الجمعة 10/مايو/2024

لماذا لن تمضي صفقة القرن؟

سالم الفلاحات

تدق طبول الاستسلام للتوقيع على بياض لمصلحة العدو الصهيوني، لذا يطوف الراهب كوشنير الذي امتلأت جيوبه بأموالنا برفقة نتنياهو وأزلامه سراً وعلناً ليستهدف عدداً من دول العرب لانتزاع الموافقات الأخيرة بصراحة ووضوح.

وتتحرك وفود باحثة عن أبي عبد الله الصغير ليسلم مفاتيح (غرناطة) حتى لو لم يبق له من حاشيته وحشمه وخدمه أحد ليوقع في مكان ليطلق عليه المؤرخون من جديد آخر بكاء العربي.

ولكني أقول لكم ولست واهماً، لا أحد يتجرأ على خطوة بهذا الاتجاه الخائن، ولا أظنه سيفلت من العقاب والانتقام حتى في الدارين، ولما تجرّأ السادات على إشعال فتيل الاستسلام في زيارته للقدس لقي مصيره المحتوم، ألا ترون البعض اليوم من المتسلطين على رقاب العرب يرفعون أيديهم ربما خوفاً من أحد المصيرين، إما المصير المحتوم على يد أبناء الأمة عند الاستسلام للرغائب الصهيونية ويخشى من أن يموت (فطيساً)، أو ربما على أيدي عملاء الصهاينة عند ثباته وتمنعه، ولعله يخشى أن يموت شهيداً، وشتان بين الحياتين والموتتين!

• لن تمضي صفقة القرن ما دام في الشعوب العربية والإسلامية عرق ينبض بالحياة، وهي كثيرة ولا تحصى ولن تنفد، ونحن أمة على ضعفها ترق ولا تنقطع.

• لن تمضي صفقة القرن وفي فلسطين شعب تعلم دروساً في أعقاب نكبة 1948 لن ينساها ولن يكرر خطأه عندما خُوّف بمذابح دير ياسين وقبية والدوايمة و…… من أجل أن يهجر قراه ومدنه ليحل الصهاينة محلها، وقد تعرض بعد ذلك لمذابح فاقت سابقاتها أضعافاً مضاعفة ولم يغادر ولم يهاجر، ومذبحة مخيم جنين شاهدة على ذلك حيث جلست بقية العائلات الناجية على بقايا بيوتها المدمرة ولم تغادرها، وكذا الحال في بقية أنحاء الضفة وغزة وصمود أهالي أراضي 1948 من العرب الفلسطينيين. 

• لن يجرؤ فلسطيني مهما كانت ثقافته وتوجهاته واستعداداته وظروفه أن يقبل بديلا عن أرضه، فهي عِرضه، وإنْ شذّ البعض القليل فلا يقاس على الشاذ.

• لا يمكن للعدو الصهيوني أن يتمكن من طرد خمسة ملايين فلسطيني من أراضيهم ولا نصفهم ولا ربعهم لمعادلات كثيرة.

• إنَّ ما نرى من استعداد للصمود والتضحية لدى أهل فلسطين شيبا وشباناً والتعلق بترابها ليعدّ من عناصر القوة والأمل الكبرى.

• حدثني قبل يومين صديق صدوق لم تمنعه أردنيته التي يعتز بها وإن كان فلسطيني المولد ويملك فيلا جميلة في أحياء العاصمة قال:- أشهد الله وأشهدك لو أتيح لي أن أعيش في فلسطين تحت ظل شجرة واحدة فقط لما ترددت، وسأكون سعيداً لأن أي متر أرض يشغله الفلسطيني بجسده سيكون بعيداً عن أيدي المحتلين.

• يحاذي أرض فلسطين ويلاصقها شعب أردني أصيل أقسم أن لو أتيح له من بواديه إلى حواضره لتجند منذ اليوم في جيش تحرير فلسطين كما بدأ في القرن الماضي في عام 1920 .

• كما أنه لا يمكن ترويض الشعب الفلسطيني ولا الشعوب العربية المسلمة على الإطلاق، وإن تحقق ترويض بعض الأنظمة العربية الرسمية، فهذا لن يحقق لهم البقاء الدائم على أرضنا.

• إنّ محاولات الشعوب المحيطة بفلسطين لنيل حريتها واستلام زمام أمورها بيدها وهي تسعى لبناء دولها حتى وإن تعثرت جهودها بعض الوقت ولكنها ستنجح أخيراً.

• وأما سنن الكون التي لا ترحم أحدا فدوَّارة، ولم تخلد مجرماً ولا طاغية، ولا أقول هذا اتكالا أو إرجائية إنما مع العمل تغدو تلك السنن حقيقة قريبة واقعة.

• نعم إنهم يملكون عناصر القوة المادية الآن، والدعم الدولي، ويعينهم التخاذل العربي الإسلامي لكنهم في (ورطة وأزمة) كما إننا نحن في أزمة، لكنهم مغتصبون سارقون يحرصون على الحياة، ونحن أصحاب حق شرعيون لن تنازل عنه ونموت من أجله.

• الصفقة لن تمر إلا بطرفها الثاني وهو الفلسطينيين، وليس في الأرض قوة تكره الفلسطينيين على قبول الصفقة.

• إن على الذين يمارسون الإرجاف والتيئيس وبث روح الاستسلام، والذين يرددون بعض الشعارات التي من شأنها تمزيق لحمة الشعب الواحد ويخدمون العدو الصهيوني، أن يتوقفوا عن ممارساتهم المرفوضة على كل ما يجري فمن قال: هلك المسلمون فهو أهلكهم.

والله غالب على أمره، ولــن تمر الصفقة التي يريدون.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات