السبت 27/يوليو/2024

إبراهيم أبو مخ.. 31 عامًا من الأسر وحلم التحرر قائم

إبراهيم أبو مخ.. 31 عامًا من الأسر وحلم التحرر قائم

منذ نعومة أظفاره اعتاد أن يكون قويًّا كما هي معنوياته، صامدًا كما هو جسده المسجون.. كتب له أن يعيش طفولته بلا أب وأم بعد أن توفيا، ليبقى وشقيقته يتلقيان دروسا من الحياة.. فرغم كل شيء أكمل دراسته الابتدائية ثم الثانوية هناك في مدارس مدينة باقة الغربية في الداخل المحتل.

ولد الأسير إبراهيم أبو مخ في 26/2/1960 ليتربى في ظروف اجتماعية حتمت عليه أن يكون على قدر المسؤولية منتميا لأسرته المكونة فقط من شقيقته، بعد أن ارتحل والداه، ليجد نفسه منكبا كذلك على المطالعة والقراءة وينهي دراسته الجامعية قبل أن يلتحق بالعمل في كل مكان يجد فيه فرصه تؤمّن له العيش الكريم.

اتخذ أبو مخ في مستهل الأمر من النجارة حرفة له، حيث امتلك منجرة صغيرة قرب منزله يعتاش من ورائها ويسجل معاني أخرى من الصبر والرضا والانتصار على الحياة ومنغصاتها التي أوجدها الاحتلال في ممارساته.

فدائية مبكرة
لم تكن القضية الفلسطينية وما يعتريها من أحداث بعيدة عن حسابات واهتمامات الأسير أبو مخ؛ فقد تشبع حبها من بين سطور الكتب التي قرأ، ومن مشاهد النكبة و”النكسة” التي قرأ عنها أو عايشها فيما بعد، ليتأجج حب النضال والمقاومة في قلبه وليترجم كل تلك المعاني الانتمائية بالعمل الفدائي، وليحقق وحدة الأرض الفلسطينية سواء بالداخل أو الضفة أو القطاع.

انضم الأسير أبو مخ إلى إحدى المجموعات الفدائية التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي وقفت وراء تنفيذ العديد من العمليات الفدائية ضد الاحتلال في مقدمتها عملية مقتل الجندي الصهيوني موشي تمام، من مدينة “نتانيا” (داخل الأراضي المحتلة منذ عام 1948) في أوائل عام 1985.

بقيت تلك العملية غامضة مجهولة المنفذ؛ حتى نجحت أجهزة المخابرات الصهيونية آنذاك في الوصول إلى طرف خيط يقودها إلى المنفذ، حيث تبين أن أبو مخ إلى جانب العديد من الأسرى الآخرين على رأس المدبرين والمنفذين لتلك العملية.

الاعتقال والتعذيب
وفي تاريخ 24/3/1986 وبينما كان أبو مخ موجودا في بيته في الحي الجنوبي بمدينة باقة الغربية في المثلث المحتل، وجد نفسه محاصرا بقوة كبيرة من قوات الاحتلال التي شرعت في تفتيش المنزل ومحيطه قبل أن تضع يدها على العديد من الأسلحة التي يقتنيها أبو مخ ومجموعته التي تبين لاحقا بأنها استخدمت في تنفيذ العديد من العمليات المسلحة ضد جنود الاحتلال والمستوطنين بالتعاون مع العديد من المقاومين من الداخل ومن سكان الضفة الغربية.

مكث أبو مخ في أقبية التحقيق ما لا يقل عن ستة أشهر استخدم الاحتلال خلالها أقصى وأعتى وأبشع أنواع التعذيب لإجباره على الاعتراف بشأن العديد من التهم المنسوبة إليه قبل أن يخرج من أقبية التحقيق منهك الجسد وآثار التعذيب بادية ومحفورة في جسده حتى الآن.

مدى الحياة هو الحكم الذي أصدره الاحتلال بحق أبو مخ ورفاقه؛ وليد أبو دقة ورشدي أبو مخ وإبراهيم بيادسة وغيرهم، بعدما اتهمهم بقتل الجندي موشي تمام، والانضمام إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، واتهامهم بتلقي تدريبات عسكرية وتنفيذ العديد من العمليات الأخرى ضد الاحتلال.

وأصرت حكومة الاحتلال الصهيوني على أن تبقي أسرى الداخل الفلسطيني خارج أي صفقات لتبادل الأسرى أو اتفاقيات سياسية خلال المدّة الماضية إلا أن الأمل بالتحرر ما يزال حاضرًا في إيمان ويقين أبو مخ في أي صفقة قادمة.

الأمل بالتحرر الذي يعيش في قلب أبو مخ جعله يعيش تفاصيل الإفراج عنه قبل أن يتم فقد شرع مؤخرا في بناء بيت له جوار بيته القديم وكأنه يريد أن يقول للاحتلال: إن إيماننا أقوى من قضبان سجونكم وحريتنا ستكون قاب قوسين أو أدنى،  وإن سجنكم لم ولن يقتل الأمل فينا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات