الإثنين 03/يونيو/2024

الشيخ عبد الخالق النتشة.. العيد الـ 37 في الأسر

الشيخ عبد الخالق النتشة.. العيد الـ 37 في الأسر

لم تعد مها سلهب “أم جبير” تستوعب ظلم الاحتلال الذي غيب زوجها عنها نحو 36 عيدًا، وهي تعيش عيد الفطر المبارك للمرة الـ37 منفردة وحيدة بعد أن اعتقل الاحتلال زوجها القيادي بحماس عبد الخالق النتشة منذ أكثر من عام.

غربة ومحنة مؤلمة

أم جبير وخلال اعتقال زوجها تعيش غربة مؤلمة خاصة أنهما وخلال رحلة عمرهم الطويلة لم ينجبوا أطفالا، لذلك تشعر بالوحدة والغربة في غياب زوجها خلال الاعتقال.

“أكثر اعتقال حفر في حياتي أخاديدَ ومآسيَ وآلامًا ذلك الذي كان يوم 28-8-2002م؛ حيث اعتقل زوجي أبو جبير ولمدة عشر سنوات متواصلة، ولم يُسمح لي بزيارته بتاتا ولم أره ولو لمرة واحدة طيلة العشر سنوات”، تقول زوجته.

تتابع لمراسلنا: لا بل كانت المصيبة الكبرى عندما هدمت سلطات الاحتلال الصهيوني منزلنا المكون من شقتين وروف على كل ما فيه من أثاث وأجهزة كهربائية وملابس وكتب وأدوات منزلية، فلم نتمكن من إخراج شيء من داخله؛ حيث حوله الاحتلال إلى كومة من الركام.

صيامٌ وعيدٌ وفراق

تقول: عندما حلّ عيد الفطر لهذا العام، أتذكر غربة أبو جبير في سجنه، أحزن لفراقه، لا يغيب عني لحظة بحنانه، فهو إنسان مؤمن ومخلص لأهل بيته، إنه بالنسبة لي بمكانة الأب والأم، لكن حسبنا الله على الاحتلال الذي فرق بيننا.

قائد استثنائيّ

الشيخ عبد الخالق النتشة قائد استثنائي في حركة حماس يعمل بهدوء وصمت، ولد عام 1954م في مدينة الخليل في حارة بني دار بجوار المسجد الإبراهيمي، وكان لتردده على هذا المسجد الأثر الكبير في صقل نفسيته وحياته بالدين والإيمان، بعدها التحق بالمدرسة الشرعية في الخليل وتخرج فيها ثم التحق بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وتخرج فيها متخصصا في علم الحديث، وحصل بعد ذلك على الماجستير في أصول الفقه عام 2000م من جامعة النجاح الوطنية، ولم يسمح له بالسفر لإكمال الدكتوراه في السودان.

مراحل مشرقة من العطاء

الشيخ أبو جبير محب لشعبه ووطنه؛ فقد التحقق بصفوف جماعة الإخوان المسلمين منذ نعومة أظفاره، وبانطلاقة حماس كان أحد قادتها ورموزها وكان في الخندق الأول، حيث برز ناطقًا رسميًّا لها في محافظة الخليل، وشارك في حوارات القاهرة والسودان الأولى، وكان رمزا وحدويا يشار إليه بالبنان.

أبعد إلى مرج الزهور في الجنوب اللبناني عام 1992م فكان رمزا وقائدا، شارك في اللجنة القيادية العليا لقيادة المبعدين ممثلا عن محافظة الخليل، وبعد عودته من الإبعاد تعرض أبو جبير لموجات من الاعتقال في سجون الاحتلال؛ حيث اعتقل عشر مرات أمضى خلالها نحو 18 عاما في سجون الاحتلال، فكان قائدا من قادة الحركة الأسيرة، لا بل كان رمزا مؤثرا داخل سجون الاحتلال حيث توجت قيادته بتوقيع وثيقة الأسرى المشهورة عام 2006م.

رحلة الاعتقال الإداري

تقول أم جبير: اعتقل أبو جبير مرات عديده إداريا بلا أي سبب تحت حجة ملف سري أمني، لا بل منعت زيارته ولم يسمح لي وأنا زوجته بزيارته، وكم كان وقع الاعتقال الإداري عليه صعبا عندما توفيت أمه دون أن تراه أو يراها أو يحدثها حتى عبر الهاتف، فكانت لحظات صعبة جدا عليه، لكنه كما عهدته أسطورة في الصبر والثبات، لا تهزه العواطف، يقدم انتماءه لدينه ووطنه على كل شيء.

لا يزال الشيخ عبد الخالق النتشة في سجون الاحتلال منذ اعتقاله ليلة 6-9-2017م؛ حيث يخضع للاعتقال الإداري، وقد صودرت سيارته الخاصة ليلة اعتقاله، ولا يزال يخضع للتجديد الإداري المتواصل بلا تهمة ولا سبب.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات