زياد الحواجري.. فدائي معركة الدفاع عن الأمن
كل من عرف الشاب زياد الحواجري (37 عاماً)، بدا حزيناً على فراقه فقد اعتاد زياد توزيع ابتسامته بسخاء على كل من يقابله ما سهّل طريق محبته لقلوب أهله وجيرانه من سكان مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وكان الشاب زياد الحواجري، ويحمل رتبة رائد في الأمن الداخلي، استشهد الخميس الماضي برصاص ثلاثة مطلوبين لوزارة الداخلية عندما فاجئوه بإطلاق النار في مقبرة (الشوباني) غرب النصيرات.
يتمتع الحواجري بشخصية متواضعة وقلب متسامح حتى في المواقف كافة وهو دائم الانشغال بمراجعة حفظه للقرآن الكريم، ولا تفارق المسبحة راحته في مسجد الشهداء القريب من منزله.
شهيد حيّ
مذ فارق الحواجري رفيق دربه الشهيد محمد خليفة في حرب (العصف المأكول) وهو دائم الحديث عن صديقه متمنياً أن يلحق به حتى رآه في المنام قبل عشرة أيام من استشهاده واحتضنه ودعاه للحاق به.
في نوفمبر الماضي ودّعت أم مصعب زوجة زياد شقيقها حسن أبو حسنين شهيداً عندما قصف الاحتلال أحد أنفاق المقاومة شرق دير البلح، ليكون الشهيد الثاني من بين أشقائها.
أجرى زياد اتصالاً هاتفياً بزوجته قبل استشهاده بساعات وهي في زيارة أسرتها، مخبراً أن لديه عمل طارئ خلال حملة أمنية للبحث عن المتورطين في حادثة تفجير موكب (رامي الحمد الله) رئيس حكومة الوفاق.
قبل أيام أخبرها زياد أنه سدد ديونه كافة، وأن أجله اقترب، وأوصاها أن تبدّل اسم ابنه الصغير بعد استشهاده على اسمه حتى لا ينقطع ذكره في البيت.
تنسحب والدة زياد الحاجة (أم عاطف) من بين مجموعة من النسوة جئن لتعزيتها ملخّصة شخصية ابنها بالقول: “ابني هذا حافظ للقرآن دائم الذكر وطلب الشهادة من زمان، لكن من قتل زياد هدفه تخريب الأمن بغزة، وأتمنى أن يتجرّع الحسرة كما قتل ابني البريء”.
ويرى علي الحواجري شقيق زياد الأكبر أن شقيقه قضى خلال أداء واجبه الوطني، وقد كان قبل استشهاده بدقائق يوزع أفراد الأمن لمهماتهم، لكنه تعرض لإطلاق نار غدراً.
ويقول إن ما قام به أفراد خارجون عن القانون هو فعل لا يخدم إلا الاحتلال الذي يسعى لتدمير الأمن والسلم الاجتماعي بغزة بعد تشديد الحصار.
صديق العمر
أكثر من يحمل تفاصيل حياة وأسرار زياد هو صديق عمره الشاب سرحان الحواجري، فقد كانا متلازمين في المناسبات الاجتماعية وحتى في نزهات أطفالهما.
يقول سرحان: “ابتسامته الشهيرة تظهر طيبة قلبه، فهو متسامح مع يسيء إليه وهناك سرّ عنه أحمله أنه كان مريضا ويخشى الموت بمرضه وألا يستشهد، كل جمعة أذهب له ونتحدث، لكن هذه الجمعة ذهبت لقبره وتحدثت فلم يجبني، فأجهشت بالبكاء”.
ويؤكد أن زياد لم يكن ابن عمه فقط؛ بل كان صديقا ورفيقا يجده متى احتاجه، وهو شخص متسامح حتى عند الإساءة إليه، يرد بابتسامة ويغفر الخطأ.
ورغم مرور أربعة أيام على حادثة استشهاد زياد الحواجري وصديقه حمّاد أبو سويرح، إلا أن أجهزة الأمن بغزة لا زالت تطارد المتورطين في الجريمة التي بدأت بتفجير موكب (الحمد الله وماجد فرج) وتلتها حادثة اغتيال الحواجري وأبو سويرح في ملف لم يقفل بعد.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
بصل: شمال غزة تحول لكومة من الركام وعملية انتشال الشهداء صعبة للغاية
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكد الرائد محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، أن طواقم الدفاع المدني تواصل عملها في عمليات الانتشال وإزالة...
خريشة: العدوان على جنين ذريعة لضم الضفة والسلطة تشوه المقاومة
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام قال الدكتور حسن خريشة نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني إن الاحتلال يسعى من خلال شن حرب على الضفة...
الجهاد تتهم السلطة بالتواطؤ مع الاحتلال في العدوان على جنين
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إن عمليات التهجير والتدمير والقتل الممنهج التي يمارسها جيش الاحتلال بحق...
حماس: مشاركة أجهزة السلطة في هجوم الاحتلال على مخيم جنين جريمة بحق شعبنا
الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلاماستنكرت حركة حماس، بأشد العبارات تواصل نزيف الدم الفلسطيني على يد أجهزة السلطة في الضفة الغربية، والتي كان...
الأونروا تحذر من تأثر وقف إطلاق النار بغزة بالعدوان الإسرائيلي على جنين
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام قال مدير شؤون وكالة أونروا في الضفة الغربية رولاند فريدريك، اليوم الأربعاء، إنّ العدوان الذي يشنه جيش الاحتلال...
الأزهر يطلق حملة دولية لإغاثة وإعمار غزة بمشاركة 80 دولة ومؤسسة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مؤسسة الأزهر في مصر، عن تشكيل غرفة عمليات لإطلاق حملة دولية لإغاثة قطاع غزة وإعادة إعماره، وذلك في أعقاب وقف...
استشهاد مواطنة بعد عرقلة الاحتلال نقلها على حاجز إسرائيلي
الخليل - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة، استشهاد مواطنة على حاجز إسرائيلي شمال شرقي الخليل في الضفة الغربية بعد عرقلة الاحتلال نقلها إلى...