الثلاثاء 07/مايو/2024

باصات العودة.. الفوبيا التي تلاحق إسرائيل

باصات العودة.. الفوبيا التي تلاحق إسرائيل

لم يكن الاحتلال يتوقع استجابة الجماهير الفلسطينية لمسيرة العودة الكبرى بهذا الشكل اللافت، ما أدخله في نوبة سعار وصراع مع النفس بكيفية التصرف، فرغم الاحتشاد الكبير يوم الجمعة الأولى 30 آذار، إلا أنّ ما أربك حسابات الاحتلال هو تدافع الجماهير للمشاركة في مخيمات العودة الخمس المنتشرة على طول المناطق الحدودية شرق القطاع.

حالة العجز التي تعيشها “إسرائيل”، دفعتها لرشق التهديدات بالاتجاهات كافة، وآخرها التلويح بفرض عقوبات على أصحاب الباصات بالقطاع، في محاولة فاشلة منها لمنع وصول المشاركين إلى المناطق الحدودية.

التهديدات التي وصلت لمعظم شركات الباصات في قطاع غزة كانت بـ”لسانٍ عربي” نقلها أحد ضباط التنسيق الأمني لأصحاب الشركات كل على حدة، عبر الاتصال الهاتفي، وتضمنت منع الامتيازات المزعومة، وجاء فيها حرفيا: “نقل المواطنين إلى الحدود تتحمل مسؤولياته أنت وعائلتك”، في لهجة تخبط وخوف واضحة.

ومن أبرز التهديدات الصهيونية، التلويح بقصف الحافلات، أو منع استيراد الباصات وقطع الغيار، خصوصا أن الاحتلال يسيطر على المعابر الحدودية.
تنفيذ العقوبات

محللون ومراقبون أكّدوا في أحاديث منفصلة لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، أنّ الاتصالات والتهديدات “الإسرائيلية” لأصحاب شركات الباصات تعكس مدى الأزمة التي يعيشها الاحتلال جراء مسيرة العودة الكبرى، التي لم تكن ربما في حسبانه.

ووفقاً لوسائل إعلام عبرية، فإنّ منسق أعمال الحكومة “الإسرائيلية” يوآف مردخاي، أعلن مؤخراً فرض عقوبات على أصحاب شركات النقل في قطاع غزة، بدعوى نقلهم متظاهرين إلى حدود قطاع غزة.

المختص بالشأن الصهيوني أيمن الرفاتي، أكّد، لمراسلنا، أنّ محاولة الاحتلال الضغط على شركات باصات النقل يهدف لتقسيم المجتمع الفلسطيني، ما بين فئات يهمها العمل الوطني، وأخرى يهمها وضعها المالي والمعيشي فقط، مبيناً أنّ هذا الأمر يجعل هذه الفئات تتباين فيما بينها وتظهر اختلافاتها، ما يؤثر على طبيعة المسيرات وحجم التأييد لها.

فيما يشير المحلل السياسي نائل عبد الهادي، إلى أنّ هدف هذه التهديدات والعقوبات هو إرهاب السكان، وتحريضهم على “حماس”، لدفعهم إلى التمرد، بحجة التركيز على الظروف الاقتصادية بالقطاع.

تقليل الحشود

ويعتقد المحلل عبد الهادي، أنّ التهديدات والعقوبات أهم وسيلة تعتمد عليها المنظومة الأمنية “الإسرائيلية” في ممارسة ضغوطها على “حماس” بموضوع مسيرات العودة بشكل خاص، والأمور الأمنية كافة بشكل عام.

فيما يشير الرفاتي، إلى أنّ الاحتلال يسعى جاهداً للتقليل من حجم الحشد على حدود قطاع غزة، وقد استخدم أسلوب الضغط على شركات الباصات في هذا الإطار، وهذا من الأدلة الواضحة على تأزمه وخشيته الكبيرة بسبب مسيرات العودة.

ويضيف: “معاقبة الاحتلال للشركات دليل على فقدانه للأدوات التي تؤثر على المواطنين في القطاع، وبالتالي يريد إظهار بطشه ضد أي جهة لها علاقة بالمسيرات”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات