السبت 01/يونيو/2024

عين سلوان .. إسرائيل تسمم زمزم فلسطين بالروايات التلمودية

عين سلوان .. إسرائيل تسمم زمزم فلسطين بالروايات التلمودية

“عين سلوان”، من أشهر عيون مدينة القدس، إذ تبعد حوالي 300 متر عن الزاوية الجنوبية الشرقية لسور المسجد الأقصى، وتتبع لبلدة سلوان.

وتشير بعض الدراسات الإسلامية إلى ارتباط عين سلوان بـ”عين زمزم”، مما يعطيها قداسة دينية، وقد نبه بهذا الارتباط الشاعر أبو العلاء المعري، في قوله: “وبعين سلوان التي في مائها طعم يوهم أنه من زمزم”.

كما تعدّ “العين” مقدسة عند المسيحيين، لأن المسيح استعمل ماءها لشفاء الرجل الأعمى، ويقال إن السيدة مريم العذراء، غسلت بمائها ملابس الرضيع عيسى، ولهذا سميت أيضا بـ”عين العذراء”، وفق بعض الروايات التاريخية.

وقال عنها ياقوت الحموي: “عين سلوان عين نضاحة، يُتَبرَّك بها ويُستشفَى بها بالبيت المقدس”، ومنها حفر الكنعانيون نفقا إلى داخل المدينة المقدسة، لتأمين الماء في أوقات الحصار، وجعلوه على شكل درج ينزل إلى العين.

تاريخ “العين”
ويقول فخري أبو دياب، الباحث في تاريخ القدس، إن أغلب الكتب والمؤرخين ذكروا أنه قبل حوالي 5 آلاف عام قبل الميلاد، حفر الكنعانيون قناة تحت الأرض بطول 533 مترا، يعتاش منها سكان بلدة سلوان والبلدة القديمة بالقدس، ويستخدمونها في الأعمال المنزلية وري المزروعات، وهي من أقدم الأماكن التي سجلت في الوقف الإسلامي، وكان ذلك في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه.

ويضيف لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أن العين تنبع من عين العذراء، وسميت بذلك، لأن السيدة مريم كانت تغسل ملابس الطفل عيسى عليه السلام في تلك المنطقة، كما يؤكد أن “نفق العين” من التحف النادرة والكنوز الأثرية في القدس، لذلك تحاول السلطات “الإسرائيلية” استخدامها للرواية والحضارة اليهودية، والزعم بأنه كان يستعمل من اليهود لتوصيل المياه للمناطق داخل البلدة القديمة ومحيطها.

ويشير أبو دياب، إلى أن هذه المياه كانت سببا في وجود الحياة بشكل عام في سلوان، موضحا أن المؤسسات “الإسرائيلية” والبلدية تحاول شفطها وسحبها وحرمان الفلسطينيين منها، وقال: “إن بستان سلوان كان مصدر سلة الغذاء للقدس بشكل عام، ومصدر رزق أهالي البلدة، لذلك حاولت “إسرائيل” قطعها من البداية”، ولكن نظرا لقدسيتها عند المسيحيين بدأت بالترويج لها لتصبح وسيلة لنشر الرواية التلمودية، زاعمة أن داخل العين أنفاقا ومسارات تلمودية لشرح الرواية اليهودية.

وأكد أن هناك تغييرا في الآثار الموجودة، إذ تم طمس آثار الحضارة العربية والإسلامية، للدلالة على الحضارة اليهودية.

وقف إسلامي
ولفت إلى أن “عين سلوان” وقف إسلامي، أوقفها الخليفة عثمان بن عفان لرعاية المسجد الأقصى وزوار القدس، مضيفا أنه تم ترميمها (العين) في عهد القائد صلاح الدين الأيوبي عام 1187م، ومن ثم جرى توسيعها وترتيبها، كما أعطي أهل سلوان أراضي أخرى في “النبي موسى” و”الخان الأحمر”، لأنهم كانوا خداما للمسجد الأقصى.

وبين الباحث أبو دياب، أن سلطات الاحتلال أغلقت العين ونقلت صلاحياتها ومسؤولياتها ورعايتها للجمعيات الاستيطانية مثل “العاد”، وأصبحت تجني الأموال منها، “وهي التي تسمح بالدخول والخروج إليها، وإغلاقها متى شاءت، والترويج لروايتها اليهودية من خلال وضع مرشدين “إسرائيليين” ومتاحف داخل العين”.

ومن الطقوس المعروفة في سلوان، بحسب أبو دياب، “عندما يولد طفل يغسل بمياه عين سلوان،  تأثرا بقصة مريم في غسل ملابس عيسى عليه السلام”، في حين يعتقد المسيحيون أنها شهدت معجزة للمسيح عليه السلام، وهي إعادة النظر لأعمى بعد أن غسل وجهه بمياهها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات