الثلاثاء 07/مايو/2024

الإبعاد الداخلي… قرار إسرائيلي يحرم قبها الوصول لمنزله

الإبعاد الداخلي… قرار إسرائيلي يحرم قبها الوصول لمنزله

لم يجد المواطن مصطفى يحيى قبها، من بلدة برطعة الشرقية، المعزولة خلف جدار الفصل العنصري، جنوب مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، بدًّا من استئجار منزل في مدينة جنين بعد أن طاله قرار غير متوقع من مخابرات الاحتلال بمنعه من العودة لمنزله في برطعة.

وتحت ذريعة الملف الأمني وتقديرات “الشاباك” وجد قبها نفسه بين عشية وضحاها ممنوعا من دخول بلدته وإخباره بأن عليه السكن في مكان آخر.

منع مفاجئ
وخرج قبها من منزله في برطعة بشكل اعتيادي متوجها إلى مدينة جنين عبر حاجز برطعة العسكري ولدى عودته قبل موعد إغلاق الحاجز فوجئ بجنود الاحتلال على البوابة العسكرية يخبرونه بأنه ممنوع من الدخول، حيث أخبرهم أنه من سكان برطعة ممن يسمح لهم بالدخول، وبعد الفحص أخبروه بأنه ممنوع من الدخول بقرار من الشاباك.

 


حاجز برطعة .. بوابة خنق للحياة بجنين

وحوّل هذا القرار مصطفى لمغيّب قسرًا عن بلدته فعاد أدراجه لمدينة جنين، وحاول مرارًا وتكرارًا العودة دون جدوى حيث عاد ثلاثة أيام متتالية للحاجز على أمل العبور ليتلقى الجواب ذاته.

ويقول قبها لمراسلنا: توجهت عبر المجلس القروي في البلدة لكي أستفسر بصفتي الرسمية عن الأمر ومتابعة ما حدث معي، ليتلقى المجلس جوابا في 20 يوليو/تموز الماضي أنني ممنوع أمنيا من دخول بلدتي والسكن في منزلي.

من الأسر للإبعاد
وقبها أسير محرر من سجون الاحتلال أمضى فيها (33) شهرا، وأفرج عنه قبل نحو شهر، وعاد بشكل اعتيادي لبلدته برطعة وتنقل بشكل اعتيادي إلى حين حصوله على هذا القرار المفاجئ الذي قلب حياته رأسا على عقب.

ولا يعلم قبها كيف سيتدبر أمره، فهو متزوج وأب لطفلة، وعليه بعد هذا القرار أن ينقل أسرته وأن يرتب حياته بطريقة مختلفة وفي مكان آخر لحين حل الموضوع الذي لا يعرف ماهيته وما تفاصيله ومداه.

وناشد قبها جميع المؤسسات الإنسانية والحقوقية والجهات ذات الاختصاص التدخل من أجل السماح له بدخول بلدته والعودة الى منزله.

وكان وزير الأسرى السابق القيادي وصفي قبها قال لمراسلنا قبل اعتقاله الأخير في الخامس من الشهر الجاري: إن مرارة الحرمان من العودة لبلدته برطعة لا يقل عن مرارة السجن وتكراره.

وأشار قبها والممنوع من سنوات طويلة من دخول برطعة ويقطن في حي الزهراء في مدينة جنين أنه لم يتمكن من المشاركة في أيٍّ من المناسبات العائلية الخاصة به من زواج أبناء وبنات إخوته وأخواته، ووفاة والده والتفاعل الاجتماعي مع أقاربه.

وكما مصطفى تلقى منذ أمد بعيد القيادي قبها القرار ذاته، وهو أنه ممنوع أمنيا من دخول بلدته ومسقط رأسه، وعليه السكن في مكان آخر.

لماذا برطعة؟
ويشير عضو المجلس القروي لبرطعة توفيق قبها لمراسلنا إلى أن الحياة في برطعة الشرقية انقلبت بشكل كامل عقب بناء الجدار الفصل العنصري؛ حيث أصبحت البلدة بكاملها داخل الجدار، وأصبح الدخول والخروج منها وإلى جنين وباقي مناطق الضفة غير ممكن إلا من خلال بوابة عسكرية واحدة تفتح وتغلق في ساعات محددة.

وأضاف: إن وقوع برطعة خلف الجدار جعلها مفتوحة من ناحية الوصول لأراضي 48، وهذا جعل الدخول والخروج منها يتطلب تصريحا من سلطات الاحتلال وفق تعامل وآلية خاصة، وتشدد من مخابرات الاحتلال في التعامل الأمني مع أهالي البلدة.

 

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات