عاجل

الأربعاء 03/يوليو/2024

زياد الحواجري.. فدائي معركة الدفاع عن الأمن

زياد الحواجري.. فدائي معركة الدفاع عن الأمن

كل من عرف الشاب زياد الحواجري (37 عاماً)، بدا حزيناً على فراقه فقد اعتاد زياد توزيع ابتسامته بسخاء على كل من يقابله ما سهّل طريق محبته لقلوب أهله وجيرانه من سكان مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وكان الشاب زياد الحواجري، ويحمل رتبة رائد في الأمن الداخلي، استشهد الخميس الماضي برصاص ثلاثة مطلوبين لوزارة الداخلية عندما فاجئوه بإطلاق النار في مقبرة (الشوباني) غرب النصيرات.

يتمتع الحواجري بشخصية متواضعة وقلب متسامح حتى في المواقف كافة وهو دائم الانشغال بمراجعة حفظه للقرآن الكريم، ولا تفارق المسبحة راحته في مسجد الشهداء القريب من منزله.

شهيد حيّ
مذ فارق الحواجري رفيق دربه الشهيد محمد خليفة في حرب (العصف المأكول) وهو دائم الحديث عن صديقه متمنياً أن يلحق به حتى رآه في المنام قبل عشرة أيام من استشهاده واحتضنه ودعاه للحاق به.

في نوفمبر الماضي ودّعت أم مصعب زوجة زياد شقيقها حسن أبو حسنين شهيداً عندما قصف الاحتلال أحد أنفاق المقاومة شرق دير البلح، ليكون الشهيد الثاني من بين أشقائها.

أجرى زياد اتصالاً هاتفياً بزوجته قبل استشهاده بساعات وهي في زيارة أسرتها، مخبراً أن لديه عمل طارئ خلال حملة أمنية للبحث عن المتورطين في حادثة تفجير موكب (رامي الحمد الله) رئيس حكومة الوفاق.

قبل أيام أخبرها زياد أنه سدد ديونه كافة، وأن أجله اقترب، وأوصاها أن تبدّل اسم ابنه الصغير بعد استشهاده على اسمه حتى لا ينقطع ذكره في البيت.
  
تنسحب والدة زياد الحاجة (أم عاطف) من بين مجموعة من النسوة جئن لتعزيتها ملخّصة شخصية ابنها بالقول: “ابني هذا حافظ للقرآن دائم الذكر وطلب الشهادة من زمان، لكن من قتل زياد هدفه تخريب الأمن بغزة، وأتمنى أن يتجرّع الحسرة كما قتل ابني البريء”.
 
ويرى علي الحواجري شقيق زياد الأكبر أن شقيقه قضى خلال أداء واجبه الوطني، وقد كان قبل استشهاده بدقائق يوزع أفراد الأمن لمهماتهم، لكنه تعرض لإطلاق نار غدراً.

ويقول إن ما قام به أفراد خارجون عن القانون هو فعل لا يخدم إلا الاحتلال الذي يسعى لتدمير الأمن والسلم الاجتماعي بغزة بعد تشديد الحصار.
 
صديق العمر
أكثر من يحمل تفاصيل حياة وأسرار زياد هو صديق عمره الشاب سرحان الحواجري، فقد كانا متلازمين في المناسبات الاجتماعية وحتى في نزهات أطفالهما.
 
يقول سرحان: “ابتسامته الشهيرة تظهر طيبة قلبه، فهو متسامح مع يسيء إليه وهناك سرّ عنه أحمله أنه كان مريضا ويخشى الموت بمرضه وألا يستشهد، كل جمعة أذهب له ونتحدث، لكن هذه الجمعة ذهبت لقبره وتحدثت  فلم يجبني، فأجهشت بالبكاء”.
 
ويؤكد أن زياد لم يكن ابن عمه فقط؛ بل كان صديقا ورفيقا يجده متى احتاجه، وهو شخص متسامح حتى عند الإساءة إليه، يرد بابتسامة ويغفر الخطأ.
  
ورغم مرور أربعة أيام على حادثة استشهاد زياد الحواجري وصديقه حمّاد أبو سويرح، إلا أن أجهزة الأمن بغزة لا زالت تطارد المتورطين في الجريمة التي بدأت بتفجير موكب (الحمد الله وماجد فرج) وتلتها حادثة اغتيال الحواجري وأبو سويرح في ملف لم يقفل بعد.  

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات