الإثنين 12/مايو/2025

القيشاوي ودع طفلته جنى وغاب عن تخرجها .. الشهادة أسبق

القيشاوي ودع طفلته جنى وغاب عن تخرجها .. الشهادة أسبق

لم تكتمل الفرحة الأولى للطفلة “جنى” البنت البكر للشهيد القسامي محمود القيشاوي، في مشاركة والدها في حفل تخرجها الأول من العام الدراسي لرياض الأطفال “البستان”.

جنى التي أكملت مؤخراً ربيعها الرابع، وعدها والدها بأن يبذل جهده كاملاً للمشاركة في حفل تخرجها خلال الأيام القادمة، نظراً لانشغاله المستمر في عمله المقاوم في صفوف كتائب الشهيد عزالدين القسام.

وارتقى القيشاوي (29 عاماً) شهيداً، وهو في مهمةٍ أمنيةٍ وميدانيةٍ كبيرة، رفقة مجموعة من أفراد القسام، وسط قطاع غزة، بعد نجاحهم في إفشال مخطط تجسسي خطير كان يعول عليه العدو الصهيوني وأجهزة مخابراته.

 


وداع أخير وفرحة لم تكتمل

وعن تفاصيل الموقف الأخير بين الطفلة جنى ووالدها وجدتها، تقول والدة الشهيد أم هاشم القيشاوي: إنها توصل بشكل يومي حفيدتها جنى إلى روضتها، إلا أنه في يوم استشهاد ابنها كان الموقف مختلفا.

وأوضحت أم هاشم، في حديث لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن ابنها الشهيد ألحّ عليها في ذلك اليوم أن يوصل ابنته إلى مكان دراستها، قائلاً لأمه: “حابب أوصلها اليوم”.


الشهيد محمود القيشاوي

وببراءة الطفولة، تقول جنى لمراسلنا وحوارها مع جدتها: “أنا جنى محمود القيشاوي، في روضة النجوم الصغيرة، وبابا أوصلني إلى الروضة، واشترى لي حاجات، وحكالي بدي أحضر الحفلة”.

والشهيد تزوج قبل 4 سنوات ورزق بـثلاثة أطفال؛ هم: جنى (4 سنوات) وسعيد (عامان) وسارة (عام واحد).

على خطى أخواله القادة
والشهيد القيشاوي سار على درب خاليْه من شهداء كتائب القسام، حسن وعماد عباس، حيث نفذ الأول (حسن) عملية استشهادية عام 1994م قُتل فيها ثلاثة من الصهاينة وجرح ستة عشر آخرون، أما الثاني (عماد) فكان نجماً من نجوم التصنيع العسكري القسامي، مرافقاً للشهيد عدنان الغول، واغتيلا سوياً بقصف “إسرائيلي” لسيارتهما عام 2004 بمدينة غزة.

وبألم ودموع كتمتها في عينينها، تقول والدة الشهيد: “محمود منذ صغره التزم في المقاومة واستمر على درب خاليه حسن وعماد، وكان محباً للمقاومة منذ صغره، وكبر واستمر على هذا الدرب”.

وتضيف: “كنت أتوقع استشهاده في أي لحظة؛ لأنه سار على درب أخواله، وكلنا على درب محمود والمقاومة”، مشيرة إلى أن جل وقته كان يقضيه في العمل المقاوم.

أما والد الشهيد، فاستذكر موقفاً بين الشهيد وخاله عماد عباس؛  حيث أعطى له المسدس، وفككه وأعاد تركيبه، وهو في المرحلة الابتدائية، مشيراً إلى مشاركته في العمل المقاوم مع أخواله في الانتفاضة الأولى.


null

وأكد أن الكل سائر على درب الاستشهاد والشهادة، مشيراً إلى كتمان ابنه الكبير أسرار عمله المقاوم وعدم الحديث مع أحد في تفاصيل ذلك.

وعبّر الوالد عن فخره باستشهاد ابنه بعد إفشاله مخطط تجسسي للعدو “الإسرائيلي”، “ابني ضحى بنفسه هو من معه من الشهداء من أجل المقاومة”.

المرح ومساعدة الآخرين
شقيق الشهيد الأصغر حسن (23 عاماً)، ذكر أن محمود كان سنده الأول بين إخوته بعد والده، قائلاً: “هو أكثر من أخ لي، وهو سندي وكل دنيتي، وعلاقتي بصديق وأخ وكل شيء”.

ويشير شقيق الشهيد إلى تعلق محمود بصديقه الشهيد إسماعيل العكلوك الذي ارتقى شهيداً في العدوان الأخير (2014) على قطاع غزة؛ حيث كان يتحدث عنه بشكل مستمر بين أصدقائه وعلى صفحته في “فيسبوك.

مسيرة العودة الكبرى
وشارك الشهيد القيشاوي في فعاليات مسيرة العودة الكبرى، على مدار 6 أسابيع متواصلة، مشجعاً أصدقاءه وأقاربه على المشاركة فيها.

ويوضح شقيق الشهيد لمراسلنا أنه في الجمعة الأخيرة “جمعة عمال فلسطين الصامدين”، أصيب الشهيد بالاختناق نتيجة إطلاق قنابل الغاز على المشاركين في المسيرة.

أما والدة الشهيد، فتشدد على أن استهداف الاحتلال “الإسرائيلي” على حدود غزة، الشبابَ المشارك في مسيرة العودة الكبرى، لن يثنيهم عن المشاركة “مهما طخوا الشباب أو بتنوا أرجلهم لن يثنوا الشباب عن دربهم وعزمهم”.

خبر الشهادة
وعن تفاصيل يوم الشهادة، يقول والد الشهيد: “اتفقت مع محمود على موعد الساعة 2 ظهراً لقضاء مشوار خاص، إلا أن الشهيد اتصل بوالده واعتذر عن الموعد قبل ساعتين”، مشيراً إلى أنه بلغه أنه في عمل في المحافظة الوسطى.

 

وأضاف: “قال لي محمود يمكن مقدرش أرجع في ساعات النهار، وإذا لنا عمر بنقضي مشوارنا غداً”.

وعلى عكس المخطط له، وصل الوالد بيته مساء يوم استشهاد ابنه، ليبلغ أسرته بوجود 5 شهداء في منطقة الزوايدة، ليربط الوالد بين موقفه مع ابنه محمود والحدث في المحافظة الوسطى قائلاً: “لم أبلغ الأهل بما جرى بيني وبين محمود، واتصلت به أكثر من مرة إلا أنه لم يرد”.

وأضاف: “بالعادة يفصل محمود الاتصال ويرجع لي، إلا أنه في ذلك اليوم لم يرجع”، ليبلغ من حوله بعد لحظات، الوالد بوجود أحد الشهداء من غزة لم يعرف من هو، فقال لهم: هذا محمود.

وتابع: “شعرت باستشهاد ابني قبل وصول الخبر”، موجهاً رسالته إلى الاحتلال بالرحيل عن هذا الوطن.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....