السبت 27/يوليو/2024

الحاجة خيرية حنون: رفضنا رفع الراية البيضاء قبل التهجير

الحاجة خيرية حنون: رفضنا رفع الراية البيضاء قبل التهجير

تتفاخر الحاجة خيرية أسعد عبد الرحمن وهدان حنون التي تقطن مخيم جنين شمال الضفة الغربية وهي تروي لأحفادها صمود أقاربها وأهالي بلدتها زرعين قبيل النكبة حين رفضوا أن يرفعوا الراية البيضاء ليسلموا بأجسادهم في الوقت الذي كانت فيه العصابات الصهيونية تعيث قتلا في البلدات والقرى المجاورة.

تقول: “قبل تهجيرنا بأيام بدأت العصابات الصهيونية بإرسال مراسيل للمختار بأن يضع راية بيضاء ويسلّم القرية، فرفض المختار وقال “نحن لا نسلم أراضينا”.

ولكن مشاهد القتل والدم ما تزال ماثلة أمام الحاجة خيرية كما لو أنها جرت أمس؛ “عملت عصابات الهاغاناة على نصب كمين القطار القادم من حيفا لزرعين، وأنزلوا الشباب وأعدموهم بدم بارد، وذلك بعد يوم من مقتل أحد أفراد هذه العصابات على يد مقاومة البلدة التي رفضت التسليم”.

وعن مشاهد القتل المرعب تروي خيرية لحظات ما قبل النكبة، تقول لمراسلنا: “وصلت دبابة وقت العصر، ووقفت على سكة الحديد، وبدأت بإطلاق النار على القرية، وبدأ الشبان برشق الحجارة، ولاحقت العصابات الشبان واعتقلتهم وصفّتهم، ومن ثم اقتحموا القرية من جميع الاتجاهات”.

“ومع وصولهم حدود القرية تحصن الجنود العرب من جيش الإنقاذ في القرية إلى جانب الشباب المسلحين في الخندق، وبدؤوا بإطلاق النار، ومع حلول أذان الفجر بدأ الرجال بالتلويح بحطاتهم للتصدي للعصابات، والنساء تشعل المشاعل وترميها لكي تضاء القرية، وأعلن عن مقتل قائد كتيبة الهاغاناة وهو في منطقة تسمى “دبة عكا”، وفي أعقاب مقتله انسحبت العصابات للخلف، وبدأ أهل القرية بالبحث عن أبنائهم، والمشايخ بدؤوا بالتكبير”.

ولا تنسى خيرية المشاهد المؤلمة في اليوم التالي حين انسحب الجنود العرب من جيش الإنقاذ من القرية صباحا بناءً على أوامر قيادتهم، وأخبروا المختار بضرورة خروج أهالي القرية وإلا ستحدث مجزرة كالتي حصلت في دير ياسين، وبالفعل بدأ المواطنون بالخروج والتوجه لقرية مقيبلة القريبة من جنين وعلى صندلة… أما أنا فخرجت وجدتي إلى الجلمة حيث خالاتي هناك”.

رحيل طال أمده
وتستذكر معاناة الأيام الأولى للنكبة “مكثت في الجلمة عشرة أيام، وعند وصول والدي توجهنا إلى قباطية، وفي الليلة التي وصلنا بها هناك هاجمت الهاغاناة جنين مدة أربعة أيام، فخرجت نساء جنين إلى القرى المجاورة، ودارت معركة مع  الجيش العراقي امتدت حتى حدود قرية زرعين في معركة شرسة انتصر فيها الجيش العراقي على الهاجاناه”.

وتؤكد أن ما جرى كان مكيدة وخديعة وقعت بعد تمكن أهالي زرعين من طرد الهاجانة بمعاونة جيش الإنقاذ الذي جاءهم قرار الانسجاب من قيادتهم بطريقة غير مبررة جعلت البلدة مكشوفة لتسلم تسليما فيها بعد، وهكذا ضاعت فلسطين وبالطريقة نفسها.

ولكن الحاجة خيرية تؤمن إيمانا يقينيا بأن العودة ستتحقق يوما ما “بعد 70  سنة على النكبة. إن شاء الله راجعين، وقد ما طالت رح تقصر ونرجع”.

وتمر على الفلسطينيين هذه الأيام ذكرى النكبة التي جرى فيها اقتلاعهم من أرضهم بقوة السلاح الإسرائيلي وبدعم غربي.
 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات