الإثنين 12/مايو/2025

مزارع النوباني.. عبق الماضي وجمال التاريخ

مزارع النوباني.. عبق الماضي وجمال التاريخ

رائحة الحجارة والتراب القديم، تختلط برائحة بعض الأزهار، يشتمها المرء خلال سيره في أزقة الأبنية القديمة في قرية مزارع النوباني شمال رام الله، فهنا جدار حجارته حمراء تشد الناظرين مرتبة بشكل هندسي وجميل، وهناك جدران استنادية من حجارة وأرصفة، وممرات من الحجارة تزيد القرية جمالا على جمالها.

تعاقب العصور
ووسط الهواء الطلق واستذكار التاريخ القديم والماضي الجميل، يتحدث خليل عبد الله عن الأماكن الأثرية في قريته، ويقول: “يوجد بالقرية أماكن أثرية عديدة، تعود للعصر الروماني والبيزنطي والفينيقي والإسلامي، حيث يوجد سجن كان يستخدمه الانجليز، كما يوجد معاصر وآبار الزيت والمقابر الأثرية القديمة، كما يوجد بالقرية مسجد مصنف في دائرة الوقف من العصر العمري”.

 ويضيف: “في القرية أيضا يوجد خلوة صوفية قديمة توفي آخر متصوفيها في ثمانينيات القرن الماضي، وكانت تسمى قديما كرسي بني زيد لمكانتها بين القرى وفيها بناية تسمى الساحة وهي مبنى حجري قديم له قبة كبيرة غير محمولة على أعمدة في تصميم فريد يعود إلى العام 1700 تقريبا حيث حروب “قيس ويمن” التي اجتاحت الشام في ذلك الوقت، تم ترميم المبنى حديثا ليصبح ناديا ثقافيا شبابيا.

وصف جميل
وخلال تجوال مراسلنا في أزقة القرية العتيقة، تحدث محمود عمرو، أحد المتنزهين فيها، عن جمال الآثار والمباني القديمة في القرية، ووصفها بأنها لوحة هندسية جميلة كانت في الماضي وما يزال هناك جدران مدهشة بجمالها ودقة بنائها، ورائحة الطابون ما تزال تفوح حتى الآن، مع أن الناس تركوه إلا القيل منهم.

وأضاف:” السير في القرية وخاصة مبانيها القديمة وخربها، تعيدك مئات السنين للوراء، حيث البساطة في العيش وطيبة الناس وتكاتفهم؛ فهنا ديوان، وهناك طابون، وهناك مكان للتصوف، وهنا ممر صغير يقود إلى غرفة خزين، وكأنك تعيش الماضي الجميل بكل تفاصيله، ويا ليت نعود للوراء ونعيش تلك اللحظة”.

عيون ومزارع
وبحسب الموسوعة الفلسطينية؛ فان قرية مزارع النوباني هي إحدى قرى بني زيد الشرقية التي تتبع إدارياً لمحافظة رام الله، وتقع في الضفة الغربية إلى الشمال الغربي من مدينة رام الله، وتبعد عن مركزها 16 كم، وتقدر مساحتها بنحو 10600 دونم أكثرها مزروعة بشجر الزيتون الذي تشتهر به القرية، وفي عام 2013 بلغ عدد سكان مزارع النوباني 3600 نسمة.

وتمتاز القرية أيضا بأن نسبة من أراضيها خصبة وصالحة لزراعة الفواكه التي تحتاج إلى سقاية مثل الحمضيات والتفاح والرمان، وخاصة الأراضي المحيطة بالينابيع والعيون، فالقرية تحتل مكانة رفيعة بما يخص وفرة المياه النقية الطبيعية فيها.

وفي القرية أيضا ما يزيد عن 50 نبعاً وعينا، أشهرها عين الليمون التي لطالما كانت نقطة تعبئة يصل لها السكان من أواسط وأطراف القرية من أجل تعبئة ما يكفي لحاجتهم للشرب والطبخ والاستحمام، ومن عيونها أيضاً عين الصعبة وعين نافع.  

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....