تقارير

تجوال أصداء ينبش المستور من جمال فلسطين

الأحد 6/مايو/2018 الساعة 5:55 صباحًا

ينطلقون صباحا مع خيوط الشمس الأولى، يمضون نحو المجهول لاكتشاف الجمال وتوثيق التاريخ، يقاومون الاحتلال وسرقته للأراضي بكاميراتهم وأقلامهم، فهم أهل الأرض وأصحابها، وما إن يكتشفوا مسارا حتى يبحثوا عن آخر ليكون محجًّا للفلسطينيين.

“ومضات من بلادي”، معرض فني أقيم في مدينة نابلس، كان أحد مخرجات مجهودات فريق عمل “أصداء الإعلامي”، الذي دأب خلال السنوات الأخيرة على تنظيم المسارات السياحية والتاريخية في الضفة الغربية، بهدف تعريف المشاركين فيه على مناطق تاريخية جديدة، والكشف عن جمال الطبيعة الفلسطينية والأماكن المهمشة.

ويهدف المعرض إلى إطلاع المهتمين بعالم المسارات والإعلاميين والمؤسسات على حجم الموروث التاريخي والجمالي للبيئة الفلسطينية من جانب، وتسليط الضوء على المناطق المهمشة والمستهدفة من الاحتلال، وتعزيز صمود المواطن الفلسطيني.

فكرة المسارات
الإعلامي الدكتور أمين أبو وردة، مدير مكتب أصداء الإعلامي، ومنسق الفريق، أكد لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، بأن فكرة المسارات، بدأت باحتواء المواهب الإعلامية الشابة، من خلال دفعهم للانخراط بالتدريب الميداني والتقاط الصورة ومن ثم كتابة التقارير.

وتطورت الفكرة بحسب “أبو وردة”، حتى أصبحت ذات تأثير أكبر من خلال إنتاج الأفلام التوثيقية، وضخها لوسائل الإعلام، وزيارة أماكن تاريخية وبيئية وأثرية، ومقابلة مسؤولين ومؤرخين لتصبح أكثر دقة وتنظيما.

وأشار أبو وردة إلى أن الفريق وجولاته حظي بتعاون كبير مع المؤسسات الرسمية، وبالأخص وزارة السياحة والآثار، إلى جانب العلاقات القوية مع مسار إبراهيم الخليل، والمجالس القروية التي رحبت بنا في المناطق التي وصلناها كافة.

وعن أهمية هذه التجوالات والمسارات، يقول الأكاديمي الفلسطيني: “إن لها دورا في خدمة الجانب السياحي، فالمشاركون زاروا مواقع تمثل الواجهة الحضارية تعكس جمالية المكان، هدفها تنمية السياحة المجتمعية ودمج المجتمع المحلي”.

الانتقال للعالم الخارجي
وفي وصفه للإعلاميين والهواة المشاركين في التجوالات يقول “أبو وردة”: “انطلقوا كهواة وارتقوا بالأداء وأصبح طموحهم عدم الاكتفاء بمناطق الضفة، بل الانتقال للداخل الفلسطيني”.

ويضيف: “نحاول إيجاد السفر للخارج والترويج لموادنا ومنتجاتنا وصورنا، وهذا المعرض هو أحد نتائج التجوالات التي تركت الأثر في نفوس الإعلاميين والمتدربين، وحتى من التقيناهم في زياراتنا”.

وأشار أبو وردة إلى أن معرض “ومضات من بلادي”، هو أول معرض لمخرجات فريق تجوال أصداء، والذي انطلق قبل 5 سنوات، بهدف إبراز إبداعات المشاركين في هذه التجوالات والناشئين من طلبة الإعلام، على حد قوله.

وأردف: “المعرض جاء بالتعاون مع مسار إبراهيم الخليل، الذي قدم الرعاية لخمس جولات شمال الضفة الغربية، انطلاقا من برقين وحتى منطقة البحر الميت وبيت لحم وأريحا”.

وعاد “أبو وردة” ليؤكد أن الهدف من المعرض إبراز قضايا تم رصدها بالعين المجردة، (قضايا سياحية، وتاريخية، وأخرى متعلقة بالهم الوطني) سواء انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه في البلدات والمقامات الدينية كمقامات عورتا، أو تبيان الانتهاكات الخاطئة للمواطنين في الأماكن الأثرية والتاريخية، وتسليط الضوء على المناطق المهملة والمهمشة، سواء من المواطنين أو المؤسسات ذات العلاقة.

رسالة المعرض
ويرى أبو وردة أن معرض ومضات من بلادي يحمل عدة رسائل، أولها للمسؤولين، “كي يعلموا أن هناك مناطق مهملة تاريخية أو تراثية يجب ترميمها والعناية بها”، ورسالة وطنية للاحتلال، بأن هذا تراثنا الوطني ونحن نقوم بزيارته ولفت الأنظار إليه، وتشجيع السياحة الداخلية والخارجية.

ويتابع: رسالتنا التدريبية لطلاب الإعلام المشاركين، لتشجيعهم على عرض صورهم وإبداعاتهم والعمل على التسويق الميداني لمخرجاتهم والمشاركة للمعرض، ورسالة للطلاب المشاركين، بعدم الاكتفاء بالدراسة النظرية، بل النزول للميدان وإنجاز التقارير التلفزيونية والارتقاء بأنفسهم.

وأشار إلى أنه، وعلى هامش المعرض، عرضت أربعة تقارير تلفزيونية للأماكن الأثرية والبلدات، مثل وادي القلط ومقامات عورتا.

هديل أبو شهاب، صحفية ومصورة شاركت بخمس جولات، تلخص تجربتها لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، قائلة: “تعرفت على المناطق المهمشة والأماكن الأثرية والتاريخية والجميلة من البيئة، حتى أستطيع إيصال الرسالة الإعلامية الصحيحة”.

ووجدت “أبو شهاب” من خلال تلك الجوالات فرصة لتوثيق المشاهد التي طالما استهوتها، كصور الأطفال والحيوانات والأماكن الأثرية، إذ كانت عدستها بالمرصاد لتلك اللقطات الساحرة.

وترى “أبو شهاب”: أن “المسارات والجولات فرصة لكل الهواة والإعلاميين والمهتمين برصد جمال البيئة الفلسطينية وتاريخها، بأن ينضم إلى تلك المجموعات، ليوثق كل ما يريد بعدسته وبقلمه أيضا، ولكشف جمال المستور الذي يعتري البيئة الفلسطينية”.