غزة وصفقة القرن
ثمّة تركيز واضح من أطراف بعينها على اختزال مشروع التصفية الأمريكي أو ما يسمى بصفقة القرن؛ في مجموع التوجهات الواقعة أو المحتملة تجاه غزة، بما في ذلك تشديد الحصار وخنق القطاع، وجملة التسريبات أو التكهنات أو الفبركات التي تتناول موضوع ما يسمى بدولة غزة وحتى التوسع في سيناء، والطروحات الإنسانية وخلافه. ومن السهل على أي متابع اكتشاف ذلك من خلال كمية الضخ الإعلامي المُسلَّطة على هذه الزاوية تحديداً.
غير أنّ الواقع الملموس يؤكد أن إرهاصات مشروع التصفية بدأ بالقدس من خلال عمليات التهويد الصهيوني المُمنهج، ثم الاعتراف بها أمريكياً عاصمةً للكيان، ونقل السفارة إليها، في محاولة لإخراجها من دائرة الصراع. كما أن مشروع التصفية قد شمل الضفة، من خلال مشاريع التهويد والتمدد الاستيطاني الذي تضاعف نحو سبعة أضعاف بعد أوسلو (حيث ساهمت السلطة عملياً بشكل ملموس في توفير بيئة آمنه لترسيخ الاحتلال عبر تعاونها الأمني مع الاحتلال)، بحيث لم تعد الضفة تصلح لدولة ولا لشبه دولة. ولم يعد يطرح بخصوصها عملياً سوى فكرة الضم، التي تقضي بإلحاق الكتل والبؤر الاستيطانية كافة في الضفة بدولة الاحتلال.
كما تنسحب إرهاصات الصفقة على ملف اللاجئين من خلال التقليصات المالية الأمريكية على مخصصات وكالة الغوث، بحيث أصبحت أنشطتها وخدماتها مهددة بالتوقف أو التقليص الحاد في كل أماكن تواجدها وليس فقط في غزة، كخطوة على طريق إنهاء قضية اللاجئين وإسقاط حق العودة، الذي أسقطته بعض الأطراف الفلسطينية من أجندتها. وهذه الأمور أصبحت في معظمها واقعاً عملياً وليس مجرد تكهنات أو تسريبات، بينما يغض البعض الطرف عنها ولا يرغب في إثارتها، ويسعي لحرف الأنظار باتجاه ساحات أخرى للتعمية والتغطية.
لذلك، فمشروع التصفية الأمريكي، والذي ينخرط فيه بعض الأعراب أو يتساوقون معه؛ يشمل كل الملفات المكوِّنة للقضية الفلسطينية ولا يقتصر على غزة فقط، وهو يهدف لتفكيك وتصفية قضية فلسطين بالكلية، ضمن ما يُسمى بالسلام الاقتصادي وفق الرؤية الصهيوأمريكية، والتي يُفترض أن تُستكمَل خلالها حلقات التطبيع، وتُدمج فيه دولة الاحتلال في المنطقة، على أن تكون الدولة الرائدة والقائدة للقطيع.
ومن الواضح أنه يوجد لدى البعض توجه ونية للهروب من الاستحقاقات والارتدادات المتوقعة للصفقة، حتى وإن كان منخرطاً فيها أو يدفع الأمور باتجاهها عبر إجراءاته وعقوباته؛ لأن يجعل من غزة كبش فداء، ومسرحا لتسليط الأضواء عليه وحرف الأنظار تجاهه، بينما وراء الكواليس تجري وتُطبق عملية التصفية على قدم وساق في ساحات أخرى قتلها التهويد ومزقها الاستيطان، حتى باتت مُهددة بالضم والإلحاق بالكيان الصهيوني.
المصدر: عربي21
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
الإعلامي الحكومي يحذر من كارثة إنسانية مع استمرار إغلاق معبر رفح
رفح – المركز الفلسطيني للإعلام قال مدير المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة سلامة معروف، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل لليوم السادس احتلال وإغلاق...
قصف الاحتلال يتسبب بأضرار كبيرة بخزان المياه في تل الهوى
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت بلدية غزة، اليوم الأحد، عن حجم الأضرار البالغة التي أصيب بها خزان المياه في منطقة تل الهوى بفعل قصف ...
بعد تراجعه عن نتائج المفاوضات الأخيرة.. حماس تدين تصريحات بايدن
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أدانت حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الأحد، تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي قال فيها إن وقف إطلاق النار...
جيش الاحتلال يغتال ما تبقى من مطار غزة الدولي برفح
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام نسف جيش الاحتلال الإسرائيلي ما تبقى من مطار ياسر عرفات في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، والذي كان يعرف باسم مطار غزة...
مصر تقرر دعم دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام “العدل الدولية”
القاهرة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت جمهورية مصر العربية عن اعتزامها التدخل رسميا لدعم الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة...
القسام يخوض معارك ضارية ضد الاحتلال بمحاور التوغل في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وفصائل المقاومة، التصدي لقوات الاحتلال وتدمير دباباته في محاور التوغل...
8 مجازر و63 شهيدا بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكب الاحتلال الإسرائيلي 8 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 63 شهيدا و114 إصابة خلال الـ24 ساعة...