الإخلاء؛ لا من ناحية أمنية ولا سياسية”، ومؤكدا أنه “توجد اليوم أهمية أمنية لوجود المستوطنين في أرض مستوطنتي حومش وترسلة في جنين”.

غياب المقاومة جرّأ المستوطنين
ويرى المواطن أحمد الحنتولي من بلدة سيلة الظهر، والذي سبق وتضرر من المستوطنين في حومش التي اقتطعت جزءًا من أراضي بلدته أن المستوطنين ما كانوا ليتجرؤوا لو كانت المقاومة مشتعلة.

وأضاف: يعود المستوطنون بشكل متقطع للمنطقة، ويرشقون المركبات بالحجارة، ويعتدون بالضرب على من يجدونه في موقع المستوطنة المخلاة دون حسيب.

واستذكر حنتولي كيف كانت شوارع الضفة محرمة على المستوطنين وكيف انخفضت أعدادهم في ذروة المقاومة في الضفة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات