السبت 27/يوليو/2024

أزمة الكهرباء ورصاص الاحتلال تهدّدان مزارعي خزاعة

أزمة الكهرباء ورصاص الاحتلال تهدّدان مزارعي خزاعة

لا شيء يخترق هدوء المكان على حدود قرية خزاعة، شرق خانيونس جنوب قطاع غزة، سوى زقزقة العصافير، لكن المشهد من الممكن أن ينقلب رأساً على عقب متى اختارت مواقع الاحتلال فتح نيرانها على المزارعين الذين يطاردون وصول الكهرباء لري زراعتهم.

ومنذ بدء فعاليات مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار، في 30 مارس الماضي، زادت معاناة المزارعين؛ فغياب الكهرباء الذي يضطرهم لري المزروعات قبيل الفجر وفي ساعات متأخرة من الليل جعلهم عرضة لرصاص الاحتلال على غير العادة.

وأدت أزمة الكهرباء التي تغيب عن قطاع غزة (20) ساعة يومياً؛ واستهداف الاحتلال المباشر لحقول المزارعين المحاذية للسياج الفاصل؛ لخسائر كبيرة وتلف واضح في الثمار وجفاف كثير من النباتات التي حملت ثماراً نصف ناضجة.

وقتلت قوات الاحتلال في اليوم الأول من فعاليات مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار، المزارع عمر سمور، وأصابت آخر بقذائفها التي سقطت على مسافة كيلومتر بهدف إرهاب المشاركين في الفعاليات السلمية فيما واصلت الجرافات والجنود استهداف الحقول على طول السلك الفاصل طوال شهرين مضيا.

رصاص ومياه
في حقل المزارع أكرم أبو روك، مزق الرصاص الثقيل أجزاءً من المنطقة المزروعة بالشمال، فيما تمكن هو من جمع بعض الرصاص الذي لم ينفجر دليلا على الاستهداف المباشر.

ورغم أن ساحة مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار تبعد مسافة كيلومتر عن حقل أبو روك وجيرانه؛ إلا أن الاحتلال بدأ من مطلع إبريل الماضي في قصف الحقول بشكل متكرر بالرصاص، وهدد حياة المزارعين الذين يضطرون للري في ساعات الفجر الأولى.

ويقول المزارع أبو روك لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إنه يعاني من مشكلة الكهرباء التي تغيب لساعات طويلة تصل (20) ساعة، وعندما تأتي في وقت متأخر من الليل يخاطر بحياته عندما يحاول ريها وهو تحت تهديد رصاص الاحتلال.

ويضيف: “نخاطر بالوصول بعد منتصف الليل متى عادت الكهرباء لنروي الزراعة، وقبل 3 أيام أطلقوا الرصاص علينا فهربنا، وكما ترى هذه نباتات وثمار الشمام جفت والرصاص يصيب جذع النبات فيموت، وقد زاد إطلاق النار كثيرا” .


null

كل ما يتمناه المزارع أبو روك هو أن تتجاوب شركة الكهرباء مع مطلبه ومطلب جيرانه من مزارعي حدود بلدة خزاعة الذين وقعوا بين مطرقة أزمة الكهرباء وسندان رصاص الاحتلال الذي زاد من معاناتهم .

أما المزارع مدحت صبح فيؤكد أن غياب الكهرباء يضطره وزملاءه من المزارعين للري الساعة الثالثة فجراً، مستخدمين بطاريات إنارة يدوية؛ الأمر الذي أدى لتعرضهم لإطلاق النار من المواقع العسكرية القريبة منهم.

ويتابع في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “هذه الثمار التي بيدي من نقص الري لم تنمُ بشكل طبيعي. نحتاج لرش المبيدات أيضاً حتى نرش المحاصيل بالأدوية وقد تضررت حقول الطماطم والكوسا والشمام”.


null

موسم خاسر
وازدادت شكوى مزارعي الحدود منذ بدء فعاليات مسيرة العودة من تلف واستهداف الحقول بنيران الاحتلال التي اعتادت ممارسة القصف العشوائي وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة.

ويقول تيسير قديح، رئيس جمعية خزاعة للزراعة المستمرة: إن المزارعين في خزاعة ومنطقة أبو طعيمة وعلى طول الحدود يتعرضون لخطر متكرر، لكن مشاكلهم زادت مؤخراً.

ويضيف: “قبل أسابيع رشت طائرات الاحتلال بالمبيدات 800 دونم من حقول الحبوب وأتلفتها، ومنذ بدء فعاليات مسيرة العودة زاد إطلاق النار على المزارعين، وسقطت القذائف على الحقول، فيما أدى غياب الكهرباء عشرين ساعة إلى تدمير الثروة الزراعية”.

ويتابع: “ناشدنا شركة الكهرباء وصل التيار ومراعاة أحوال مزارعي الحدود. الوصل كان الليلة الماضية الساعة الثانية فجراً، وهذا يدفع المزارع للحضور فوراً كي يروي زراعته، وعندها يتعرض لإطلاق النار”.

واجتمعت أزمة الكهرباء ورصاص الاحتلال وضعف السوق المحلي على أحلام المزارعين؛ ما أدى لخسارة كبيرة في محاصيل الحبوب والنصف الأول من ثمار مزروعات الصيف.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات