الأحد 05/مايو/2024

خربة غوين.. صمود يصارع التهجير من أجل البقاء

خربة غوين.. صمود يصارع التهجير من أجل البقاء

في أقصى جنوب الضفة الغربية تنتشر مجموعة من الخرب والقرى الصغيرة في منطقة ذات مناخ صحراوي تعرف بـ (المسافر)، تطل على وادي الأردن ومناطق البحر الميت، تتبع إداريًّا محافظات الخليل الجنوبية الشرقية، وهي: يطا، والسموع، وبني النعيم؛ حيث تعيش عشرات الأسر الفلسطينية في تلك المناطق النائية في مساكن شعبية وبركسات وكهوف.

وتفتقر تلك الخرب إلى المرافق العامة من مدارس ومؤسسات وحوانيت وشبكات كهرباء ومياه، ورغم ذلك يصارع المئات من البدو الفلسطينيين في تلك المنطقة بقاءهم من أجل الحفاظ على آلاف الدونمات التي يملكونها خشية من هيمنة المستوطنين عليها.

وتحيط بتلك القرى النائية (غوين، واللتواني، وخلة الميه، ورافات، ووادي العماير، والسيميا، وأم غانم، وعرب الرشايدة، وغيرها) سلسلة من المستوطنات التي بنيت عنوة على أراضي تلك القرى التي يسكنها غلاة المستوطنين الذين يعتدون على سكان تلك القرى ويدمرون مزروعاتهم، ويقتلون ويسرقون أغنامهم ومواشيهم، كل ذلك تحت حماية الجيش الصهيوني!.

معاناة “غوين”

خربة “غوين” التي تقع شرقي بلدة السموع جنوبي الضفة الغربية، هي النموذج  الأسوأ للمعاناة اليومية على يد المستوطنين والإدارة المدنية الصهيونية؛ حيث تتعرض صباح مساء لهدم المساكن الشعبية والآبار وبركسات المواشي وحتى مسجد القرية الشعبي.

ويؤكد المواطن محمد عيسى، عضو المجلس البلدي، أن خربة غوين مهددة بالتدمير والزوال من الاحتلال الذي يعمل على تهجير سكان وهدم مرافقهم ومنعهم من الزراعة والرعي.

ويضيف عيسى في حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “يعيش في خربة غوين نحو عشرين أسرة من عائلتي حوامدة والدغامين، ويبلغ عدد سكان الخربة نحو 173 نسمة.. يفتقدون أبسط متطلبات الحياة من رعاية صحية وتعليم وطرق معبدة؛ إذ يتنقل طلاب الخربة عبر سيارة خاصة وفرتها إحدى المؤسسات المانحة، تنقلهم إلى بلدة السموع، فيما تقوم بلدية السموع بنقل الماء لخربة غوين بالصهريج، أما التيار الكهربائي فقد تم التبرع للخربة بمولد كهربائي نضيء من خلاله عددا من المساكن الشعبية والبركسات، وإذا ما نفد الوقود، باتت غوين في ظلام دامس، وأصبحنا عرضة لهجمات المستوطنين الليلية”.

تهجير وصمود

وأشار عيسى إلى أن سلطات الاحتلال هدمت منازل وبركسات وكهوف القرية أكثر من مرة لإجبار سكانها على هجرها وتركها، إلا أنهم صامدون من أجل الحفاظ على أراضيهم التي تزيد عن أربعة آلاف دونم، والتي يخشون عليها من ضمها إلى مستوطنة “سيفر” القريبة من الخربة.

ويرى راتب الجبور، الناشط الحقوقي ورئيس لجنة مناهضة الاستيطان في الجنوب الفلسطيني، أن المخطط المرسوم من سلطات الاحتلال، مسح خربة غوين وما يجاورها من خرب حتى يفسح المجال للتمدد الاستيطاني في المنطقة، فخربة غوين تحيطها الطرق الالتفافية وجدار الفصل العنصري والبؤر الاستيطانية الكثيرة، وهي تقف عائقًا أم تواصل الاستيطان.

ويضيف الجبور في حديث خاص لمراسلنا: “عشرات قرارات الهدم أرسلت لسكان الخربة من سلطات الاحتلال، لكننا استخدمنا السبل القانونية والتواصل مع مؤسسات دولية حقوقية، ورفعنا قضايا في المحاكم الصهيونية لعرقلة تنفيذ قرارات الهدم، ومن ثم العمل على إلغائها، وقد تمكنا من النجاح قليلاً”.

الحاجه صبحه الدغامين (76 عامًا) من سكان غوين، أكدت أنها وأسرتها لن ترحل من الخربة حتى لو قتلهم فيها الاحتلال والمستوطنون، مضيفة في حديث خاص لمراسلنا: “هدم اليهود بركس الأغنام ثلاث مرات، وفجروا المغاره التي نسكنها، وهدموا الجامع المكون من ألواح زينكو، ورغم ذلك أعدنا بناءها وحفرنا كهفا وطور جديد.. احنا وراهم وراهم.. مش حنرحل من أرضنا مهما كان الثمن”، كما قالت.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات