الأربعاء 08/مايو/2024

أبو ارتيمة: مسيرة العودة الكبرى تؤسس لاستراتيجية العودة

أبو ارتيمة: مسيرة العودة الكبرى تؤسس لاستراتيجية العودة

أكّد الناشط السياسي وأبرز الداعين لمسيرة العودة الكبرى أحمد أبو ارتيمة، أنّ المسيرة تمثل سلاحا استراتيجيا شعبيا سلميا لتنفيذ حق العودة بشكل فعلي.

وأكّد أبو ارتيمة في حوار خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ الظروف المجتمعة اليوم تتجه لإنضاج الوعي الشعبي بأهمية هذه المسيرات كسلاح استراتيجي، مبيناً أنّ هذا الحق الإنساني نص عليه قانون الأمم المتحدة 194.

ويشير إلى أنّ هذه المسيرة ليست فكرة منفردة، بل هي فكرة شعبية تحولت إلى تيار يحظى بإجماع كل مكونات الشعب الفلسطيني، مطالباً الجميع بالمشاركة فيها تحت راية موحدة تحمل قرار 194.

وبين الناشط السياسي، أنّ المسيرة الآن في طور التفاعل السياسي والاجتماعي وهناك توجه سلمي متصاعد باتجاه الشريط الفاصل بين قطاع غزة وفلسطين المحتلة عام 48.

وعدّ أبو ارتيمة، أنّ هذه المسيرة تشكل مصدر قلق كبير لدولة الاحتلال، “فهي ستضع هذا الكيان في مأزق أخلاقي، وستهوي بروايته التي يجتهد في تسويقها عالمياً” كما قال.

وفيما يلي نص الحوار:

* كيف نضجت فكرة مسيرة العودة الكبرى؟ وما هي فكرتها ؟
فكرة مسيرة العودة ليست جديدةً فقد سبق تجريبها عام 2011 وحققت نجاحاً رمزيًّا آنذاك، تمثل في تمكن مئات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا من تجاوز الحدود في مجدل شمس بهضبة الجولان، ذلك النجاح الرمزي مثل بارقة أمل للفلسطينيين بالعودة يوماً ما إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948.

اليوم اجتمعت الظروف باتجاه إنضاج الوعي الشعبي بأهمية مسيرات العودة كسلاح استراتيجي شعبي سلمي لتنفيذ حق العودة فعلاً، الحق الإنساني الذي نص عليه قانون الأمم المتحدة 194، فكرة هذه المسيرة تقوم على توجه حشود كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين إلى أقرب نقطة من وطنهم الذي هجروا منه قسراً قبل سبعين عاماً، والاعتصام السلمي هناك بمشاركة العائلات برجالها ونسائها وأطفالها وشيوخها، وإرسال رسالة قوية إلى دولة الاحتلال بأن هذا الشعب لم ينس حقه في وطنه، وإرسال رسالة قوية إلى العالم بأن عليه أن ينحاز إلى القرار الدولي 194 وأن يقف بجوار اللاجئين الفلسطينيين في تنفيذهم هذا القرار بطريقة سلمية بالعودة إلى ديارهم.

* كيف سيكون شكل المسيرة؟ ومن هو القائم على تنظيمها؟
هذه فكرة شعبية، تحولت إلى تيار، فهي ملك كل مكونات الشعب الفلسطيني وليست خاصةً بمجموعة أو فصيل، هي محل الإجماع الوطني، والكل مطالب بالمشاركة فيها سواءً أفراداً أو فصائل أو اتحادات ونقابات، الكل سيشارك في هذه المسيرة تحت علم فلسطين وحده وتحت راية تحمل قرار رقم 194، قوة هذه الفكرة في انتشارها العفوي في مختلف الأوساط الشعبية، وفي توحد كل الفلسطينيين وحشدهم لها.

* كيف تعوِّلون على نجاح المسيرة؟
نحن نعول على قدرة الحشود الشعبية السلمية في تحقيق الانتصار، هذه المسيرة ليست بدعاً من التاريخ، بل سبق تجريبها في الصحراء الغربية عام 1975؛ حيث احتشد 350000 مواطن مغربي وساروا باتجاه الصحراء الغربية التي كانت واقعةً تحت الاحتلال الإسباني، وكان المتظاهرون سلميين لم يرفعوا سوى علم المغرب والمصاحف، وتمكنوا فعلاً من اجتياز الحدود ودخول أراضيهم المحتلة، وهو ما أدى إلى توقيع اتفاق سياسي استردت فيه المغرب سيادتها على الصحراء الغربية.

* متى ستنطلق المسيرة؟ ومن سيشارك فيها؟
المسيرة الآن في طور التفاعل السياسي والاجتماعي وهناك توجه سلمي متصاعد باتجاه الشريط الفاصل بين قطاع غزة وفلسطين المحتلة عام 48، هذا التفاعل سيترجم على هيئة فعاليات ميدانية سلمية تتمثل في نصب خيام وأداء صلوات وإقامة فعاليات، وصولاً إلى خطوة الاعتصام السلمي المفتوح في رسالة شعبية قوية بأن الشعب الفلسطيني لن يقبل بتصفية قضيته، وهو مصر على حقه في العودة إلى دياره.

* ما هي عناصر التشجيع لحث الناس على المشاركة؟
الناس متشجعون من تلقاء أنفسهم للمشاركة، هناك قوة دفع طبيعية لهذه الفكرة، كون الفلسطينيون يدركون في وعيهم الجمعي أنه لم يعد لديهم كثير من الخيارات وأن البقاء في حالة الانتظار لن يزيد أحوالهم إلا سوءًا، لذلك وجدنا تفاعل آلاف الفلسطينيين مع هذه الفكرة وعشرات المبادرات العملية باتجاه الإعداد الفعلي لها.

الفلسطينيون يدركون الآن أن اللحظة التاريخية لمسيرة العودة قد حانت فعلاً بعد انسداد الأفق السياسي، وتدهور الأوضاع الإنسانية، والمخاطر التي تهدد قضية اللاجئين العادلة بالتصفية.

* هل لديكم تنسيق مع أي جهات خارجية أو داخلية لدعم المسيرة وضمان نجاحها؟
نعم، هناك تواصل مع مختلف القوى الفلسطينية الفاعلة في الداخل والخارج، وهناك حماسة كبيرة من مختلف هذه القوى لإنجاح هذه المسيرة.

* هل تعتقدون أنّ المسيرة يمكن أن تشكل عنصر قلق لـ”إسرائيل”؟ وكيف ذلك؟
أظن أن هذه المسيرة مصدر قلق كبير لدولة الاحتلال، فهي ستضع هذا الكيان في مأزق أخلاقي وستهوي بروايته التي يجتهد في تسويقها عالمياً، الاحتلال هذه المرة لن يكون في مواجهة جيوش، ولن يكون قادراً على نسج رواية بأنه يواجه عناصر إرهابيةً، بل سيكون أمام مشهد شعبي سلمي يطالب بحق قانوني كفلته الأعراف والقوانين الدولية، دولة الاحتلال مصممة لهزيمة الجيوش وليس لهزيمة الحشود الشعبية السلمية، وفلسفة مسيرة العودة تقوم على استثمار عنصر قوتنا نحن الفلسطينيين، المتمثل في عدالة قضيتنا وأخلاقيتها وفي قوتنا الجماهيرية، وحرمان العدو من المواجهة في ميدان قوته المتمثل في ترسانة الأسلحة التي يمتلكها.

* ما الذي يميز المسيرة عن المواجهات الحدودية في قطاع غزة؟
المسيرة ليست هي المواجهات الحدودية، مسيرة العودة لن يلقي فيها المشاركون حجارةً، بل سيجتمعون بعائلاتهم ومختلف مكونات الشعب الفلسطيني في حشود كبيرة واعتصام سلمي مفتوح يشاهده العالم بكل وسائله الإعلامية ومؤسساته الرسمية والمدنية، ويعيد القضية إلى مربعها الأول، وهي قضية شعب مشرد من دياره، ويريد العودة السلمية إلى أرضه.

* ما هي آلية الحماية التي ستنطلق بها المسيرة نحو المناطق الحدودية؟
نحن حشود سلمية، نستمد قوتنا من عدالة قضيتنا أولاً ومن قوة إرادتنا وتصميمنا، ستكون هناك تغطية إعلامية عالمية لفعاليات الاعتصام السلمي، والشعب الفلسطيني لا يهاب المخاطر، فهو يموت وهو في مخيمات البؤس واللجوء، ويموت اللاجئون وهم يفرون عبر البحر المتوسط بحثاً عن إقامة كريمة، فما دام الموت محيطاً بنا من كل جانب فلماذا لا نحاول الفرار باتجاه الحياة، لن تكون هناك حياة حقيقية إلا بعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها قسراً.

* كيف تابعت تحريض الاحتلال على المسيرات السلمية الشعبية على الحدود؟
رواية جيش الاحتلال حول استعمال نصب علم فلسطين على الشريط العازل مع قطاع غزة في تنفيذ عملية مسلحة هي رواية خطيرة وملغمة، فهي تعني تهيئة المناخ السياسي والإعلامي لرفع درجة العنف ضد الفعاليات السلمية في المستقبل بحجة أن هذه الفعاليات غطاء لأنشطة مسلحة.

أجد صعوبةً في افتراض البراءة في توقيت هذه الحادثة، فهي تأتي بالتزامن مع الدعوة إلى اعتصام اللاجئين ومسيرة العودة السلمية، من جهة أخرى فإن تسويق الاحتلال على لسان كبار الناطقين باسمه لهذه الرواية يعني أن الاحتلال ينظر بجدية إلى سيناريو مسيرة العودة الكبرى وأنه بدأ منذ الآن في وضع السيناريوهات لمواجهتها.

هدف مسيرة العودة الكبرى أكبر من قتل أو إصابة عدد من الجنود، فهي تهدف إلى تحرير الإرادة السياسية الفلسطينية، وإعادة القضية إلى عافيتها.

على كل فإن التجهيزات لمسيرة العودة الكبرى لن تتأثر لأن هذه المسيرة ستبدأ باعتصام مفتوح قبل السلك العازل بسبعمائة متر على الأقل، وليس في حساباتها الوصول إلى الشريط العازل في هذه المرحلة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 3 جنود صهاينة في غزة خلال 24 ساعة

إصابة 3 جنود صهاينة في غزة خلال 24 ساعة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت قوات الاحتلال الصهيوني - اليوم الأربعاء- إصابة 3 جنود صهاينة باشتباكات في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية....