الأحد 05/مايو/2024

التنقيب الدعائي .. سلاح إسرائيل لمحاصرة مسيرات العودة

التنقيب الدعائي .. سلاح إسرائيل لمحاصرة مسيرات العودة

عبر استغلال منشورات ناشطين فلسطينيين، تمارس “إسرائيل” عملية ممنهجة عبر دعاية مضادة لتشويه الحالة النضالية الفلسطينية، هذا ما توصلت إليه دراسة بحثية، مؤكدة ضرورة رفع منسوب وعي مستخدمي مواقع الإعلام الاجتماعي في الاستخدام الأمثل لهذه المواقع.

وخلصت الدراسة الموسومة بـ”الدعاية السيبرانية الإسرائيلية لمحاصرة مسيرات العودة الفلسطينية“، إلى أن الدعاية “الإسرائيلية” على موقع فيسبوك، سارت وفق منحى متسلسل، استهلته بجمع مختلف الهفوات، ثم عالجتها دعائيًّا، كي تعيد نشرها داخل إطار معلوماتي جديد يخدم خطابها، وكأنها دليل إثبات، مُستشهد به من صاحب الرسالة الأصلية.

مواجهة الدعاية لذاتها!
وأشارت الدراسة التي أعدها الباحث في الإعلام السياسي والدعاية، حيدر المصدر، ونشرها اليوم الأربعاء موقع الجزيرة للدراسات، إلى أن أهم ما كشفته الظاهرة انتهاج “إسرائيل” مبدأ مواجهة الدعاية لذاتها، في ممارسة غير تقليدية، تستغل مساوئ ممارسات المستخدم أو “الصحفي المواطن” عبر إبراز المتنافر والمتناقض منها مع أطروحات المسيرات.

ونبهت إلى أن “إسرائيل” عمدت إلى دراسة طبيعة تفاعل شرائح الجمهور الفلسطيني مع دعوات مسيرات العودة من خلال مراقبة ما يصدر عنهم من تعليقات وصور؛ لتتمكن من تخطيط استراتيجية اتصالية دعائية، تستجيب لأهدافها بشأن إجهاض الحاضنة الشعبية للمسيرات، وبالتالي تحويلها من مطلب عادل ذي طبيعة سلمية إلى “تحرك إرهابي عنيف بطبعه”، وفق زعمها.

استغلال المنشورات المرئية
ووفق الدراسة؛ فإن الصفحات الإسرائيلية تركز على استغلال المنشورات المرئية، لإمكاناتها الإقناعية التي تتجاوز قدرات النص، إضافة إلى توظيفها لأساليب دعائية متنوعة، مثل الربط والاستشهاد، في إشارة جلية إلى قدرة التنقيب الدعائي على تنشيط أساليب تأثير أخرى بموازاته.

وأوضحت الدراسة أنه خلال متابعة بعض الصفحات الرسمية “الإسرائيلية” الناطقة باللغة العربية على موقع فيسبوك، لاحظت استغلالها للمحتوى الذي ينتجه نشطاء فعاليات مسيرات العودة في قطاع غزة من أجل تحقيق أهداف دعائية بحتة.

وتناولت الدراسة بالتحليل أربع صفحات “إسرائيلية”، وهي: صفحة منسق أعمال الحكومة، وصفحة الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، وصفحة المتحدث باسم رئيس الوزراء للإعلام العربي، وصفحة إسرائيل تتكلم بالعربية، أما بخصوص الإطار الزمني للعينة فهو يمتد من 28 مارس/آذار إلى 30أبريل/نيسان 2018.

التنقيب الدعائي
وخلصت إلى أن هذه الصفحات اعتمدت آلية ممنهجة تستند على رصد وتجميع المحتويين؛ المكتوب والمرئي، ومن ثم إعادة نشره على صفحاتها بعد معالجته دعائيًّا بشكل يتوافق وأهدافها السياسية، مطلقةً مصطلح “التنقيب الدعائي” على هذا النمط الدعائي، الذي يصب في تفسير مفهوم إنتاج الدعاية لذاتها.

ووفق الدراسة؛ يتبين عند متابعة عشرات الصور ومشاهد الفيديو التي ظهرت على الصفحات الإسرائيلية محل الدراسة، أن مصدر معظمها يرتبط بصفحات فلسطينية؛ وكأن الدعاية الإسرائيلية “تتغذى” على ما تنشره هذه الصفحات من محتوى.

وأظهرت النتائج أن العديد من المنشورات الفلسطينية تضمنت موضوعات متنوعة، مثل: إشعال الإطارات، ورشق الحجارة، وزيارات لمسؤولين، وزجاجات مولوتوف، وشهداء، وجرحى، واحتفالات تأبين، ومحاولات قطع أو اجتياز للخط الفاصل…إلخ.

وخضعت هذه الموضوعات -وفق الدراسة- لمعالجات إسرائيلية متنوعة، بحسب الهدف الدعائي المركزي. فمنها مثلًا، ما استُخدم لتكذيب أطروحات حركة حماس، وأخرى وُظِّفت لشيطنتها، أو تأكيد رواية استغلالها للأطفال والنساء دروعا بشرية، وهناك ما وُظِّف لربطها بجمهورية إيران، أو بالنازية.

وعزت هذا الاستغلال، إلى تنوع مشاركات الناشطين الفلسطينيين، ونشرهم جل ما يوثِّقون على شبكة فيسبوك، بوعي أو بدونه؛ الأمر الذي خدم جهود “إسرائيل” على المستوى الدعائي.

وأوصت الدراسة بتبني جهود تثقيفية؛ من أجل رفع منسوب وعي مستخدمي مواقع الإعلام الاجتماعي، وأولئك المنخرطين في جهود نضالية شعبية، مثل الحالة الفلسطينية.

الدراسة كاملة

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات