الخميس 30/مايو/2024

رسالتان من حدود غزة الشرقية لـإسرائيل!

رسالتان من حدود غزة الشرقية لـإسرائيل!

مع دخول مسيرة العودة الكبرى يومها الثالث عشر، ومع ما يجسده المتظاهرون السلميون على طول حدود قطاع غزة الشرقية، ومع ما يرشح من مواقف داعمة لحراك الشعب الفلسطيني، تبدو “إسرائيل” عاجزة وحائرة في وأد الحراك السلمي الذي انطلق في يوم الأرض (30 مارس).

وبدا واضحاً طوال 13 يوما أن جيش الاحتلال الذي استنفر قسطاً وافراً من قواته الميدانية وأدواته القتالية، عاجز عن كبح جماح عجلة مسيرة العودة التي كشفت بأدواتها السلمية عورته الأمنية.

ولجأ الاحتلال لأساليب عدة أولها الحرب النفسية والإعلامية، ثم مارس الصدّ بالرصاص المتفجّر والغاز المسيل للدموع مستهدفاً المشاركين على مسافات متفاوتة من السلك الفاصل، وصعد درجة حين بدأ بقصف مواقع المقاومة ملوّحاً بحرب شاملة.

واستشهد منذ بدء المسيرة 32 مواطناً فلسطينياً وأصيب أكثر من 3000 آخرين، بجراح متفاوتة خلال فعاليات مسيرة العودة السلمية على حدود غزة.

عجز وحيرة
تاريخياً عاشت حركات التحرر أمام الاستيطان والاحتلال بمبدأ تراكم النقاط اعتماداً على قوّة الإرادة، لكن التكيف مع الواقع ضروري لإنجاز الأهداف المرحلية إذا فهمنا موقع الخصم وتحالفاته المحيطة.

ويؤكد محمود العجرمي الخبير في الشئون الأمنية أن الاحتلال بدا في مأزق أمام تحرك سلمي جماهيري أعاد الحديث عن حق العودة، وأن الشعب و المقاومة أرسلوا رسالتين.

ويضيف: “قامت المقاومة بمناورة تكتيكاتها عالية وعقبها بدأت مسيرة العودة للتأكيد أن النضال سيستمر بوجهيه، والآن الاحتلال عاجز عن وقف مسيرة العودة، ولا يستطيع تلبية شروطها”.

ويخشى الاحتلال من اتساع مشاكله الأمنية بامتداد فكرة مسيرة العودة للضفة المحتلة وأراضي 48، وهو ما سيزيد من عبئه الأمني وجهده الميداني، وربما الحراك السلمي منتصف مايو من دول الطوق حول فلسطين المحتلة.

ويقول إبراهيم حبيب الخبير في الشئون الأمنية إن الاحتلال استخدم سلاحا متعددا لقمع المسيرة؛ لكنه حتى الآن لم يرفع كامل قوته النارية لأن ضحاياه عكسوا صورة سيئة تكلف “إسرائيل” كثيراً.

ويتابع: “تصاعد مسيرة العودة يكلف إسرائيل، وتطورها يهددها بعودة اللاجئين لأرضهم، ولكن الاحتلال لن يستسلم، وربما يزيد من عدوانه؛ لأن أمريكا تدعمه على أمل كسر فكرة مسيرة العودة”.

أهداف ومراحل
المستوطن الإسرائيلي الذي يضع كامل ثقته في جيش الاحتلال منذ نشأة “إسرائيل” بحاجة للأمن والأمان وميلاد فكرة مسيرة العودة يهدد استقراره بل وجود كيانه.

استمرار وتدحرج فشل الاحتلال الأمني لا ينعكس فقط على شهيته لقتل المزيد من الضحايا بأسلحة مختلفة، بل إن عجزه يهدد صورة “إسرائيل” التي ادعت الديمقراطية في المنطقة.

ويقول الخبير العجرمي: “مسيرة العودة وضعت إسرائيل في الزاوية لأنها فشلت أمنياً في قمع متظاهرين سلميين، وارتكبت جرائم رغم إدعائها أنها واحة الديمقراطية في صحراء العرب”.

ويتابع العجرمي: “تتدحرج تكتيكات الاحتلال، لكنه عاجز أمنياً عن توقع كيف ستتطور المسيرة ميدانياً، وقد استخدم طائرات استطلاع وطائرات حربية وقنابل غاز ورصاص متفجر لكنه خياراته الأمنية محدودة جداً”.

ونجحت الفعاليات السلمية في كشف عجز الاحتلال الأمني والميداني، حيث يذكّر الخبير العجرمي بمقولة شهيرة لـ”بن غوريون” الذي قال يوم نشأة “إسرائيل” إنه لابد من الاستمرار في الدفاع عن وجودها.

ويرى الخبير حبيب أن أي جهد ميداني لابد أن يكون له هدف سياسي واضح سواء كان قصيرا أو متوسطا أو طويل المدي، وأن كشف فشل الاحتلال الأمني أمام قوة المسيرة وتضحياتها لابد أن يتوّج بإنجاز.

ويتابع: “المسيرة حملت اسم العودة وكسر الحصار، وأمام عجز الاحتلال الأمني لو نجحنا حتى يوم 15 مايو في تحقيق جزء من أهدافنا حالياً بكسر حصار غزة سيكون إنجازا جيّدا مرحلياً”.

وطالما كان الأمن أولوية الاحتلال ومستوطنيه منذ نشأة “إسرائيل”، لذا فإن مسيرة العودة التي كشفت عجز الاحتلال الأمني وإن امتلك قوة تدميرية تؤسس لمرحلة تهديد وجود الاحتلال الذي اغتصب الأرض وأجبر ملايين الفلسطينيين على التشتت في الأرض.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات