عاجل

الأحد 16/يونيو/2024

الأسير الغرابلي.. 24 عاما على ثلاثية القهر

الأسير الغرابلي.. 24 عاما على ثلاثية القهر

لم نجد كثيراً من المعلومات التفصيلية عن الأسير سعدي الغرابلي (72 عاما)؛ فرغم كبر سنه ومرضه وحكمه مدى الحياة الذي بدأ عام (1994) إلا أن سنوات العزل الطويلة ومقبرة السجون التي تنقل بين أرجائها ومنعه من الزيارة جعل من قصته اسم ورقم في سجلات السجون.

ويعد الأسير الغرابلي حالياً من قدامى أسرى قطاع غزة، وأصله من منطقة الشجاعية، وهو متزوج وأب لـ10 أبناء استشهد أحدهم وهو أحمد الغرابلي الذي استشهد عام 2002 في اشتباك مع جنود الاحتلال، وكان يبلغ من العمر 20 عاماً.

ترعرع تسعة رجال وفتاة في حضن أمهم بعد أن تركهم الأسير الغرابلي ومعظمهم أطفال، فشقوا طريقهم فأصبح منهم التاجر والطبيب وأصحاب مهن مختلفة في مدينة غزة.

وكانت عائلة الغرابلي قد وجهت عدة مناشدات في الأعوام الأخيرة للمؤسسات الإنسانية والحقوقية بالتدخل لإنقاذ حياة الأسير المسن والمريض الغرابلي الذي يعاني من ضعف حاد في السمع والبصر، وضغط الدم، وكسر في الحوض، لكن الاحتلال يرفض علاجه ولا يستجيب للمناشدات.

ويتهم الاحتلال الغرابلي بالضلوع في قتل أحد جنود بمدينة (تل أبيب) يوم السابع من نوفمبر عام (1994)، وقد طارده حتى أمسك به، وعذبه وحكمه بالسجن مدى الحياة.

الأب والجد
في منزل الأسير الغرابلي 3 أحفاد أسماهم أبناؤه (سعدي) على اسم أب يترقبون حريته بعد أن طالت غيبته من عام (1994) وعزله الاحتلال في زنزانة انفرادية أكثر من 15 عاماً.

أكثر من يتابع قصته هو ابنه هاني الذي زار والده آخر مرة عام 1999، وهو يطالب المؤسسات الإنسانية بالتدخل العاجل لعلاج مرضه من ضعف النظر والسمع، وضغط الدم، وكسر الحوض.

ويقول لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “أتوجه أولاً إلى الله ثم إلى المقاومة أن يعملوا على تحرير أبي في أي صفقة قادمة لأنه كبير في السن ومريض جداً”.

حين وقعت حادثة اعتقال سعدي الغرابلي كان ابنه عصام يدرس الطب البشري في أوكرانيا، وعندما تخرّج طبيبا حاول زيارته فلم يفلح في رؤيته سوى عام 1999، وبعدها حرمت كامل عائلة الغرابلي من زيارته.

يضيف عصام لـ”المركز“: “أمضي والدي 80% من سجنه في العزل الانفرادي، ولكنه مؤخراً يعاني بشدة من مشكلة سكر غير منتظم ولديه كسر حوض لم يعالجه الاحتلال منه، عدا مشاكل بصر وعدم المساح له بامتلاك نظّارة طبيّة، وقد حاولنا إدخال أطباء على نفقتنا فرفض الاحتلال”.

ويتابع: “حتى الآن يتعامل معنا كأطفال لأنه تركنا صغار وبحاجة لنصائح وحرمنا من زيارته عام 2001 وقد حاول أخي الكبير زيارته مؤخراً لكنهم أعادوه على معبر بيت حانون ولعل آخر زيارة كانت لعمي محمود عام 2001 وبعد ذلك انقطعنا عنه كلياً”.

فراغ دائم
تمر المناسبات الاجتماعية بالتوالي دون أن يشعر أبناء وأحفاد سعدي الغرابلي بوجوده فهم يذكرون اسمه، ويمتنون عودته في الأفراح والأعياد وحين يزور الأشقاء التسعة شقيتهم الوحيدة.

ويقول عصام: “أعمامي لم يقصروا معنا، واحتضنونا، ووالدتي حملت العبء الكبير، وأحفاده دائماً يسألون عنه ويقولون أين جدي الأسير؟”.

يستطرد عصام بالحديث سائلاً طفله عمر أين جدك؟ فيجيب الطفل وفي يده مسدس بلاستيكي: “سأقاوم جنود الاحتلال وأطلع سيدي سعدي من السجن”.

ويقول عبد الله قنديل الناطق باسم جمعية واعد إن الأسير الغرابلي من الأسرى الكبار في السن الذين يعانون من أمراض مزمنة ومحروم من الزيارة من سنوات طويلة والاحتلال يتجاهل مناشدات أهله بضرورة علاجه.

ويتابع: “هو أحد ضحايا الإهمال الطبي المرتقبين، وهناك انتهاكات خطيرة على صعيده الشخصي وسجلت أسرته مناشدات لمؤسسات دولية مراراً، لكن الاحتلال عزله سنوات طويلة وتعمّد عدم علاجه” .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات