الجمعة 10/مايو/2024

الفراغ القيادي بالسلطة.. غياب أم تغييب؟

الفراغ القيادي بالسلطة.. غياب أم تغييب؟

منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قراره المشؤوم في السادس من ديسمبر المنصرم، باعتراف إدارة بلاده بالقدس عاصمة موحدة للكيان الصهيوني، بدأت السلطة تنسحب من المشهد السياسي شيئاً فشيئا، حتى باتت تصريحات قادتها تقتصر على المناكفات الداخلية بعيداً عن الحديث عن المشهد السياسي برمته.

ورغم اصطدام السلطة ببرنامجها وبأركانها بحائط العملية السياسية التي كانت تعيش في موتٍ سريري منذ سنواتٍ عدة إلا أنّ قرار ترمب وإعلانه أعلن وفاتها بلا رجعة، إلا أنّ السلطة تحاول أن تبحث لها عن متنفس للبقاء حتى ولو كان على حساب المناكفة السياسية مع خصومها على الساحة الفلسطينية.

غياب متدرج
منذ إعلان ترمب بدأت السلطة ممثلة بشخوص قياداتها سواء كانت من فتح أو خارجها تتوقف تدريجياً عن الحديث فيما يتعلق بالعملية السياسية، وبدأت تتخذ تلك التصريحات منحى آخر نحو الحديث عن القضايا الفلسطينية الداخلية أو الدخول في مناكفات مع الخصوم السياسيين، للحد الذي بدا أنّ هناك غيابا قياديا سلطويا واضحا.

وبهذا الصدد يؤكّد المحلل السياسي صلاح الدين العواودة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ قيادة السلطة مغيبة، إضافة إلى سعيها لتغييب نفسها بشكلٍ فعلي، مبيناً أنّها باتت تكتفي بدورها الوظيفي المتمثل بحماية الاحتلال والالتزام بأمنه.

ويجمع محللون ومراقبون، أنّ السلطة في حالة هذيان سياسي وحالة لا إدراك للواقع الذي يجعلها متخبطة، وأنّ كل همها هو البحث عن عناصر البقاء مهما كانت تكلفتها.

تغييب أم غياب؟
السفير الأمريكي في الكيان الصهيوني والمعروف بقربه من حكومة نتنياهو المتطرفة، هدد في تصريحٍ سابق بإمكانية أن تختار الإدارة الأمريكية بديلاً عن رئيس السلطة محمود عباس، إذا رفض التفاوض مع الكيان الإسرائيلي.

وأكّد العواودة، أنّ إدارة ترمب ونتنياهو لا تخفيان رغبتهما في تغييب قيادة السلطة تمهيداً لـ”صفقة القرن” التي لن يكون الفلسطينيون طرفاً فيها، إلا أنّ وقوف غزة بقوة في وجه “صفقة القرن” بات يجعل من السلطة خياراً ممكناً لتشكيل ضغط على “حماس” وغزة بكل الإمكانيات المتاحة، وهو ما يؤكّد استمرار عقوبات السلطة على القطاع رغم التقدم الكبير في ملف المصالحة من جهة، والإعلان الشكلي للسلطة برفضها لـ”صفقة القرن”.

ويقول المحلل نائل عبد الهادي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “السلطة والاحتلال والإدارة الأمريكية باتوا يدركون أنّه لا يمكن تمرير الصفقة إلا من خلال غزة”، الأمر الذي تقف من خلاله غزة حجر عثرة أمام التقدم في أي ملف من ملفات ومشروعات الصفقة التصفوية.

ويشير العواودة إلى أنّ قيادة السلطة اكتفت بدورها الوظيفي داخليا؛ وهو إدارة السلطة وفقا لمحددين: “الالتزام بأمن الاحتلال لضمان بقائها “إسرائيلياً”، والالتزام بخط التسوية دولياً لضمان بقائها مالياً”.

ويؤكّد أنّ النتيجة هو أن تشتغل قيادة السلطة في صراع البقاء داخلياً تجاه حماس وتجاه تيار دحلان؛ لأن الجبهة الداخلية الفلسطينية تبدو لهذه السلطة أقل أمناً من جبهة الاحتلال والجبهة الدولية، مبيناً أنّ ذلك “يضيع القضية الفلسطينية لمصلحة حسابات شخصية خاصة بقيادة السلطة الفلسطينية”، كما يقول.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

صحة غزة: حصيلة العدوان ترتفع إلى 34943 شهيدًا

صحة غزة: حصيلة العدوان ترتفع إلى 34943 شهيدًا

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الجمعة، إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 6 مجازر جديدة ضد العائلات في قطاع...

تحقيق صحفي يكشف انتهاكات صارخة ضد أسرى غزة

تحقيق صحفي يكشف انتهاكات صارخة ضد أسرى غزة

واشنطن – المركز الفلسطيني للإعلام كشف تحقيق أجرته شبكة "سي إن إن" الأميركية عن جوانب من الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد أسرى قطاع غزة...