الخميس 09/مايو/2024

ماذا لو كان للفلسطينيين مجلس وطني حقيقي؟!

ماذا لو كان للفلسطينيين مجلس وطني حقيقي؟!

أمام انسداد الأفق الفلسطيني ومحاولة واشنطن بالشراكة مع الاحتلال وبعض الأطراف الإقليمية تمرير صفقات على حساب الحقوق الفلسطينية، تطرح التساؤلات حول دور المؤسسات الوطنية الفلسطينية، في مجابهة هذه المؤامرات التصفوية.

وتبدو هذه التساؤلات بلا معنى في ظل “اختطاف” المجلس الوطني عبر ما وصف بـ”جلسة الانفصال” التي عقدت في رام الله، على مقياس حركة فتح، أو فريق منها، ولكن يبقى التساؤل: ماذا لو كان للفلسطينيين مجلس وطني حقيقي؟.

المركز الفلسطيني للإعلام” حاول البحث عن إجابة هذا التساؤل عبر سياسيين ومحللين، أكّدوا أنّه لو كان لدينا مجلس وطني حقيقي لما وصلنا إلى ما نحن فيه، ولما كان هناك شيء اسمه “صفقة القرن” على الأقل.

تقزيم المشروع
النائب في المجلس التشريعي حسن خريشة، أكّد أنّ المجلس الوطني هو إحدى مؤسسات منظمة التحرير التي استخدمت لغايات وتنازلات سياسية منذ تأسيسه عام 1964 حتى وصل به الأمر إلى تقزيم المشروع الوطني كليًّا.

ويعبر خريشة عن أسفه بأنّ المجلس الوطني ألغى الميثاق الوطني الفلسطيني، واستخدم أداة لشطب هذا الميثاق إلى أنّ جاء دوره أخيراً لتقزيم المشروع الوطني برمته في مجلس لا يرقى إلى أن يمثل حالة وطنية شاملة.

وعقد في 30 إبريل، وعلى مدار 4 أيام، بدعوة من حركة “فتح”، جلسة لـ”المجلس الوطني” في رام الله، دون أي توافق فلسطيني، وبعيدًا عن توافقات اللجنة التحضيرية في بيروت، ودون مشاركة أبرز الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

“ولكن لو كان لدينا مجلس وطني حقيقي؟” أجاب النائب خريشة، الأصل أن تفعل مؤسساتنا الوطنية كافة، أبرزها المجلس التشريعي، وإحياء الميثاق الوطني الفلسطيني والعودة إليه، “وليس أقل من تفعيل وتنفيذ فوري لكل قرارات المجلس المركزي، أبرزها وقف التنسيق الأمني وتحديد العلاقة مع الإدارة الأمريكية”، كما قال.

غير أن الأمور على أرض الواقع كانت مخالفة؛ إذ فوّض المجلس صلاحيته للمجلس المركزي، الذي جاء على مقياس حركة فتح، ومحمود عباس، الذي شكل لجنة تنفيذية لا تعبر بشكل فعلي عن مكونات الشعب الفلسطيني.

الحلّ في الانتخابات
ويرى خريشة أن “الأصل تعميم فكرة مسيرة العودة ليدرك العالم كله ما العلاقة الحقيقية بين الفلسطينيين والاحتلال، وأن يكون هناك قرار من الرئيس بإجراء انتخابات شاملة فورية لتفرز من تفرز، وأن تأخذ فيها كل القوى الوطنية حجمها الحقيقي”.

ويعبر خريشة، عن أسفه من الموقف الإعلامي من رفض “صفقة القرن” غير الكافي، ويرى أنه يجب أن تتبعه آليات وإجراءات فورية وعملية للوقوف بوجه الصفقة أبرزها وقف العقوبات على قطاع غزة، وتقوية العلاقة بين مكونات الشعب الفلسطيني كافة، وتقليص العلاقة مع الاحتلال ووقف التنسيق الأمني بجميع أشكاله.

مجلس ألعوبة
لم تختلف نظرة أستاذ العلوم السياسية عبد الستار قاسم عن سابقه؛ فقد أكّد أنّ المجلس الوطني (بشكله الحالي) مجلس مختطف، ويعمل لمصلحة رئيس منظمة التحرير، مبيناً أنّه لم يلتزم بأي قرارات أقرها هو نفسه.

وتساءل قاسم: “كيف لأي إنسان في العالم أو مؤسسة أن يلغي مصدر شرعيته؟”، مؤكّداً أنّ المجلس الوطني الحالي ألغى مصدر شرعيته وهو “الميثاق الوطني الفلسطيني”.

ويوضح أستاذ العلوم السياسية، أنّ قيادة المنظمة تتحكم دائماً بأسماء الذين يريدون أن ينضموا للمجلس الوطني للحصول على أغلبية في أي قرار تريد، ويضيف: “المجلس أصبح ألعوبة بيد رئيس المنظمة، وأخفق بعد ذلك في الحفاظ على الثوابت والمقدسات الفلسطينية، وتجاوز بعد ذلك كل المحرمات، من الاعتراف بالكيان والتنسيق الأمني والمساومات، ولو كان مجلساً حقيقياً لما تورط الفلسطيني بهذه الورطات”.

وأكّد قاسم أنّه لو كان للفلسطينيين مجلس وطني حقيقي، لما وصلنا إلى مرحلة “صفقة القرن”، ولانشغلت الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني بمواجهة المقاومة الفلسطينية الموحدة لحظتها، ولم تكن لتفكر بشيء من هذا القبيل لولا حالة الضعف والهوان التي وصلنا إليها.

ويعتقد المحلل السياسي أنّه كان الأجدر بالمجلس الوطني أن يكون موحِّداً حاشداً للطاقات الوطنية المختلفة ومستنفراً للقدرات في مواجهة الصلف والتعنت “الإسرائيلي”، لكنه “للأسف أصبح الآن عبئًا علينا، وليس رصيداً لنا”، كما قال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات