السبت 01/يونيو/2024

مسيرات العودة تعيد الاعتبار للإعلام المقاوم

مسيرات العودة تعيد الاعتبار للإعلام المقاوم

أحيت مسيرات العودة الأخيرة النفس الوطني والحس المقاوم والشعور بالفخر لدي الكثيرين من أبناء الضفة الغربية، في ضوء ما شكلته تلك المسيرات من قوة طرح لفكرة حق العودة، التي طالما شوهت بفعل الاتفاقيات السياسية ومواقف السلطة والحكومة في رام الله.

وعادت وسائل الإعلام المقاومة تتصدر المشهد من جديد بالضفة، وأضحت قبلة لكل باحث عن “جرعات كرامة وإرادة”، كتلك المشاهد التي نقلتها الفضائيات ووثقتها الكاميرات على حدود قطاع غزة، في دلالة على تنامي الحس الوطني وتعطش المواطنين إلى من يدافع عن ثوابتهم كحق العودة.

مسيرة العودة
الكاتب السياسي والناشط إسلام أبو عون، يرى أن مسيرة العودة الكبرى أثرت بشكل كبير على جميع وسائل الإعلام، خصوصا أن الحدث كان مدعوما من قنوات المقاومة، فقد حققت مشاهدات كبيرة وقياسية بسبب النقل المباشر والمتفاعل مع الحدث.

وأضاف أبو عون، في حديثه لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “في البداية كان الغموض يكتنف المسيرة نتيجة تعامل الإعلام كل حسب اتجاهه السياسي، حيث غاب الحدث بضخامته عن الإعلام الموالي للسلطة، إلا من النقل الخالي لأي تعبئة، وساهمت صفحات هذه المواقع في إثارة الجدل حول الجدوى من المسيرات”.

في المقابل حشد الإعلام المقاوم لهذه الفعالية كان مدروسا، بحسب أبو عون، وأضاف: ” أبدع القائمون على المسيرة بحشد وسائل الإعلام العالمية، إذ تصدر الخبر عالمياً، وهذا ما ترنو إليه المسيرات، ولكن الأهم من ذلك أن غزة دحضت الرواية الإسرائيلية أمام الرأي العام العالمي”.

عودة بعد غياب

أما الكاتب والباحث سليمان بشارات، فيرى أن من أهم إنجازات مسيرة العودة إعادتها للروح الوطنية الشعبية لدى الشارع الفلسطيني، “وهي حالة غابت عن المشهد الفلسطيني طوال سنوات الانقسام تقريبا”.

وفيما يتعلق بانعكاس مضامين مسيرة العودة على الإعلام المقاوم، قال بشارات لـ”مراسلنا“: “نعم لا شك، فمسيرة العودة كفعل مقاوم شعبي جماهيري لا يمكن حصره في لون سياسي، وإنما هو فعل تتوافق عليه الشرائح الفلسطينية كافة، فهو عمل على توحيد المضامين الإعلامية التي تلقى القبول الجماهيري، وبالتالي انعكس على حجم متابعتها بشكل تلقائي”.

التغطية الإعلامية
وحول تقييمه لتغطية وسائل الإعلام وتعاطيها مع مسيرات العودة، يعلق بشارات: “قد يكون من الصعب إجراء تقييم شامل ودقيق في الوقت الحالي، كون الفترة الزمنية لا تزال محصورة، لكن هناك محددين اثنين يمكن من خلالها تقييم أداء المؤسسات الإعلامية فيما يخص مسيرة، وتتمثل بالقدرة على توحيد الخطاب الإعلامي والرسالة الفلسطينية التي يمكن تقديمها للمجتمع المحلي أولا والعالمي ثانيا، والقدرة على إعادة المفاهيم الوطنية للحالة الشعبية التي عانت من مفردات الانقسام السياسي”.

ومع ذلك يرى بشارات بأن وسائل الإعلام المرئية والمسموعة تراجعت، أمام وسائل التواصل الاجتماعي، ويوضح: “وسائل الإعلام التقليدية تراجع تأثيرها ونسبة المتابعين لها نتيجة عوامل كثيرة، أهمها التفاعلية والمساحة على إبداء الرأي والتعبير”.

وتابع: “وسائل الإعلام التقليدية لا تزال قائمة على مبدأ مقص الرقيب، كما أنها لا تزال تعمل وفق القالب التقليدي للعمل الإعلامي، بينما أتاحت وسائل التواصل الاجتماعي دينامكية في استخدام المؤثرات الصوتية والصورة والألوان، إلى جانب توفير مساحة عالية من حرية التعبير التي تعتبر متنفس للجمهور في ظل القيود المفروضة سياسيا واجتماعيا “.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات