خــطــــــوة نحــــــو اليــمــيــن

تحت ذريعة إفساح المجال للقيادات الشابة انسحبت رئيسة حزب ميريتس ” زهافا غالؤن ” بهدوء من سباق رئاسة الحزب لكي تتيح الفرصة نحو تغييرٍ في المسار السياسي الداخلي للحزب اليساري المتقلص في الشارع الاسرائيلي الذي لا زال يسعى لنهوض من سباته العميق في محاولة لاستعادة قوةٍ اصبحت جزءاً من الماضي ولكن جوهر الأمر تمثل في اعلان المرشحة الاوفر حظاً في رئاسة الحزب ” تامار زاندبرغ ” أنها لن تتردد في الانضمام إلى حكومة يجلس فيها ليبرمان وبينت بهدف التأثير على السياسة في برهان على ما ذكرت انفاً.
فاذا كان هذا هو الهدف المعلن فان الكامن منه هو رغبة اليسار في التخلي عن بعض مفاهيمه من اجل المشاركة الاكثر فاعلية في مجتمع يميني يفضل العيش على كامل ارض اسرائيل – على حد تعبيره – مضافاً اليه اعادة التأثير في النخب المثقفة كما ذكر بعض الساسة الاسرائيلين ، فقد بات واضحاً ان هذه الظواهر لا ترى فقط في اسرائيل بل في جميع ارجاء العالم المتوجه نحو قطب اليمين .
ميريتس والتي حصل في الانتخابات الأخيرة على 4 مقاعد فقط كان قد فقد شعبيته في اوساط الشارع الاسرائيلي لاسباب عدة كان من بينها عدم اهتمامه بالقادمين الجدد الى اسرائيلي وعدم احتضانه لنخبهم الفكرية والثقافية والسياسات الاقتصادية التي خلقت شعوراً بانعدام الامن الاقتصادي من خلال ايقاف مخصصات الرفاه الاجتماعي اضف الى ذلك التباين بين شعارته وافعاله في الحكومة فذاته الذي يسعى الى حل الدولتين واقامة السلام العادل يعلن عن انعدام الشريك السياسي في عملية السلام.
لم ينجح اليسار في اختراق التجمعات الدينية والشرقية والمهاجرة من روسيا والتي ادلت بصوتها في الانتخابات السابقة لصالح الاحزاب اليمينية في اشارة الى تبني المهاجرين الروس المواقف والافكار اليمينية المتطرفة كبرهان ولاء وانتماء للموطن الجديد ، والجدير بالذكر ان سكان المستوطنات تشكل النسبة الكبرى من هذه التجمعات والتي بدورها تعتبر خزاناً انتخابياً لليمين .
ان القارئ لصفحات التاريخ يرى جلياً دور اليسار الذي كان يتولى دفة الحكم بعيد احتلال فلسطين عام 1948 و ما فعل من سياسات تهجيرية وتهويدية استهدف الارض والانسان وهو من قام باحتلال باقي ارجاء فلسطين 1976، وذاته من شكل الحكومة في عام 1992 والتي تشكلت من حزبي ميرتس والعمل برئاسة إسحاق رابين والتي قامت بالتفنن في قمع الانتفاضة الأولى و اصدار قرار الابعاد الى جنوب لبنان والى جانب توقيع اتفاقية أوسلو وعقب مقتل رابين تولى شمعون بيريز رئاسة الحكومة الانتقالية فنفذ مجزرة قانا في لبنان .
اذاً بالنسبة للفلسطينين فان معسكري اليمين واليسار في إسرائيل سواء فهما وجهان لعملة واحدة لا فرق بينهما على الرغم من ارتداء اليسار ثوب السلام والتسوية فكلاهما يقدس الاستيطان ويرى بضرورة تحقيق حلم اسرائيل الكبرى .
5/3/2018
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

عدوان أميركي واسع على محافظات صعدة والحديدة ومأرب اليمنية
المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات أميركية حربية، فجر اليوم الأحد، 26 غارة على اليمن استهدفت محافظات صعدة والحديدة ومأرب. وأفادت وسائل إعلام يمنية...

الاحتلال يقر بمقتل وإصابة جنود في رفح ويسعى لتوسيع عملياته في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل ضابط وجندي وإصابة أربعة آخرين من وحدة النخبة التابعة لسلاح الهندسة إثر تفجير نفق في رفح...

قطر ترفض تصريحات نتنياهو: تحريضية وغير مسؤولة
الدوحة - المركز الفلسطيني للإعلام عبرت دولة قطر عن رفضها لاتهامات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووصفت تصريحاته بأنها تحريضية وغير...

إصابات واعتقالات بمداهمات للاحتلال في الضفة
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامشنت قوات الاحتلال الصهيوني - فجر الأحد- حملة اقتحامات ومداهمات واعتقالات في عدة مناطق في الضفة الغربية....

ما تأثير طوفان الأقصى على المكانة الدولية لإسرائيل؟
المركز الفلسطيني للإعلام خلصت ورقة علميّة، أعدّها وليد عبد الحي وأصدرها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات تحت عنوان: "تأثير طوفان الأقصى على مؤشرات...

عائلات أسرى الاحتلال تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو
المركز الفلسطيني للإعلام طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، اليوم السبت، بإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، محذرة من تصعيد القتال في القطاع كونه...

حماس تدين العدوان الصهيوني على سوريا ولبنان
المركز الفلسطيني للإعلام أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العدوانَ الصهيوني الغاشم والمتواصل على الأراضي السورية واللبنانية، في تحدٍّ سافرٍ لكلّ...