عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

مشفى ناصر .. ثنائية الحصار والعقوبات تقلص الخدمات الصحية

مشفى ناصر .. ثنائية الحصار والعقوبات تقلص الخدمات الصحية

من قلة الأدوية والمستهلكات الطبية، وتعطل الأجهزة، وتراكم النفايات، إلى أزمة رواتب الطواقم الطبية، تتعدد أشكال المعاناة في مجمع ناصر الطبي بخان يونس جنوب قطاع غزة، نموذجًا لواقع الحال في مستشفيات القطاع؛ نتيجة الحصار وعقوبات السلطة.

ويشعر المرضى ومرافقوهم بالقلق للحال الذي وصلت إليه الخدمات الصحية، في وقت تكافح فيه الطواقم الطبية والإدارية بالمستشفى لتأدية دورها بما يلبي الحد الأدنى من متطلبات الخدمة الصحية.

أزمات متعددة
وتأسس مستشفى ناصر الطبي قبل 49 عامًا؛ أول مستشفى جنوب قطاع غزة، ولكنه اليوم فقد رونقه بعدما تراكمت النفايات داخله، مع استمرار إضراب شركات النظافة احتجاجًا على عدم صرف الحكومة رواتبهم المحدودة منذ أكثر من أربعة أشهر، فيما تحاول فرق المتطوعين إنقاذ ما يمكن إنقاذه لتتمكن الطواقم الطبية من أداء عملها بالحد الأدنى.


null

ويقدم المشفى خدماته لأكثر من نصف مليون نسمة من محافظتي خانيونس ورفح، ولكن الكثير من هذه الخدمات مشلولة مع تعطل الكثير من الأجهزة وأزمة نقص الأدوية فضلا عن الأزمة الجديدة المتعلقة بتراكم النفايات.

وعلى غير العادة يجلس حوالي 80 شخصا من عمال النظافة في مجمع ناصر الطبي على حائط المستشفى، مواصلين إضرابهم عن العمل لليوم السابع على التوالي، لعدم حصولهم على مرتباتهم طيلة 4 أشهر متتالية.


null

وما أن تصل إلى بوابة المستشفى، وتتجول داخل أروقته وزواياه، حتى تذهل من آثار الدماء الموجودة داخل أقسام المستشفى وحجم القمامة الملقاة على الأرض؛ الأمر الذي بات يهدد حياة المئات من المرضى المتواجدين داخل أروقة المستشفى.

وبدأ 832 عامل نظافة في مرافق وزارة الصحة – ضمنها مجمع ناصر الطبي- إضرابًا عن العمل، الأحد الماضي (11-2) لعدم حصولهم على أجورهم للشهر الرابع نتيجة تراكم المستحقات المالية لشركات النظافة التي لم تلتزم الحكومة بدفعها.

ليش بيعملوا فينا هيك؟
“حرام حرام هذا اللي بيصير، بنتي جاية تتعالج مش تموت”، بهذه الكلمات صرخت الحاجة أم أحمد من حجم النفايات الموجودة داخل قسم الولادة بمستشفى التحرير بالمجمع، مطلقة صرخة الاستهجان من هذا الواقع الصعب.

وتساءلت الستينية أم أحمد عن السبب الذي يدفع الحكومة للتخلي عن مسئولياتها خاصة في ظل الأوضاع المأساوية التي يعيشها القطاع، ” ليش بيعملوا فينا هيك.. الواحد أعصابه تعبت وبطل يقدر يستحمل”.

وأضافت: “الشعب تحمل فوق طاقته وما يحصل ظلم وقهر، وأطالب رئيس الوزراء ووزير الصحة ييجوا على المستشفيات، ويشوفوا الوضع المأساوي اللي بنمر فيه”.


null

من جهته قال رشاد أبو مصطفى أحد عمال النظافة بالمستشفى: إن الوضع صعب للغاية، كونهم لم يتقاضوا مستحقاتهم المالية طيلة 4 أشهر.

ولم يُخفِ أبو مصطفى ألمه من الوضع الذي وصلت له المستشفى من قلة نظافة وتكدس للقمامة؛ لكنه في الوقت نفسه لديه أسرة وعائلة تحتاج الكثير من المتطلبات، خاصة في ظل أوضاع اقتصادية كارثية، على حد قوله.

وأضاف “نحن نتقاضى ما يعادل 770 شيكلا، ورواتبنا قليلة، ولكننا محرومون منها”، لافتاً إلى أنه يعاني من أوضاع صعبة داخل بيته وغير قادر على توفير مستلزمات الحياة لأسرته.

وأوضح أبو مصطفى أن هذا الإضراب يأتي في سبيل الضغط على الحكومة من أجل توفير مستحقاتهم، مطالباً المسؤولين لحل مشكلتهم من أجل عدم الوصول إلى كارثة صحية بسبب توقف عملهم داخل أقسام المستشفى.


null

وحذرت وزارة الصحة بغزة من توقف عمل 13 شركة للنظافة، في 13 مستشفى و51 مركزًا للرعاية الأولية، و22 مرفقًا آخر فيها؛ تسببوا بشلل كامل في غرف العمليات الجراحية في المستشفيات.

وقال الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة: إن هناك خشية من انتكاسات صحية كبيرة قد تطرأ على مرضى السرطان وأمراض الدم جراء انعدام النظافة في المستشفيات، مع عدم توفر علاجات المناعة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات