السبت 27/يوليو/2024

وريث عباس يشغل الاحتلال.. مواصفات على المقاس الإسرائيلي

وريث عباس يشغل الاحتلال.. مواصفات على المقاس الإسرائيلي

في كل مرة يتم فيها الإعلان عد دخول رئيس السلطة للمستشفى نتيجة وعكة صحية أو لإجراء فحوصات طبية، يكثر الحديث حول خلافته في رئاسة السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية.

ولا يختلف الحال فيما يتعلق باهتمام مراكز صناع القرار والإعلام الإسرائيلي بهذه القضية، والذي يؤكد في كل مرة خطورة المرحلة التي ستعقب رحيل عباس كونه حارس سياسة التنسيق الأمني وفق تعبير كثير من المحللين والصحفيين الإسرائيليين.

لكن المتفق عليه، أن من سيخلف الرئيس عباس يجب أن يكون وفق مقاسات دقيقة تحقق المصالح الإسرائيلية، ولا تمس القواعد التي يعمل وفقها محمود عباس، وعلى رأسها التنسيق الأمني.

 صلاحية منتهية
الكاتب في صحيفة هآرتس باللغة الانجليزية عاموس هرئيل، قال في تحليل تحت عنوان “مع تدهور الوضع الصحي لعباس ترى المخابرات الإسرائيلية بداية نهاية عهد عباس”، إن إسرائيل تعتقد أن الوقت الذي يستغرقه الرئيس البالغ من العمر 82 عاماً قد انتهى.

ونقل هرئيل وجهة نظر المخابرات الإسرائيلية حول صحة عباس بالقول، إن هذا التدهور على صحة عباس هو بداية نهاية حكمه.

ووفق هرئيل فإن المخابرات ترى أن الوضع الحالي مع السلطة سوف يستخدم لإجراء تغييرات من جانب واحد في العلاقات معها في الضفة الغربية، في حين أن رؤساء أجهزة أمن الاحتلال يعتقدون أن العكس صحيح، وينظرون إلى التنسيق الأمني مع عباس كأصل استراتيجي، وهو أمر مهم للحفاظ عليه حتى بعد رحيله وفي عهد وريثه القادم.

ويطرح هرئيل وجهة “النظر العقلانية” في التصور المخابراتي الإسرائيلي غير القلق كون الوريث القادم لعباس سيكون ضمن الإطار القيادي الفتحاوي، أو ضمن القيادة في أجهزة السلطة، وفق تعبيره.

مواصفات على مقاس إسرائيلي
ويرى محلل الشؤون العبرية في”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن أجهزة السلطة في الضفة الغربية تدار وفق قواعد وبرامج تُرضي القيادة الإسرائيلية، وهو ما تعترف به قيادة السلطة برام الله، ولا تخفيه، وقد صرحت به مرارا وتكرارا.

وأشار إلى أن التلويح الإسرائيلي الواضح من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأن وريث عباس يجب أن يضع “التنسيق الأمني” تاجا فوق كرسيه، ويكون سلوكا يوميا لأجهزته الأمنية.

وقال محلل المركز، إن العقلية الصهيونية لن ترضى بأي حال من الأحوال وصول شخصية ضعيفة لتكون وريثة عباس، فهذا من شأنه أن ينهار بأي لحظة، وحينها تصبح العناصر المعتدلة في فتح هي المسيطرة، وبالتالي تنتعش قوة حماس النائمة في الضفة الغربية، وفق قوله.

 وأكد أن ما تشهده الأحداث اليومية في الضفة الغربية دليل على أن العقدة الأمنية للطرفين “إسرائيل والسلطة” يصب في هذه البوتقة.

وبحسب المحلل فإن هذا التدخل الإسرائيلي في قضية خلافة عباس، هو نتيجة حتمية للفكر والنهج الذي قامت عليه السلطة وتسير عليه ووضعت نفسها بداخله، مبيناً أن هذا سيحدد ضمنا أن أي حلول مستقبلية مع أي شريك في السلطة يجب أن يقبل بالإملاءات الصهيونية سياسية كانت أم أمنية، وهو في ذات الأمر تلويح من أجهزة أمن الكيان بعصى غليظة بوجه قيادة السلطة وفتح، أن من سيرث عباس يجب أن يرضى بأجندة الكيان.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات