عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

يوم الأرض .. ذاكرة تحيي الإصرار على العودة

يوم الأرض .. ذاكرة تحيي الإصرار على العودة

في الذكرى الـ 42 ليوم الأرض، تنطلق مسيرات العودة الكبرى؛ لتدشن مرحلة جديدة من النضال الفلسطيني، عنوانها “متمسكون بحقوقنا”، و”راجعون لبلادنا”.

ولم يكن غريبا اختيار اليوم؛ لهذا الحدث الوطني الكبير، فيوم الأرض، يعد يوماً وطنياً فلسطينياً بامتياز، يحيي فيه الشعب الفلسطيني على امتداد فلسطين التاريخية وفي الشتات تلك الذكرى، بفعاليات تؤكد التمسك بالحقوق والثوابت.

فيوم الثلاثين من مارس/ آذار عام 1976 شكل انعطافة جديدة لتكريس وحدة الشعب الفلسطيني بالدفاع عن أرض أجداده، والعمل لعودة اللاجئين إليها.

وتعود أحداث هذا اليوم لعام 1976 بعد أن صادر الاحتلال “الإسرائيلي” آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين في الداخل المحتل تحت غطاء مرسوم جديد صدر رسمياً في منتصف السبعينيات، أطلق عليه اسم مشروع “تطوير الجليل”، والذي كان في جوهره الأساسي هو “تهويد الجليل”، وقد عمّ إضراب عام ومسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين وإصابة واعتقال المئات.

وتفيد معطيات لجنة المتابعة العليا -الهيئة القيادية العليا لفلسطينيي 48- أن الاحتلال الإسرائيلي صادر نحو مليون ونصف المليون دونم منذ احتلاله لفلسطين حتى العام 1976، ولم يبق بحوزتهم سوى نحو نصف مليون دونم، عدا ملايين الدونمات من أملاك اللاجئين وأراضي المشاع العامة.

وقبل قيام الكيان الصهيوني كان الفلسطينيون شعبًا مزارعاً إلى حد كبير، حيث إن 75٪ كانوا يحصلون على قوت يومهم من الأرض، وبعد نزوح الفلسطينيين نتيجة نكبة عام 1948، بقيت الأرض تلعب دوراً مهماً في حياة 156 ألفا من العرب الفلسطينيين الذين بقوا في الداخل المحتل، وبقيت الأرض مصدراً مهماً لانتماء الفلسطينيين العرب وارتباطهم بها.

طبيعة فلسطين
وتقع فلسطين على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، بين خطيْ الطول 34.15 و35.40 درجة شرقي غرينتش، وخطيْ العرض 29.30 و32.15 شمالاً، وتحدها من الشرق سوريا والأردن، ومن الشمال لبنان وجزء من سوريا، كما تحدها من الجنوب مصر وخليج العقبة، وتبلغ مساحة فلسطين العربية حوالي 27009 كيلومترات مربعة.

وعلى الرغم من صغر مساحة فلسطين وبساطة تكوينها فإنه يمكن تقسيمها إلى أربع مناطق، تتميز كل منها عن الأخرى في نظام سطحها ومناخها ونباتها، وهي، منطقة السهول: وأبرزها السهل الساحلي وسهل مرج ابن عامر، وتشكل 17% من مساحة فلسطين، ومنطقة النقب وتشكل 50% من المساحة العامة تقريباً، والمنطقة الجبلية وتشكل 28% من المساحة العامة.

ويشكل وادي الغور 5% من المساحة العامة لفلسطين، وقد قسم الانتداب البريطاني فلسطين منذ يوليو/تموز 1939 إلى ستة ألوية، وهي لواء الجليل: ويقع في أقصى شمال فلسطين قرب الحدود اللبنانية ومركزه مدينة الناصرة، ويتألف من خمسة أقضية هي: عكا، بيسان، الناصرة، صفد، طبريـة، وكان عدد سكان اللواء في عام 1945 (231) ألف نسمة ومساحته (2.801.383) دونماً، أي (10.4%) من مساحة فلسطين.

ولواء حيفا، ومركزه حيفا، ويتألف من قضاء حيفا فقط ومساحته (1.031.755) دونماً تمثل (3.8%) من مساحة فلسطين، وسكانه في عام 1945 (242630) نسمة.

ولواء نابلس: مركزه مدينة نابلس، ويتألف من ثلاثة أقضية، هي: نابلـس وجنين وطولكرم، ومساحته (3.262.292) دونماً، تمثل (12.1%) من مساحة فلسطين، وسكان اللواء المذكور في عام 1945 (232220) نسمة.

ولواء القدس: يتوسط فلسطين ومركزه مدينة القدس، ويتألف اللواء من ثلاثة أقضية، هي: القدس، وتتبعه بيت لحم، وأريحا، والخليل ورام الله ومساحته (4.333.534) دونماً؛ أي حوالي (16%) من مساحة فلسطين، وعدد سكانه (384880) نسمة.

ولواء اللد: ومركزه مدينة يافا، ويتألف من قضائيْ: يافا والرملة، ومعظم أراضيه سهلية، ومساحته (1.205.558) دونماً أي حوالي (4.5%) من مساحة فلسطين، وسكانه في عام 1948 (501070) نسمة.

ولواء غزة: ويقع في جنوب فلسطين، ويشمل جزءاً من السهل الساحلي الفلسطيني ومنطقة النقب التي تعادل وحدها نصف مساحة فلسطين، ومركز اللواء مدينة غزة، ويتألف من قضائيْ غزة وبئر السبع، ومساحة اللواء (13.688.501) دونماً أي حوالي (50.7%) من مساحة فلسطين، وعدد سكانه (190880) نسمة، أي أن الكثافة السكانية فيه كانت عام 1945 نحو (14) نسمة في الكيلومتر المربع الواحد.

تحديات جسام

ولا تزال “إسرائيل” تسيطر على أكثر من 85% من أرض فلسطين التاريخية، بينما لم يبق للفلسطينيين إلا 15% فقط من مساحة الأراضي، في ظل إجراءات الاحتلال الصهيوني في تقسيم الأراضي الفلسطينية إلى عدة مناطق بلغت نسبة الفلسطينيين 48% من إجمالي السكان في فلسطين التاريخية، مما يقود إلى الاستنتاج بأنّ الفرد الفلسطيني يتمتع بأقل من خمس المساحة التي يستحوذ عليها الفرد “الإسرائيلي” من الأرض.

وتأتي الذكرى هذا العام في ظل تحديات جسام تعصف بالقضية الفلسطينية بعد إعلان ترمب القدس عاصمة للكيان الصهيوني، وما يتردد عن صفقة القرن لشطب ما تبقى من القضية، في ظل استشراء السرطان الاستيطاني بالضفة والتهويد بالقدس، وتشديد الحصار على قطاع غزة، ووسط كل ذلك جاءت مسيرة العودة الكبرى لتعيد بوصلة النضال، وتؤكد تمسك الفلسطينيين بحقوقهم مهما كانت التضحيات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات