الجمعة 10/مايو/2024

قناص إسرائيلي يحرم طائرة عزام الإقلاع للوطن

قناص إسرائيلي يحرم طائرة عزام الإقلاع للوطن

في منزلهم الواقع في منطقة معن شرق محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، جلست والدة الطفل عزام عويضة في حالة من الذهول تراجع دفتر ذكرياتها، قبل أن يغادرها نجلها ويعود لها محمولاً على أكتاف الرجال.

وارتقى الطفل عويضة (15 عاما) إثر تعرضه لقنبلة غاز في الرأس، خلال مشاركته في جمعة الشباب الثائر (27 -4)، نُقل على إثرها للمستشفى، وأُعلن عن شهادته فجر يوم السبت.

الطائرة الورقية

وبين جموع المعزين أحضرت أم عزام طائرة ورقية مكونة من ثلاثة عيدان، وعدد من الخيوط كان قد جهزها نجلها الشهيد قبل خروجه إلى مسيرة العودة الكبرى بيوم واحد.

ومع بداية صباح يوم الجمعة (27 -4) استيقظ عزام كعادته بعد أن أمسك بطائرته التي لم تكتمل بعد، قائلا لوالدته: “أنا رايح للحدود يا ماما، وإن استشهدت حطي “الطبق” في صالون البيت لحتى تتذكريني”.

وكغيرها من الأمهات اللواتي يخفن على أبنائهن من الهواء الطاير، نهرت أم عزام ولدها وطلبت منه عدم الحديث في هذا الأمر، ليخرج بعدها لأداء صلاة الجمعة مع والده، ويعود لتناول طعام الغداء.

ولم تدرك الوالدة أن نبوءة نجلها الصغير قد تتحقق، وأن مزاحه لها قد بات حقيقة مُرة، بعد أن نزع الاحتلال حلمه الذي لم يكتمل بأن تقلع طائرته الورقية في ربوع وطنه المسلوب.

فداء للأقصى

“ابني عزام فديته للأقصى، ومش خسارة في فلسطين”، بهذه العبارة صدح هلال عويضة (41 عاما) والد الطفل عزام، ليكمل: “كلنا راح ندافع عن الأقصى وعن أرضنا”.

وعن قصة إصابة نجله يروى أبو عزام لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “عزام شارك في الجمعة الأولي.. ومن خوفي عليه صرت بأطلع فيه عالبحر هو أخوه الصغير كل جمعة لحتى أخليه ينسى، وفي يوم إصابته راح معي على المسجد وتغدينا سوا”.

ويكمل: “كان بيطلب الشهادة كتير وبيحكي لأصحابه أنه حاب يستشهد.. وطلع بعد الغداء للحدود الشرقية لخانيونس كغيره من المتظاهرين السلميين العزل”.

“طَوّل الولد وقلقنا عليه، لغاية آذان المغرب أجانا اتصال أنه مصاب، وبدأنا بالبحث عنه داخل المستشفيات لكن لم نجد اسمه ضمن كشوفات المصابين والشهداء”، يضيف الوالد.

وفي طريق عودته أخبره أحد أقربائه عن وجود إصابة مجهولة الهوية ترقد في العناية المكثفة بمستشفى غزة الأوروبي، حيث تم نشر صورته على صفحات التواصل الاجتماعي، لكنه لم يتأكد من شخصيته كون ملامحه قد تغيرت.

الألم
وعلى بوابة غرفة العناية المكثفة طلب الوالد ملابس الشخص المجهول، وما أن فتح الكيس حتى انهار على الأرض بعد أن شاهد بنطال نجله الذي اشتراه له قبل فترة من أحد المحلات، ليدخل بعدها في حالة من الحزن على فقده ابنه البكر عزام.

ويتعجب الوالد المكلوم من استهداف جنود الاحتلال الأطفال الصغار وقتل حلمهم بالحياة، لافتاً أن نجله كان بمنزلة ذراعه الأيمن حيث كان يعمل معه في ورشته الخاصة بميكانيكا السيارات.

ويضيف الوالد بعد أن تمالك نفسه واستجمع قواه: “عزام طفل مغامر وشجاع وذكي لأبعد الحدود، وكان يحلم أن يقود إحدى السيارات التي كان يصلحها داخل الورشة، لكن الاحتلال اختطف حلمه”، متسائلا: “ماذا يفعل حجر أمام صاروخ.. نحن أمام احتلال مجرم لا يرحم الكبير أو الصغير ولا يرحم الحجر والشجر”.

وخلال الوداع وجهت ميادة شقيقه الشهيد دعواتها المخلوطة بالدموع والبكاء بالرحمة والمغفرة لعزام، المقرب من روحها والعزيز على قلبها.

وقالت: “الله يرحمك.يا اخي ويتقبلك شهيدا وتدخلنا معك الجنة.. احنا ابتلينا بعدو ما بيرحم وما بيعرف صغير أو طفل والكل مستهدف عنده”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

صحة غزة: حصيلة العدوان ترتفع إلى 34943 شهيدًا

صحة غزة: حصيلة العدوان ترتفع إلى 34943 شهيدًا

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الجمعة، إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 6 مجازر جديدة ضد العائلات في قطاع...