عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

تعليق عمليات الأونروا.. قضية اللاجئين تواجه خطر التصفية

تعليق عمليات الأونروا.. قضية اللاجئين تواجه خطر التصفية

لم تكن مساعي الإدارة الأمريكية في حالة تعاضد مع الكيان “الإسرائيلي” لتصفية القضية الفلسطينية بشكل عام وقضية اللاجئين بشكل خاص كما هي عليه الآن، فمنذ أنشئت في العام 1949 تواجه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” محاولات الإجهاض وإنهاء عملها بهدف تصفية قضية اللاجئين.

ومع ظهور ما تُسمى بـ”صفقة القرن” التي أعلنها رئيس الإدارة الأمريكية دونالد ترمب، بات واضحاً بشكل جلي أنّ أبرز أهداف هذه الصفقة هو التخلص من القضايا الفلسطينية الأساسية كالقدس وقضية اللاجئين، ومع إعلان ترمب اعتراف دولته بالقدس كعاصمة موحدة للكيان “الإسرائيلي” في 6 ديسمبر المنصرم، ونقله سفارة بلاده في 14 مايو الماضي، انتقلت الإدارة الأمريكية للمرحلة الثانية بتصفية قضية اللاجئين.

تعليق العمليات

وفي توافق واضح صرّح منسق الأمم المتحدة لـ”عملية السلام” في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، أمس: إن وكالة أونروا تعتزم إرجاء دفع رواتب موظفيها وتعليق بعض عملياتها.

وتواجه أونروا أزمة مالية خانقة؛ إثر خفض الولايات المتحدة الأمريكية مساهمتها في موازنتها بـ 250 مليون دولار، حيث أوضح ملادينوف خلال اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن أونروا “ستخفض بعد أسابيع مساعداتها العاجلة لغزة وغيرها في المنطقة”.

وجمدت الولايات المتحدة أخيرًا 65 مليون دولار من مساهمتها في ميزانية (أونروا)، ما لاقى احتجاجات على مستويات عدة، لاسيما أن هذه الوكالة أُنشئت في 1949م، بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (302).

وتحصل (أونروا) على تمويلها بالكامل تقريبًا من مساهمات تطوعية من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وأكبر المانحين لـ(أونروا) هي: الولايات المتحدة، والمفوضية الأوروبية، والمملكة المتحدة، والسويد، ودول أخرى.

وأضاف: “في غزة، سيعني ذلك إرجاء دفع رواتب بعض موظفيها في شهر يوليو، والبدء بتعليق عمليات أساسية تجريها الوكالة في أغسطس”.

تمهيد للقادم

على هويدي – مدير عام الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين، استغرب أن تصدر مثل هذه التصريحات على لسان ما يُسمى بمنسق “عملية السلام” ميلادنوف، موضحاً أنّ الأصل أن يتم التصريح بهذه القضايا من خلال وكالة “الأونروا” نفسها.

ويشير هويدي في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أنّ الإدلاء بمثل هذه التصريحات قبيل انعقاد مؤتمر المانحين الذي سيعقد في نيويورك الاثنين القادم، “يمهد لجولة جديدة من التقليصات التي تقوم بها الأونروا من فترة، وخاصة مع بداية العام 2018”.

ومن المنتظر أن ينعقد مؤتمر للمانحين الاثنين المقبل في الأمم المتحدة هو الثاني في ثلاثة أشهر بهدف إيجاد مصادر تمويل جديدة لأونروا، وفي مارس، نجح مؤتمر مشابه عقد في روما في جمع 100 مليون دولار للوكالة، لكنه لم ينجح في جمع 446 مليون دولار تحتاج إليها لمواصلة نشاطاتها.

لكّن مدير عام الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين، أكّد أنّ ما أراده ميلادنوف، هو إيصال رسالة اطمئنان للإدارة الأمريكية والكيان “الإسرائيلي” بأنّ ما يسمى “صفقة القرن” يجري العمل عليها على قدم وساق، وأن هناك حراك دولي في هذا السياق.

ويضيف: “بما يحمله ميلادنوف من مسمى خطوة تتطابق تماماً، مع الرؤية الأمريكية والإسرائيلية للمرحلة القادمة، وأن قضية القدس واللاجئين يجري التمهيد بشكل عملي لإزالتها عن طاولة المفاوضات المرتقبة ما بين الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية”.

ويؤكّد هويدي، أنّ تصريحات ميلادنوف مقلقة ومخيفة إلى حد كبير، لأنها تستهدف شريحة كبيرة من اللاجئين الذين هم معنيون بشكل مباشر في عملهم داخل وكالة الأونروا، “وأعني هنا رواتب الموظفين فيها التي يمكن ألا تدفع في مراحل لاحقة” كما قال.

وأوضح أنّ القلق الأكبر هو جوهر التصريحات التي صدرت عنه كجهة غير ممثلة لـ”الأونروا” في حين لم تنفِ الأخيرة ما ورد على لسانه، مما يؤكد خطورة ما يتم التحضير له في المستقبل.

وفي يناير الماضي أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنها ستخفض مساهمتها في الوكالة، مشيرة إلى أنها في حاجة إلى إصلاحات.

وقالت مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي: “إن بلادها لن تستأنف مساهمتها حتى يوافق الفلسطينيون على “العودة إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل”.

وكانت المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية انهارت في إبريل 2014، بعد أن انطلقت برعاية أميركية وضمانات قدمها وزير الخارجية حينها جون كيري، إلا أن حكومة الاحتلال رفضت التخلي عن وقف النشاط الاستيطاني، ورفضت إطلاق سراح الدفعة الأخيرة من قدامى الأسرى الفلسطينيين ما قبل أوسلو.

مؤشر خطير

“ما جاء به ميلادنوف مؤشر خطير على حجم القادم على صعيد القضية الفلسطينية، وبالتحديد قضية اللاجئين” هذا ما أكّد عليه المحلل السياسي وسام أبو شمالة، سيما أنّ هذه التصريحات تتوافق مع ازدياد المساعي الأمريكية لفرض “صفقة القرن” على المنطقة، وقضية اللاجئين التي هي بؤرة الصراع هي قضية مركزية في القضية الفلسطينية.

ويشير أبو شمالة في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ تصريحات ميلادنوف، هي إشارة لبدء تنفيذ بعض الأمور المتعلقة بالصفقة خاصة تلك التي لها علاقة بالأونروا من أجل تصفية قضية اللاجئين، سيما مع مساعي الاحتلال لإنهاء عمل “الأونروا” منذ زمن باتهامها اتهامات باطلة والزج بها في قضايا مختلفة.

ويعتقد المحلل السياسي، أنّ ورود مثل هذه التصريحات على لسان رجل ليس له علاقة بالأونروا، يؤكّد أنّ القضية سياسية بحتة وليست ذات بُعد مالي، ويضيف: “حديث ميلادنوف كمبعوث أممي يعزز الافتراض القائم بأنّها تصريحات سياسية، وهذا نوع من التهيئة والتوطئة للشعب الفلسطيني بالتعامل مع مرحلة جديدة من الأزمات”.

ويوضح أبو شمالة، أنّ المرحلة الحالية توفر فرص كبيرة لدى الاحتلال لتنفيذ خططه، ويزيد من المخاطر والتهديدات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أنّ ذلك يستدعي أن يكون شعبنا الفلسطيني على وعي ودراية بما يُخطط له، ويستدعي وحدة حقيقية وقيام قيادة السلطة بخطوات حقيقية برفض صفقة القرن فعلياً وليس بمجرد تصريحات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات