الأحد 12/مايو/2024

مقتنيات شهيد وأسير بجنين.. حين تتوارث الأجيال روائح الشهداء

مقتنيات شهيد وأسير بجنين.. حين تتوارث الأجيال روائح الشهداء

تكاد تفوح منها روائح الشهداء؛ حيث تشعر عند دخولك معرض “شهيد وأسير” في بلدة برقين غرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية، وكأنك في عالم يسكنه الشهداء والأسرى، ففي كل زاوية منه صورة شهيد وملابسه التي استشهد بها ومقتنياته التي تبقت من رائحته لدى ذويه، وبعضها يعرض لأول مرة.

وما أن تطأ قدماك المعرض، حتى تقابلك أم صهيب ختام جرار والدة الشهيد أحمد نصر جرار، وهي تقف في الزاوية التي تعرض فيها مقتنيات ابنها الشهيد بجوار مقتنيات والده، والتي تستعرضها لأول مرة أمام الجمهور.

تقول جرار لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “الكثير من زوار المعرض عندما يشاهدون ملابسه تنزل دموعهم ولديهم يقين أن أحمد لم يستشهد من شدة حبهم له، وخاصة أنه شكل نقلة نوعية وحالة فريدة في مرحلة صعبة يعيشها الشعب الفلسطيني”.

وتضيف “أعيش مشاعر وإحساس لم أشعر به من قبل بحيث أشعر بشكل دائم بالفرحة، وتقترب دمعتي من النزول ولكنها لا تنزل، لا أستطيع السيطرة على مشاعري”.

بين الألم والفخر

ولا يختلف المشهد لدى إيمان أبو الرب والدة الشهيد أحمد عوض أبو الرب من بلدة قباطية، وهو ابنها الوحيد والذي ارتقى في هبة القدس الأخيرة، وقالت في حديثها لمراسلنا: “تفاعل الناس يؤكد لنا أن الشعب لم ينس الشهداء ولا زال يخطو خطاهم ويحافظ على تاريخهم ونضالاتهم”.

وأضافت “كنت أشعر بحماس كبير وأنا أدعو أمهات شهداء الهبة الأخيرة من قباطية وأساعد مشرفي المعرض، ولكن عندما بدأت بإخراج ملابسه وبعض مقتنياته كنت أشعر بألم وفخر، ألم بأنني فقدت ابني الذي رزقني به الله بعد 14 سنة من شقيقته الكبيرة والوحيدة، وفخر بأن هناك اهتمام بالشهداء وتاريخهم وقصص استشهادهم”.

وتستذكر أبو الرب مشاعرها وقت استشهاده فتقول: “تضاربت الأنباء عندما استشهد؛ فبدأ الإعلام الإسرائيلي يروج بأنه شهيد وشائعات تقول بأنه حي وجريح وعشت فترة 60 يوما من الحيرة بأنه حي أو شهيد وسلمت لرواية استشهاده عندما توجه شقيقي الحاج أسامة على حاجز دوتان لاستلام جثمانه وعندما فتح الكيس الأسود ورآه اتصل بي وأكد لي بأنه أحمد بينما كان لدي أمل بأن لا يكون أحمد هو من في الكيس الأسود”.

ذكريات البطولة

وأمام مقتنيات والدها التي تخرجها بعد 16 عاما، تقف أنصار ريحان ابنة الشهيد أبو جندل أحد قادة معركة مخيم جنين والتي كان عمرها خمس سنوات لحظة استشهاده وتقول: “لأول مرة نخرج مقتنيات والدي الشهيد من البيت لأننا لم نتمكن حتى من رؤية جثمان والدي بعد استشهاده، وأصررنا على إخراجها لكي نعرف أجيال اليوم على والدي القائد الذي قاوم في معركة مخيم جنين حتى استشهد”.

وتضيف لمراسلنا “ملابس والدي في المعرض كان لها أثر كبير في نفوس الزوار وخاصة أن والدي والحمد لله وصل لدرجة أن اسمه له رمزية خاصة، وعندما يذكر تكون مرتبطة بمعركة المخيم في نيسان 2002”.

ويستشعر أحمد عتيق الفخر وهو يقف أمام مقتيات عمه الشهيد محمد عتيق التي تخرج لأول مرة منذ 13 عاما والتي بقيت فترة طويلة تحت أنقاض المنزل الذي قصف عليه بجنين، ويعده نموذجا يفخر وهو يحدث الحاضرين عنه

قضية تتوارثها الأجيال

ولا يخفي القائمون على تنظيم المعرض في برقين مشاعرهم ، فتشير صبحية جرار  وهي معلمة مشاركة في تنظيم المعرض “كنت أشعر بأن أرواح الشهداء تحوم حولنا وكأنها على قيد الحياة ، وهم أحياء وعندما شاهدت أغراض الشهيد أحمد نصر جرار شعرت بضيق بصدري وتذكرت تلك البطولة التي سطرها في مواجهة الاحتلال .”

بينما تؤكد صمود نزال منسقة المعرض أن هذا النوع من المعارض يقام لأول مرة بهذه الطريقة سيما وأنه ضم مقتنيات شهداء ومنهم قدامى لم تخرج مقتنياتهم منذ استشهادهم.

وأكدت “أن القضية الفلسطينية تتوارثها الأجيال، فكل جيل يسلم الراية للجيل الذي يليه، و يجب أن تقام هذه المعارض حتى نعلم الأجيال الناشئة ونغرس في نفوسهم معنى الوطن السليب وتضحيات أبطاله فلا بد من تعريفهم بالشهداء والأسرى”. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيد ومصاب برصاص الاحتلال في مخيم بلاطة

شهيد ومصاب برصاص الاحتلال في مخيم بلاطة

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شاب وأصيب طفل، صباح الأحد، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها مخيم بلاطة شرق نابلس. وأفادت مصادر...

إصابة 3 مستوطنين بقصف المقاومة عسقلان

إصابة 3 مستوطنين بقصف المقاومة عسقلان

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب ثلاثة مستوطنين بجروح - فجر الأحد- جراء سقوط صاروخ أطلقته المقاومة الفلسطينية على عسقلان المحتلة. وقالت هيئة البث...