الأحد 16/يونيو/2024

100 يوم على إعلان ترمب.. العرب يفقدون البوصلة والخيارات

100 يوم على إعلان ترمب.. العرب يفقدون البوصلة والخيارات

في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي ترمب القدس عاصمة لدولة الكيان الصهيوني والذي مر عليه قرابة المائة يوم، وتبعه فعاليات عالمية وفلسطينية أدت إلى سقوط شهداء وجرحى واعتقال المئات، وفي ظل الحديث عن صفقة القرن الغامضة، يبقى التساؤول حاضرا عن مستقبل التأثير العربي والإقليمي في مواجهة الخطوة الأمريكية.

فالمواقف السياسية العربية والفلسطينية الرسمية الرافضة للسياسات الأمريكية وصفقة القرن، يراها مراقبون على أنها، شكلية بل وهمية غير مؤثرة، ولا تحمل أي معنى للمواجهة، ولا يمكنها مواجهة التحديات الدولية القائمة بسبب التشرذم والانقسام والتشظي.

السلطة وصفقة القرن

وقال البروفسور عبد الستار قاسم، أستاذ العلوم السياسية في الجامعات الفلسطينية في حديث خاص لمراسلنا: “جزء من الفلسطينيين نذروا أنفسهم للرواتب والأموال التي تضخها الدول المانحة والتي تاتي من الخارج مشروطة كما أصبحوا عبيدا للسيارات الفارهة والقصور والاستثمارات، وهذا يعني أن استمرار السلوك الفلسطيني السياسي في هذا الاتجاه يعني أن حالة التردي الفلسطيني ستبقى قائمة، لا بل سيعني ذلك أنهم سيستجيبون في النهاية عربا وفلسطينيين للضغوط الأمريكية الصهيونية وستبصر صفقة القرن النور”.  

وكشف قاسم أن الإدارة الأمريكية، وبحسب صفقة القرن تعمل على إقامة دولة فلسطينية محدودة في قطاع غزة مع جزء من سيناء، وفي الجانب الآخر يطلق العنان لعمليات التهويد في القدس والضفة الغربية والمزيد من الاستيطان.

  وأضاف البروفسور قاسم أن السلطة الفلسطينية سترضخ للضغوط الأمريكية وتستجيب لها كعادتها منذ تأسيسها، ولن تتمسك بالمبادئ والحق الفلسطيني، مشيرا إلى أن “رئيس السلطة الفلسطينية لم يبد رفضه الرسمي بصفقة القرن المنحازة لإسرائيل جملة وتفصيلا! وسيقبل بدولة فلسطينية بالشروط الأمريكية الجديدة .. تلك الشروط التي لا تخدم القضية وإنما تحافظ على أمن الكيان الصهيوني”.

   وأكد قاسم أن السلطة ستقبل بأية دولة حتى بدون القدس، وفي ظل وجود الاستيطان، بسبب واقع السلطة المزري وأي حل قادم سيكون على حساب قضية اللاجئين والقدس، وأن خيار المقاومة والوحدة هو الكفيل بإرجاع الحقوق الفلسطينية كاملة، وانحياز أمريكا للدولة الكيان سببه التردي العربي والتقارب معها علنا أو سرا .

خطة التصفية

     وفي ذات السياق أكد الدكتور نشأت الأقطش أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت أن المؤامرة على القضية الفلسطينية والتساوق مع الصهاينة والمشاريع الغربية كان يجري على قدم وساق منذ قرن من الزمان، وكانت هناك خطة لتصفية القضية الفلسطينية من الدول العربية سواء الثورية منها التي خدرت الشعوب بشعارات الثورة والوحدة والحرية والتحرير أو الدول اللبرالية التي كانت تتساوق مع الأطروحات الغربية وخاصة الصهيونية علنا، فالسعودية وافقت على المشروع الصهيوني موافقة خطية عام 1936م ، وفي بلاد الشام في سوريا وافق فيصل الثاني على المشروع الصهيوني منذ العشرينات والتقى بحاييم وايزمن على شاطئ العقبة.

  وأشار الدكتور الأقطش إلى أن “تآمر العرب على القدس وعدم الاهتمام بها، أدى إلى هذه النتيجة، فالقدس اليوم لم يبق منها شيء، والخطة الصهيونية المعروفة ب 20/20 تعمل على إخراج نحو 300 ألف فلسطيني من داخل المدينة، وسحب هوياتهم وبقاء 20% من السكان فقط ، الفلسطينيون اليوم يعانون داخل القدس من عدم إعطائهم تراخيص بناء إضافة إلى هدم منازلهم .. تصور أن ثلاثة أجيال من المقدسيين يعيشون داخل الغرفة الواحدة”.

  وكشف الدكتور الأقطش أن بعض الأنظمة العربية أرسلت سماسرة لشراء عقارات في سلوان وباب الخليل في القدس لبيعها للصهاينة بحسب شهادات لمقدسيين من داخل القدس المحتلة.

  وقال الدكتور الأقطش: الأنظمة العربية تحرص على بناء علاقات مع الإدارة الأمريكية للحفاظ على عروشهم وهم يدركون أن هذه العلاقة لا تستقيم إلا بإرضاء دولة الكيان والتنسيق معها أمنيا، فالأنظمة العربية والسلطة والأحزاب السياسية لم تقدم شيئا لفلسطين ولا للقدس، اليوم الأنظمة العربية تقايض بقاء عروشها بالقدس والثوابت الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين، لذلك التعويل على النظام العربي القائم ليس من الذكاء.

 ورغم هذه الحالة السوداوية التي يعيشها العالم العربي والقضية الفلسطينية في ظل الانحياز الأمريكي لدولة الكيان الصهيوني، إلا أن الدكتور الأقطش يرى أن “أفضل ظرف للقضية منذ قرن هو ظرف اليوم الذي بدأنا فيه نعرف المشكلة .. المشكلة الفلسطينية خاصة والمشاكل العربية على وجه العموم!! فمنذ عشرات السنين والأنظمة العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية يقدمون المخدرات لتخدير الناس باسم الثورة والتحرير .. فقد خدعوا الشعوب نحو مائة عام .. لكن الشعوب استيقظت وباتت تعرف الحقيقة ومن يتاجر بمقدراتها”.

ويختتم الأقطش حديثه بالقول: أبشروا أن السنوات الخمس القادمة ستتغير فيها أشياء كثيرة، فالربيع العربي الذي أفشل سيعود ويزهر من جديد حرية وديمقراطية، وتحرير فلسطين قادم إن شاء الله لا محالة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات