الأحد 06/أكتوبر/2024

في الضفة.. جمعيات خيرية مغيبة وأخرى تتسول المساعدات

في الضفة.. جمعيات خيرية مغيبة وأخرى تتسول المساعدات

تفتقد الضفة الغربية خلال شهر رمضان المبارك إلى أنشطة وفعاليات وزخم الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي كانت أيقونة العمل الاجتماعي والإنساني قبل إغلاقها إبان أحداث الحسم العسكري والانقسام الفلسطيني وما تبعه من إجراءات عقابية وانتقامية لفتح وأجهزة أمن السلطة بحق حماس ومؤسساتها في الضفة.

وبين جمعيات مغيبة بفعل الإغلاق وأخرى مصادرة لإرادتها وإدارتها -ديدنها التسول والتوسل لسد حاجياتها- انقسمت المؤسسات والجمعيات الفلسطينية في مشهد يلخص واقع الضفة الغربية في ظل غياب العمل الإسلامي الاجتماعي والخيري بفعل ممارسات السلطة وأذرعها.

وكان إغلاق الجمعيات الخيرية -بل وتدميرها- من أولويات حركة فتح مع بداية الانقسام، سواء على الصعيد الأمني من خلال الهجوم على مقارها ونهبها وتدميرها، أو من خلال إصدار المراسيم بإغلاقها ومصادرة أملاكها أو تغيير إدارتها.

بين الأمس واليوم

وعلى مدار السنوات التي سبقت الانقسام، كانت الجمعيات الخيرية التي تديرها حركة حماس في الضفة الغربية مصدرًا رئيسًا لكثير من الأسر الفقيرة والمحتاجة، ولا سيما خلال شهر رمضان الذي كان يعج بالأنشطة والفعاليات، وزخمًا بالمساعدات العينية والمادية التي تغطي حاجات تلك الأسر.

واليوم وفي ظل تبدل واقع الضفة وإغلاق العشرات من الجمعيات والسيطرة على إدارة أخرى، حرمت الآلاف من العائلات الفلسطينية من المساعدات وافتقدت أي شكل من أشكال الرعاية والاهتمام رغم ضيق حالها.

المواطن (ث،م) أحد سكان مدينة نابلس يرى أن إغلاق الجمعيات أثر بشكل كبير على حياة المئات من الأسر الفقيرة والمستورة بعد أن حُرمت من حقوقها، وقطعت المساعدات عنها، واستثنيت من قوائم المستفيدين منها.

إقصاء وانتقام

“لم يسلم منهم أحد”.. بهذه العبارة تابع المواطن حديثه قائلاً: “مع بدايات الانقسام والسيطرة على أغلب الجمعيات الخيرية وتحويل إدارتها إلى أناس محسوبين على السلطة وحركة فتح، كان الإجراء الأول استثناء المئات من المساعدات، وحرمانهم من حقوقهم نتيجة العقلية الإقصائية والانتقامية التي تتبعها فتح والسلطة” على حد قوله.

وتابع: “رغم كوني مريضًا لا أستطيع العمل، فإن كل هذا لم يشفع لي أن أحصل على المساعدات التي اعتدنا أخذها خلال السنوات التي سبقت الانقسام، في الوقت الذي يستفيد العشرات من الأشخاص من أموال الجمعيات وبرامجها رغم عدم حاجتهم لها”.

أبو مجاهد، أحد أعضاء الجمعيات الخيرية التي أغلقت في الماضي، قال لمراسلنا: “لم يعد للمواطنين ثقة بالجمعيات التي تديرها فتح والأجهزة الأمنية، وخير دليل على ذلك أنها اليوم تتوسل المساعدات وتجميع التبرعات من أمام المساجد وفي المحال التجارية. على العكس من ذلك تمامًا كان الميسورون والأغنياء هم من يأتون لذات الجمعيات إبان إدارتها من بعض المختصين وأصحاب الخبرة والأمانة من أبناء الحركة الإسلامية”.

حرمان الفقراء

الباحث الاجتماعي عبد السلام عواد أكد أن “غياب أو تغييب المؤسسات الخيرية في الضفة الغربية، كان له أثر سلبي كبير على حياة الفقراء؛ حيث إن الكثير منهم كان ينتظر قدوم رمضان ليصله معونات ومساعدات من هذه المؤسسات والجمعيات.. وكان دورها اجتماعيًّا تعاونيًّا؛ فعلى سبيل المثال كانت بعض المؤسسات والجمعيات توزع الملابس والطعام والألبان وتسد الكثير من حاجات الفقراء في هذا الشهر الكريم”.

أما اليوم -تابع عواد-: “وقد غيبت هذه المؤسسات، فقد حرم غيابها آلاف الفقراء والمحتاجين من هذه المعونات والمساعدات التي كانت تسد جانبًا كبيرًا من احتياجاتهم”.

وختم عواد: “نستطيع القول أن المتضرر الأكبر والخاسر الأكبر من غياب هذه المؤسسات، هم فئة الفقراء والمحتاجين، وهو ذات السبب الذي غير من نظرة الناس إليها وأثر بشكل كبير على حجم الداعمين والممولين”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات