عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

تراجيديا الموت عبر البوابات والحواجز الصهيونية في الخليل

تراجيديا الموت عبر البوابات والحواجز الصهيونية في الخليل

عندما يعيش الإنسان محاصرًا ويدفع ثمن حصاره من دمه ودم أبناء أسرته، فاعلم أن المعركة جلل، وأن الصراع مؤلم وطويل، فكيف عندما يكون مع المحتل الصهيوني الذي اختطف الأرض والإنسان والحرية؟.. إنها رحلة تراجيدية أصبح فيها الموت عادة في محافظة الخليل التي تكان تكون سجنًا؛ حيث تطوقها البوابات الإلكترونية والحواجز العسكرية والمكعبات الإسمنتية والسدات المعدنية من كل حدب وصوب، كل ذلك في ظل حماية الأبراج العسكرية المزودة بالرشاشات الثقيلة والتي تخطف الأرواح وتزهق النفوس بغير حق.

العشرات من المواطنين استشهدوا على أعتاب هذه الحواجز خلال انتفاضة القدس.. أحياء بكاملها -مثل شارع الشهداء، وتل الرميدة، وحارة جابر، ووادي الحصين، والنصارى- يعيشون بكامل أسرهم أسرى لا يتمكنون من الدخول والخروج إلى منازلهم إلا بإبراز أرقامهم المسجلة على الحواجز، ومن نسي رقمه نسي حياته!.. حياتهم كلها معطلة؛ فليس غريبًا أن ترتفع نسبة العنوسة داخل هذه الأحياء، لأن من يريد أن يخطب فتاة من داخل هذه الأحياء المحاصرة، لا يتمكن من زيارتها ولا يسمح له أصلا.. وربما يسبقها إلى الجنة قبل الزواج!.


null

أبو مفيد نموذجًا

وكم كان المشهد مؤلمًا لأبي مفيد الشرباتي (54 عامًا) من الخليل، والذي يسكن داخل شارع الشهداء، عندما زوج ابنته، فاضطر إلى نقل العروس إلي بيت عمها كي يأتي أصهاره لنقل العروس إلى بيت الزوجية بكل سهولة، بعيدًا عن الحواجز والأبراج العسكرية، التي لن تسمح لأنسبائه وأصهاره بعبور البوابات الإلكترونية، لأنها مبرمجة فقط على أسماء سكان الحي، أما غيرهم فلا يسمح لهم، ورغم ذلك فصمود أبي مفيد الأسطوري جعل منه شوكة في حلوق المحتلين.

ويحكي أبو مفيد الشرباتي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، حالة البؤس التي يعيشونها بسبب حاجز شارع الشهداء قائلاً: “تصور.. احترت شو بدي أعمل في رمضان مع ضيوفي؛ فنحن معتادون أن نصنع وليمة للأرحام في رمضان.. فتكونت لدي فكرة أن أقوم بدعوة ضيوفي على الحاجز، وهذا ما حصل؛ حيث أحضرنا الطناجر والصواني والصحون وافترشنا الأرض وتناولنا طعام الإفطار نحن وضيوفنا تحت حراب الاحتلال”..

46 حاجزًا وبوابة وسدة

ليس غريبًا أن يقوم الاحتلال بكل هذه المعوقات؛ فهم يسعون جاهدين لتهجير السكان الفلسطينيين ظنًّا منهم أن هذه الحواجز ستعكر صفو حياة الفلسطينيين ويهاجروا، لكن لغة التحدي والإصرار صنعت إنسانًا فلسطينيًّا نموذجًا يحرص على الموت فداء لوطنه وأرضه كما يحرص المحتل على الحياة، لذلك تكيف المواطنون مع هذا الواقع رغم الموت.

الباحث الحقوقي في مؤسسة “بتسيلم” الإسرائيلية، موسى أبو هشهش يرى أن الاحتلال يدعي أن عشرات الحواجز الأمنية المنتشرة في محافظة الخليل هدفها الحفاظ على أمن الصهاينة من أعمال المقاومة الفلسطينية.

حواجز لملاحقة المقاومين

ويضيف في حديث خاص لمراسلنا: “تقارير الاحتلال تشير إلى أن هذه الحواجز وضعت لمحاصرة المقاومين وسهولة ملاحقتهم، لكن الحقيقة غير ذلك، ولا يوجد أي مبرر لمحاصرة نحو مليون نسمة تحت ذرائع واهية، بل هي تخالف القوانين والأعراف الدولية والحقوقية.


null

ويرى أبو هشهش أن حجم الحواجز في محافظة الخليل والتي يقارب عددها نحو الخمسين حاجزًا هدفها ليس أمنيًّا، وإنما عنصري يدفع إلى تعكير حياة المواطنين ومصادرة حرياتهم.

وقد رصد مراسلنا حجم الحواجز والسدات والبوابات الإلكترونية والحواجز الإسمنتية في محافظة الخليل من خلال تقصٍّ خاص فكانت على النحو الاتي:

· حاجز إلكتروني بالقرب من زاوية أبو الريش (مع برج عسكري).

· حاجز شارع الشهداء إلكتروني مع أبراج عسكرية.

· حاجز تل الرميدة، إلكتروني مع أبراج عسكرية.

· حاجز وادي النصارى، إلكتروني مع برج عسكري.

· حاجز حارة الرجبي مكعبات إسمنتيه مع برج عسكري.

· حاجز مدخل خارسينا، مكعبات إسمنتية مع برج عسكري.

· حاجز البقعة، مكعبات مع برج عسكري.

· حاجز مقبرة الراس (مع برج عسكري).

· حاجز إلكتروني مدخل المسجد الإبراهيمي (بالقرب من زاوية الشريف).

· بوابة مدخل راس الجورة.

· بوابة النبي يونس.

· بوابة الحواور.

· بوابة فرش الهوى.

· بوابة حاجاي.

· بوابة سدة الفحص.

· بوابة وادي أبو القمرة (مع برج عسكري).

· بوابة بيت أومر.

· بوابة المقبرة.

· بوابة مخيم العروب (المدخل الرئيس).

· بوابة مخيم العروب (مدخل المحطه الزراعية).

· بوابة مخيم العروب ( مدخل شيوخ العروب) .

· بوابة مخيم الفوار.

· بوابة مخيم الفوار الجنوبية (الريحية).

· بوابة وادي الشاجنة.

· بوابة سعير الغربية.

· بوابة بني نعيم.

· بوابة وادي السمن .

· بوابة بيت عنينون .

· بوابة نيغهوت.

· بوابة فقيقيس.

· بوابة إذنا.

· بوابة ترقوميا.

· بوابة وادي سعيرالشرقية.

· بوابة الظاهرية منطقة دوما.

· بوابة الظاهرية الجنوبية.

– بوابة السموع منطقة السيما.

· بوابة السموع منطقة يطا .

· بوابة قلقس.

· بوابة خرسه.

· بوابة كرمه.

· بوابة دير سامت.

· بوابة دير رازح.

· بوابة مدخل بيت عوا.

· بوابة مدخل يطا الشمالي الشرقي.

· حاجز جسر حلحول.

·حاجز عرب الرماضين.

حواجز تخطف الأرواح

عشرات الشهداء خلال انتفاضة القدس والأقصى اختطفت أرواحهم على هذه الحواجز بلا سبب وضمن هوس أمني صهيوني، وحالات من الهستيريا غير المبررة، أزهقت أرواحًا ونفوسًا في عمر الورود، ورغم ذلك لم يمنع عبور المواطنين من هذه الحواجز للوصول إلى أحيائهم ومنازلهم ومدارسهم ومساجدهم؛ فقد تدافع الشباب والشابات للذود عن إسلامية مدينتهم وعروبتهم وعدم هجرها.


null

 وفي تقص خاص لمراسلنا فقد اختطف جنود الحواجز العسكرية في محافظ الخليل العشرات من الشهداء كان من بينهم:

الشهيد محمد الجعبري (19 عامًا)، والشهيدة هديل الهشلمون (18 عامًا)، والشهيد باسل باسم سدر (20 عامًا)، الشهيد إياد العواودة (26 عامًا)، والشهيد فضل القواسمي (18 عامًا)، والشهيدة بيان عسيلة (16 عامًا)، والشهيد طارق زياد النتشة (18 عامًا)، الشهيد عدي مسالمة (24 عامًا)، والشهيد حمزة العملة (20 عامًا)، والشهيد بشار نضال الجعبري (15 عامًا)، والشهيد حسام الجعبري (17 عامًا)، والشهيد هاشم العزة (54 عامًا)، والشهيدة دانيا جهاد أرشيد من الخليل (17 عامًا)، والشهيد رائد ساكت جرادات (22 عامًا)، والشهيد سعد محمد يوسف الأطرش (20 عامًا)، والشهيد إياد روحي جرادات (19 عامًا)، والشهيد عز الدين نادي شعبان أبو شخدم (17عامًا)، والشهيد شادي نبيل عبد المعطي القدسي دويك (22 عامًا)، والشهيد همام عدنان اسعيد (22 عامًا)، والشهيد إسلام عبيدو (22 عامًا)، والشهيد فاروق عبد القادر عمر سدر (19 عامًا)، والشهيد مهدي محمد المحتسب (22 عامًا)، والشهيد فادي حسن الفروخ، والشهيد إبراهيم اسكافي (22 عامًا)، والشهيد مالك طلال الشريف (24 عامًا)، والشهيدة ثروت الشعراوي (72 عامًا)، والشهيد عبد الله عزام شلالدة (27 عامًا)، والشهيد محمود شلالدة (17 عامًا)، والشهيد حسن البو (23 عامًا)، والشهيد شادي زهري عرفة (24عامًا)، والشهيد محمد إسماعيل الشوبكي (21 عامًا)، والشهيد خالد محمود جوابرة (19 عامًا)، والشهيد عمر عرفات عيسى الزعاقيق (19 عامًا)، والشهيد إيهاب فتحي مسودة (18 عامًا)، والشهيد مالك أكرم شاهين (19 عامًا)، والشهيد عبد الرحمن يسري مسودة (20 عامًا)، والشهيد عيسى الحروب (60 عامًا)، والشهيد عدي جهاد ارشيد (22 عامًا)، والشهيد يزن يونس الكوازبة (16 عامًا)، والشهيد مهند زياد مناع الكوازبة (18 عامًا)، والشهيد علاء عبد مناع الكوازبة (19 عامًا)، والشهيد أحمد سالم عبد المجيد الكوازبة (19 عامًا)، والشهيد خليل محمد شلالدة (16 عامًا)، والشهيد عدنان حلايقة (17 عامًا)، والشهيد محمد الكوازبة (23 عامًا)، والشهيد مؤيد جبارين (20 عامًا)، وهذه الإحصائية حتى نهاية عام 2017م .

حواجز لتمكين المستوطنين

وقد أعطى انتشار الحواجز العسكرية والبوابات الإلكترونية في محافظة الخليل الأمان للمستوطنين الذين يخشون هبات الفلسطينيين في انتفاضاتهم، ويسيطر الخوف على قلوبهم جراء أحداثها، لكن زرع المزيد من هذه السدات كان يهدف إلى محاولة وضع حد لهجمات المقاومين، وإعطاء شيء من الأمان للمستوطنين، كما يرى عبد الهادي حنتش خبير الاستيطان في الخليل، الذي يؤكد أن عدد المستوطنين قد ارتفع في محافظة الخليل بسبب الانتشار الأمني والبوابات والسدات والأبراج العسكرية.

وأضاف حنتش في حديث خاص لمراسلنا أن البوابات والسدات المنتشرة في محافظة الخليل أدت إلى المزيد من انتشار البؤر الاستيطانية جنوبي الخليل وفي تلالها الشرقية وذلك لشعورهم بشيء من الأمان.

تراجع اقتصادي

وكان من آثار السدات والبوابات الإلكترونية والإسمنتية والمعدنية التراجع الاقتصادي الواضح، والذي أدى إلى خسائر كبيرة، وخاصة داخل البلدة القديمة ومنطقة المسجد الإبراهيمي؛ فقد أشارت تقارير الغرفة التجارية الصناعية في الخليل إلى أن أكثر من 1450 محلاًّ تجاريًّا مغلقًا في أسواق مدينة الخليل القديمة بفعل الحواجز وعنف المستوطنين، وكذلك الأسواق التي حوصرت وأغلقت ولم يسمح لأصحاب المحال التجارية بإدخال بضائعهم إليها، مثل سوق القزازين والحدادين وسوق اللبن وخان شاهين وسوق السهلة وغيرها.

وتشكل سدة الفحص جنوبي الخليل المتنفس الرئيس للمنطقة الصناعية، وفي حال إغلاقها يتكبد الصناع وخاصة مصانع الحجر خسائر باهظة، وقدر اتحاد صناع

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات