الأحد 06/أكتوبر/2024

ما سر ملاحقة الاحتلال لـقناة القدس ؟

ما سر ملاحقة الاحتلال لـقناة القدس ؟

يبدو أن الاحتلال الصهيوني يعيش في مأزق حقيقي، دفعه لمحاولة التغطية على جرائمه بحق المتظاهرين السلميين في غزة بقتل الصحفيين واستهدافهم بشكل مباشر، حيث لا يتوقف عن اعتقال وملاحقة كل الأصوات الحرة بالضفة والقدس والداخل.

فقبل أيام قليلة مضت، أغلق الاحتلال مكتب قناة القدس في الداخل، وأصدر قراراً بحظرها، إلا أنّ ذلك لم يكفه حتى مارس الملاحقة والاعتقال بحق عدد كبير من الصحفيين بشكل غير مسبوق؛ حيث يقبع في سجون الاحتلال حتى اللحظة 32 صحفيًّا، منهم 5 صحفيات بحسب وزارة الإعلام الفلسطينية.

سر الهجمة

“المركز الفلسطيني للإعلام” حاول تسليط الضوء على سر الهجمة الصهيونية على قناة القدس والصحفيين وفي هذا التوقيت بالتحديد، حيث أكّد المحللون أنّ الاحتلال يسعى إلى تغيب الرواية الحقيقية الفلسطينية، وحتى تلك التي تُنقل أيضاً بأصوات “إسرائيلية”.

المختص في الشأن الصهيوني صلاح الدين العواودة، قال إن اعتقال صحفيي قناة القدس يجب ألا يكون مفاجئاً بعد إغلاق القناة من قبل، وعدّها كياناً إرهابياً، مبيناً أنّ إغلاق القناة يأتي في إطار الحرب على الحقيقة التي تديرها حكومة الاحتلال ليس على الإعلام وحده بل على المؤسسات الحقوقية أيضا وحتى “الإسرائيلية” منها.

ويصف العواودة المقيم في تركيا في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” ما يجري بأنّه يأتي في إطار التوجه نحو الفاشية كما يصفها كتاب ومفكرون وساسة “إسرائيليون”، موضحاً أنّ قانون الجمعيات الذي شرّعه الاحتلال لملاحقة جماعة كاسري الصمت وبتسيلم، يأتي في هذا الإطار أيضاً.

ويشير إلى أنّ هذا التوجه الفاشي لا يحتمل سماع رأي غير رأيه، عدا عن الحقيقة، ولا سيما الفلسطينية، وأضاف: “هؤلاء يريدون قتل الأطفال في غزة، ويريدون أن يصفق لهم العالم لأنهم يدافعون عن أنفسهم، ويريدون هدم المسجد الأقصى دون أن يكون هناك إعلام ينقل الحقيقة”.

وأكّد المختص في الشأن الصهيوني، أنّ الاحتلال بملاحقته وتغييبه لقناة القدس؛ لا يريد فضح ممارساته حيث يضيق ذرعاً بكل صوت حر حتى في الصحافة العبرية نفسها.

تأثير الفضائح 

الكاتب والمحلل السياسي عصام شاور، أكّد أنّه من الطبيعي أن يلاحق الاحتلال الإسرائيلي كل من له تأثير في فضح جرائمه.

ويبين لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ قناة القدس من أكثر القنوات تأثيرا في الشارع الفلسطيني والعربي في كشف جرائم المحتل الإسرائيلي وتسليط الضوء على إنجازات المقاومة الفلسطينية، وخاصة في قطاع غزة.

ويضيف: “حكومة الاحتلال أصدرت قرارات بتخفيض تغطية خسائرهم في غلاف غزة لما لذلك من آثار شديدة على المجتمع الإسرائيلي، ولذلك قامت بالتزامن مع تلك القرارات في الضغط على قناة القدس وملاحقة العاملين النشطين فيها حتى تسيطر على مصادر المعلومات الموجهة للمجتمع الإسرائيلي”.

ويؤكّد شاور، أنّ “الإسرائيليين” أنفسهم سواء كانوا من الإعلاميين وغيرهم، يتابعون القنوات الفلسطينية المهتمة بالصراع “الفلسطيني” الإسرائيلي ويثقون بأخبارها أكثر مما يثقون بإعلامهم وقادتهم، مبيناً أنّ هذا كله يؤثر سلبا عليهم، ويفضح أكاذيب قادتهم، ولذلك كانت ملاحقة العاملين في قناة القدس وقنوات فضائية تؤدي نفس الغرض.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات