الجمعة 10/مايو/2024

حمدان: لن نمارس لعبة مبادلة الحقوق.. ونرحب بأي مبادرة لا تمس الثوابت

حمدان: لن نمارس لعبة مبادلة الحقوق.. ونرحب بأي مبادرة لا تمس الثوابت

أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أسامة حمدان، أن حركته تلقت عدة مبادرات وأفكار لحل الوضع الإنساني الصعب والمتفاقم في قطاع غزة، مشيرا إلى انفتاح الحركة لمناقشة ودراسة كل الأفكار والمقترحات والتعاطي معها بإيجابية دون المساس بالثوابت الوطنية أو تقديم أثمان سياسية.

ونفى حمدان، خلال برنامج “بلا حدود” الذي بث مساء أمس الأربعاء على قناة الجزيرة، تبلور أي أفكار أو التوصل لشيء واضح، لكنه استدرك بالقول: “هناك مسار نتقدم فيه لكن لم نصل إلى نتيجة نهائية.. وسنسعى أن يتم ذلك من خلال بيئة وطنية وتوافق وطني فلسطيني”.

الأثمان السياسية

وشدد حمدان على أن حق الشعب الفلسطيني في غزة بالعيش الكريم وإنهاء معاناته الإنسانية حق أساسي لا تتعامل معه “حماس” على أساس مبادلته بحقوق أخرى، وقال: “العيش الكريم حق، التحرير حق، والعودة حق، والمقاومة حق، ونحن لا نلعب لعبة مبادلة الحقوق نأخذ حقا على أساس أن نتنازل عن حق آخر”.

وبين القيادي في حماس أن المطروح على الطاولة أمام حركته هو القيام بتسهيلات، تعدّها الحركة حقوقا طبيعية، مقابل تقديم أثمان للاحتلال “الإسرائيلي”، مؤكداً عدم استعدادهم لتقديم أثمان سياسية متعلقة بالثوابت الفلسطينية أو بترتيب المنطقة وفق صفقة القرن.

وحول ماهية الأفكار المطروحة قال حمدان منها فتح الميناء والخط البحري وتسهيل العمل على المعابر ورفع القيود على حركة التجارة وحركة الأشخاص، مجدداً التأكيد على أن حركته ترى أن هذه أمور طبيعية من واجب الجميع العمل على تحقيقها.

ونفى حمدان صحة الأنباء التي يروجها الإعلام العبري حول موافقة القيادة الإسرائيلية على فتح ميناء بحري في قبرص تحت المراقبة الدولية مقابل تسليم الجنود الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

وقال حمدان: “موضوع الأسرى شيء، والموضوع الإنساني شيء آخر.. ونتنياهو يحاول استخدام ملف الأسرى في صراعاته الداخلية، والاحتلال هو من يعطل التوصل لاتفاق رغم وجود وسطاء وأفكار قدمت إلينا تعاطينا معها بإيجابية”، مؤكداً أن الجنود الأسرى لن يخرجوا إلا بخروج الأسرى الفلسطينيين كما حدث في صفقة وفاء الأحرار.

واستهجن حمدان موقف السلطة الفلسطينية في رام الله الرافض لمبادرات وتحركات حماس لحل الوضع الإنساني في قطاع غزة، مؤكداً أن حركته تسعى أن يكون ذلك في إطار وطني، وترفض أن يتم عرقلة هذا الأمر تحت عناوين مختلفة.

ودعا السلطة للشراكة مع حركته في حل الأزمة الإنسانية في غزة، مبدياً استعداد حركته لتشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى بنفسها معالجة هذا الملف، أو إعادة تشكيل منظمة التحرير بحيث تفرز قيادة تعالج هذا الملف، وقال: “نحن في حماس يدنا ممدودة للعمل في هذا الجانب بشكل عملي ومباشر ولا نحتاج لكثير من التعقيد لتحقيق ذلك”.

وحول إمكانية تقديم حركته لتنازلات في إطار الترتيبات الخاصة بحل الوضع الإنساني الصعب في غزة، قال حمدان: “إذا كان الاحتلال الإسرائيلي يعتقد أن الفلسطينيين مستعدون لتقديم تنازلات فهو واهم، المسار الذي جرى بالتفاوض منذ مدريد حتى اليوم ثبت فشله، ولا يمكن للفلسطينيين أن يكرروا هذه التجربة”.

صفقة القرن

ورفض القيادي في حماس التعاطي مع مصطلح “صفقة القرن”، معللاً موقفه بأن الصفقة تتم بين أطراف، وهذه الأطراف تتفاوض وتتوصل إلى نتيجة، موضحاً أن ما يحدث هو أن هناك مشروعا إسرائيليا أمريكيا تحاول الإدارة الأمريكية فرضه عبر ضغوطات مختلفة ومن خلال إغراءات هي في المحصلة ضغوطات من نوع آخر، وفق تعبيره.

وأشار إلى أن الخطة الأمريكية تهدف إلى إعادة ترتيب المنطقة بما يضمن مصالح أمريكا و”إسرائيل”، بحيث تكرس أمريكا هيمنتها على العالم، فيما تتحول من خلالها “إسرائيل” إلى دولة مشروعة ولها دور في المنطقة بعد 70 عاماً من عدم مشروعيتها.  

وقال حمدان: “الخطة الأمريكية لن يكتب لها النجاح لسببين، السبب الأول أن الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية لن تقبل ذلك، والسبب الثاني أن ترتيب خارطة المنطقة ليست مسألة سهلة، ولا يمكن أن يقرر أحد في ترتيب هذه الخارطة وتمضي هذه الأمور، هذا معناه فوضى في المنطقة، ومعناه حروب في المنطقة لا يملك الأمريكي أن يسيطر عليها أو أن يتوقع مآلاتها”. 

وعبر القيادي في حركة حماس عن أمله في ألا يستجيب العرب لهذه الخطة الأمريكية لأنها ستضر بالقضية الفلسطينية، وستلحق أضرارا جسيمة بالمنطقة والعرب.

وحول وجود أي استجابة عربية للخطة، قال حمدان: “الأمريكيون يروجون لوجود استجابة عربية ولا وجود لنفي، وهذا أمر مقلق”.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات