الإثنين 20/مايو/2024

الفلسطينيون في دوامة صفقة القرن.. هل ينجلي الغموض؟

الفلسطينيون في دوامة صفقة القرن.. هل ينجلي الغموض؟

يجد خبراء السياسة صعوبة بالغة في قراءة المشهد السياسي برمته نظراً لما يحمله من تعقيدات وغموض في كثيرٍ من تفاصيله، إلا أن ما يجمع عليه كثير منهم أن هناك محاولات بل نوايا مبيته لإجهاض الحق الفلسطيني بل وإنهاء القضية برمتها.

وتؤكد معظم المؤشرات أن شهر مارس القادم، ربما يكون الوقت الحاسم للكشف عن الكثير من ملامح ما تسمى بـ”صفقة القرن” التي وضعت الإدارة الأمريكية خطوطها العريضة وفق لما تمليه عليها الرؤية الصهيونية.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في 6 ديسمبر 2017، أولى خطوات “صفقة القرن” بإعلانه القدس عاصمة موحدة للكيان الصهيوني، الأمر الذي قد ينسحب عليه كثير من الخطوات والإجراءات التي لن تكون أكثر صرامة من هذه الخطوة غير المسبوقة.

حالة انتظار

يجمع محللون سياسيون تحدث إليهم “المركز الفلسطيني للإعلام” أن  الأطراف كافة في حالة ترقب وانتظار لما ستتضمنه “صفقة القرن” لتبدي مواقفها، كما هو حال السلطة الفلسطينية التي لا زالت مكبلة بسيف التنسيق الأمني والاتفاقيات العقيمة، وهو ما يشير إليه أستاذ العلوم السياسية مخيمر أبو سعدة، مبيناً أنّ انسداد الأفق السياسي جعل من السلطة مكبلة في مواقفها.

أمّا المحلل السياسي إبراهيم المدهون، فيعتقد أنّه ليس من السهل الحديث عن مشهد سياسي خلال شهر مارس، سيما أنّنا أمام تعقيدات واسعة إن كان على المستوى الفلسطيني أو الإقليمي، أو “الإسرائيلي”.

فيما يبين الأكاديمي والمحلل السياسي مأمون أبو عامر، أنّ المشهد السياسي في المنطقة لا زال غامضاً في ظل عدم وضوح أي معالم لصفقة القرن، لافتاً إلى أنّ ما يتم تداوله عبر عبارة عن تبني أمريكي للرؤية “الإسرائيلية” بشكل واضح.

وكان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون المفاوضات صائب عريقات قد كشف تفاصيل “صفقة القرن” للتسوية بين الكيان الصهيوني وفلسطين.

جاء ذلك في تقرير قدّمه عريقات، خلال الاجتماع الأخير للمجلس المركزي الفلسطيني، وقدم عريقات تقريرا سياسياً إلى الاجتماع الأخير للمجلس المركزي الفلسطيني، يتألف من 92 بنداً للصفقة.

واقع السلطة

ويشير أبو عامر، إلى أنّ الفلسطينيين يعيشون في حالة تفكيك للألغاز التي تدور في المنطقة، مبيناً أنّ هناك ضعفا في الموقف الفلسطيني من أجل مواجهة صفقة القرن.

وبهذا الصدد يؤكّد المدهون، أنّ السلطة ستكون في مهب الريح، متوقعاً أنّ تتوسع سلطة المنسق وتتراجع سلطة الرئيس عباس، ويضيف: “واقع الضفة سيكون الأخطر في المشهد السياسي المقبل، بتعزيز السيادة الصهيونية، وستتحول السلطة الفلسطينية من سلطة ذات طموح سياسي إلى أداة أمنية لخدمة الاحتلال”.

فيما يرى أبو سعدة، أنّ خيار حل السلطة ليس سهلاً، ويضيف: “لا تستطيع السلطة تحمل تكلفة حل نفسها، وهي لا زالت  مترددة وتنتظر ما ستطرحه الإدارة الأمريكية منتصف الشهر القادم”.

نبوءات مارس

المحلل السياسي أبو عامر، تساءل عن ماهية الحصار المفروض على قطاع غزة وأسبابه، وأجاب بقوله: “هل تريد الأطراف أن تصل بالقطاع إلى مرحلة الإنهاك حتى تتمكن من فرض عليه ما تريد، مطالباً السلطة بدعم صمود أهالي القطاع، وأن تتقدم بخطوات عملية من أجل ذلك.

ويؤكّد أنّ المشهد الحالي ومؤشراته تحمل تساؤلات عديدة وكثيرة؛ كيف سيكون المشهد المستقبلي، معتقداً أنّ لا أحد يستطيع أن يجيب على ذلك.

ويتابع: “كل الأطراف متخوفة تجاه المشهد، لكن المطلوب من الجميع أن يقدم ما عليه حتى ينهي حالة الشكوك”، داعياً إلى استثمار الفرصة من أجل فكفكة أزمات غزة في ظل وجود الوفد المصري.

ويتوقع المدهون، أن تواصل السلطة ممارسة الضغط على قطاع غزة، لافتاً إلى أنّ “حماس” والسلطة تستنزفان الوقت وتترقبان، متوقعاً أن يكون هناك تحرك حقيقي لدعوات قوية من أجل مواجهة صفقة القرن، باستجلاب خيارات أخرى غير الهدوء الكامل أو المواجهة الشاملة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات