الإثنين 12/مايو/2025

لمى خاطر.. وحكاية طفل حاول إفشال اعتقال والدته

لمى خاطر.. وحكاية طفل حاول إفشال اعتقال والدته

في أغسطس 2016، حال الصغير يحيى ذو الثلاثة شهور، دون اعتقال جيش الاحتلال الإسرائيلي للكاتبة الفلسطينية “لمى خاطر”، بعد إصرار والدته على اصطحاب رضيعها، ليكتفي ضابط المخابرات الصهيوني بتسليمها ورقة استدعاء للمقابلة.

لكن في المحاولة الجديدة، لم يراع الاحتلال آهات الطفل الصغير ونظراته، فاعتقل والدته فجر اليوم الثلاثاء، بعد مداهمة منزلها في مدينة الخليل، واقتادوها إلى جهة مجهولة.

وأظهرت صورة من داخل بيتها احتضانها ولدها الصغير “يحيى” قبل اقتيادها من مجموعة كبيرة من جنود الاحتلال المدجّجين بالسلاح، إلى مكان مجهول.

وجاء اعتقال خاطر ضمن حملة اعتقالات شنتها قوات الاحتلال فجر اليوم في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة.

والأسيرة لمى خاطر محللة سياسية وإعلامية وكاتبة في مجالي الأدب والسياسة في عدد من الصحف ومواقع الإنترنت، وهي من مواليد مدينة رام الله، وتشتهر بكتاباتها المؤيدة للمقاومة الفلسطينية.

الكاتبة المخضرمة خاطر تحمل هموم شعبها بصدق وتخط بقلمها أفكارها السياسية والوطنية، غير آبهة بتهديدات الاحتلال لها ولأسرتها، وقد تعرضت لمضايقات عدة من أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، ومخابرات الاحتلال، واعتقل زوجها مرات عدة من أجل إسكات صوتها، لكن بقي قلمها رصينا يخط ويعبر عن تطلعات وآمال شعبها.

وكان آخر ما كتبته خاطر قبل اعتقالها أنه “ما داموا يسمونه جبل الهيكل، وما داموا يقتحمون ساحاته باستمرار بأعداد كبيرة، وما دام المسلمون لا يتمتعون بحرية كاملة في الوصول إليه والصلاة فيه، فهذا يعني عملياً أن #المسجد_الأقصى على وشك أن يُهوّد بالكامل، اللهم إنا نعوذ بك من العجز وقهر الرجال وندرة المضحّين”.


وتفاعل عدد من نشطاء التواصل الاجتماعي، بحزن بالغ مع آخر مشهد قضته الكاتبة مع طفلها يحيى.


وكتب الكاتب ياسر الزعاترة أنه “من بين معتقلي هذا الفجر، الكاتبة الفلسطينية المتميزة؛ قلما وإبداعا وعقائدية ووطنية وشموخا”.



وكان زوج الكاتبة خاطر، حازم الفاخوري تعرض لاعتقالات عديدة في المعتقلات الإسرائيلية والفلسطينية، كان أغلبها في محاولة للضغط عليه لوقف زوجته عن العمل والكتابة.

وأكد في وقت سابق لمراسلنا أنه اعتقل لدى أجهزة السلطة عدة مرات، وفتّش المنزل ودُمرت بعض محتوياته، والسبب في كل مرة كما يقول عناصر الأجهزة الأمنية، زوجتك وكتاباتها ضدنا، كما تم احتجازه واستدعاؤه أكثر من مرة، وفي كل مرة يطلب منه إيقاف زوجته عن الكتابة والعمل.

حالة الإعلامية والكاتبة لمى خاطر من الخليل، تشكل نموذجا لما يعانيه الكتاب والإعلاميون وقادة الرأي في الضفة الغربية نتيجة ملاحقة الاحتلال وأجهزة السلطة، وتنسجم كتابات خاطر مع القانون وهو ما تؤكده من أن كتاباتها لا تعارض القانون الأساسي الفلسطيني الذي كفل حرية الرأي والتعبير.

وترفض خاطر الخضوع للتهديدات؛ حيث كتبت على صفحتها في الـ”فيس بوك”:”يسعُ المرء أن يعيش حرًّا حتى لو كان بحكم الجغرافيا يخضع لاحتلال أو اثنين، ويسعه أن يكون قوياً حتى لو جُرّد من سلاحه، هذا قراره وحده، ينجح بتنفيذه بقدر علوّ قيمة الكرامة والحرية في روحه، وعِش دونَ رأيكَ في الحياةِ مُجاهدا .. إنّ الحياةَ عقيدةٌ وجهادُ”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات