النفايات الطبية.. سموم تهدد حياة أهالي الضفة

مستشفيات وعيادات طبية ومراكز صحية تنتشر في كافة مناطق الضفة الغربية، كثيرة منها تتعامل بشكل غير صحيح مع النفايات الطيبة، دون الالتفات لمخاطرها رغم أنه من المفترض أن إدارة المستشفيات والأطباء هم الأكثر حرصا على صحة المواطنين.

وبحسب القانون الفلسطيني والمتعارف عليه فإن النفايات الطبية لا تلقى مع النفايات الأخرى، بل يجب أن تكون لها مركبة وطاقم خاص، للتعامل معها بدفنها نظرا لخطورتها، وخشية نقل العدوى والأمراض أو التسمم.

إصابات وتسمم

وشهد أمس الأربعاء (2-5) إصابة عشرات الطلبة والمواطنين في بلدة بني نعيم شرق الخليل جنوب الضفة الغربية، بحالات اختناق وصعوبة في التنفس وآلام في الرأس والبطن، نتيجة استنشاقهم غازات سامة منبعثة من حاوية ألقيت فيها أدوية منتهية الصلاحية ونفايات طبية، بعد أن اشتعلت فيها النيران دون معرفة الفاعل.

يقول الطالب خليل ناصر من بني نعيم لمراسلنا، إنه اعتقد أن الغازات المنبعثة من حاوية النفايات مجرد نفايات عادية تحترق، إلا أنه تفاجأ برائحتها الغريبة وشعر بدوخة فور اشتمامها، واضطر أن يذهب للمستشفى.

ولم ينف وليد زلوم مدير عام مستشفى الخليل الحكومي، الحادثة موضحا أن الأطباء في قسم الطوارئ، قدموا الخدمات الطبية والإسعافات لنحو 54 طالبا ومواطنا من بني نعيم، نتيجة استنشاقهم أدخنة وأبخرة سامة، فيما قدمت طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني والمراكز الخاصة في البلدة، الإسعافات لعشرات الطلبة ميدانيا.

بدوره حمل علي مناصرة رئيس بلدية بني نعيم في حديث إذاعي له جمعية الهلال الأحمر، المسؤولية عن الحادث، مشيرا إلى أن التخلص من الأدوية منتهية الصلاحية والمخلفات الطبية لا يتم بهذه الطريقة.

اتفاق خاطئ

وتعقيبا على الحادثة، قالت الناطقة الإعلامية باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عراب فقهاء، إن هناك اتفاقا بين مركز الهلال الأحمر في البلدة، وبلدية بني نعيم، يتخلص بموجبه المركز من النفايات الطبية في حاوية ملاصقة للمركز، على أن تفرغها البلدية صباح كل يوم.

وعن تفاصيل الحادثة أوضحت أن ما حدث، بعد التخلص من النفايات في هذه الحاوية مساء أمس الثلاثاء، قام مجهول بإضرام النيران في الحاوية، ما أدى إلى انبعاث الغازات والأبخرة منها، واستمرت كذلك حتى فترة الصباح، الأمر الذي تسبب بإصابة عدد من المواطنين والطلبة بحالات اختناق، وصعوبة في التنفس، مشيرة إلى أن جمعية الهلال الأحمر مع تشكيل أية لجنة تحقيق للوقوف على ملابسات الحادث ومحاسبة المسئولين عنه.