الجمعة 31/مايو/2024

متابعون: قمع مسيرات رام الله دليل رعب وإهمال للحالة الفصائلية

متابعون: قمع مسيرات رام الله دليل رعب وإهمال للحالة الفصائلية

رأى متابعون ومحللون أن طريقة تعامل الأجهزة الأمنية مع المسيرات السلمية التي خرجت في الضفة الغربية تطالب برفع العقوبات عن غزة، يدل على حالة الرعب التي تعيشها وعقلية الإقصاء لكل ما هو غير فتحاوي وإهمال للحالة الفصائلية وإنكار لها.

استهتار وعداء للشعب
وصفي قبها القيادي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” قال لمراسلنا إنّ الضفة من خلال هذه المسيرات قالت كلمتها بأن الشرعية لا تتجزأ، وأن حصار غزة باطل، وأن إنهاءه بات اليوم واجبا أخلاقيا ووطنيا، وأن استمراره خيانة لتضحيات قطاع غزة الذي يدافع عن شرف الأمة والشعب الفلسطيني ككل.

وشدد قبها على أن طريقة تعامل السلطة مع تلك المسيرات تدلل على عدائها واستهتارها بمشاعر الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني واستغفال لنداءات الوحدة التي ينشدها المواطن.

وتابع: “من خرج لنصرة غزة هم عامة الشعب وليس أنصار حماس، وبالتالي السلطة تحاول أن تحرف الأنظار من خلال تسييس تلك المسيرات وإفشالها، وتسوق لذلك المبررات الواهية، فتارة تقول عنها مؤامرة، وثانية تقول إن الاحتلال خلفها، وثالثة تقول بأن حماس هي من تقف وراءها”.

“والحقيقة أن السلطة وحركة فتح تخسر اليوم جولة أخرى مع الشعب الفلسطيني، فبدلا من أن تبادر إلى رفع العقوبات عن غزة وتنفذ قرارات المجلس الوطني، تتغول في استهداف المواطن وقمعه في مشهد يساهم في تفتيت النسيج الوطني وتمزيق الحالة الفلسطينية وتعميق الانقسام”.

وقال: “من حق غزة أن تعيش وأن ينتهي الحصار المفروض عليها، كما إنه بات من المطلوب إيقاف كل أشكال الظلم الواقع عليها، والوقوف إلى جانبها في وجه الاحتلال وقوى الشر والظلم التي تحاول كسر إرادة الشعب هناك”.

قمع بحجم الرعب
الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين، عقب على مشاهد القمع في رام الله بالقول: “حجم القمع الكبير للمسيرة يتناسب مع حجم الرعب الذي ينتاب السلطة وتل أبيب من الحراك الشعبي في الضفة الغربية الرافض للعقوبات في غزة”.

وشدد عز الدين في حديثه لمراسلنا على أن الرعب الواقع على فتح والسلطة ليس فقط من رفع العقوبات عن غزة؛ بل الخشية من تطورها للمطالبة بأمور أخرى.

وأكمل: “لا يرعبهم فقط رفع العقوبات عن غزة، بل أيضًا أن يتطور الحراك للمطالبة بوقف التنسيق الأمني والممارسات المرفوضة للسلطة في الضفة الغربية”.

والمطلوب الآن، قال عز الدين: “هو الثبات على المسيرات والمظاهرات مهما كان الثمن، ولولا أن هذا المسيرات لها مردود على الأرض لما قمعوها بهذا الشكل، فمعنويات السلطة وأزلامها منهارة من الداخل، لذا فاستمرار المسيرات ستعمل على تقوضيها أكثر وأكثر”.

حصاد دايتون
المحلل والمتابع ياسر مناع قال: “ما جرى هو نتاج خطط وسياسات مدروسة ومنظمة لإيجاد من يدافعون عن تلك المشاريع التي بدأها قبل 11 عاما الجنرال الأمريكي دايتون”.

وتابع مناع خلال حديثه لمراسلنا: “هذه المشاهد التي بثت من رام الله أثلجت صدر الاحتلال، وهي تأكيد جديد على أن التنسيق الأمني للمؤسسة الحاكمة اليوم استراتيجية لا غنى عنها وأمر ذو أهمية”.

وعزا مناع ما حصل في رام الله إلى ضعف الحالة الفصائلية ومؤسسات المجتمع المدني في الضفة الغربية، وتفرد فتح هو أحد الأسباب الهامة التي أوجدت مثل هذه المشاهد، والتي أظهرت مقدار الحقد الدفين في صدور البعض.

وأضاف: “باتت القضية اليوم أكثر وضوحا بأن العداء لا يتعلق بحماس، بل أصبح يتعلق بمشروع المقاومة ومن يدعمه ومن يؤيده لو حتى بكلمة”.

وزاد: “لو أن حركة حماس هي المستهدفة في قضية عقوبات غزة، لكانت السلطة قطعت رواتب نواب وأسرى حماس، ولكن المقصود غزة ككل وكسر إرادة المقاومة فيها”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات