الأحد 30/يونيو/2024

الخبيزة .. طبخة شعبية فلسطينية يتذوقها الفقراء والأغنياء

الخبيزة .. طبخة شعبية فلسطينية يتذوقها الفقراء والأغنياء

عندما يتنفس الربيع في سهول وجبال وأودية فلسطين.. يطل علينا ببساطه الأخضر الجميل وهو مفعم بأريج الأزهار والأعشاب والنباتات البرية، ولأن فلسطين أرض البركة فقد بارك الله في أرزاقها وأقواتهما وثمارها، فجعل من ترابها غذاء ومن أعشابها دواء، فاحتضنت الكثير من النباتات البرية التي يطبخها الفلاحون حتى غدت طعامًا وغذاءً لهم، وكانت “الخبيزة ” أحد أهم هذه النباتات البرية التي دخلت المطبخ الفلسطيني.

أكلة شعبية

الخبيزة من أهم النباتات البرية التي عرفها المطبخ الفلسطيني، بل باتت طبخة مغذية مفيدة لا تباع في محلات الخضار ولا تزرع في المشاتل، وإنما تقطف من الحقول والأودية والجبال؛ فهي نبتة تنمو في فصل الشتاء وتقطف في نهايته وأوائل الربيع، أي ما بين شهري شباط وآذار.. تنمو بجوار عيون الماء وفي السهول وأطراف الجبال.. تقطفها النسوة والأطفال ويطبخونها ويستمتعون بمذاقها وطعمها؛ وخاصة عندما تطبخ على الطريقة الفلسطينية.


null

الخبيزة طبخة تاريخية

يقول الدكتور إدريس جرادات، المتخصص بالتراث الفلسطيني،: “كثيرة هي النباتات البرية التي يطبخها الفلسطينيون، كالخبيزة والعكوب والبقلة وورق اللسان والسلق وغيرها؛ حيث يقوم النسوة والأطفال بقطفها وبيعها في الأسواق وعلى بسطات الخضار، فيما يقطفها آخرون من الأسر الفقيرة فتشكل غذاءً رئيسًا لهم في المنازل والبيوت ويتمتعون بها”.

ويضيف الدكتور جردات في حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “لعل نبتة الخبيزة هي الأكثر شيوعًا في فلسطين؛ فهي تنبت بجوار عيون الماء والمناطق الرطبة والسهول، ولذلك تنبت في المناطق الفلسطينية كافة التي يغمرها الماء في الشتاء، إلا أنها لا تنمو بتاتًا في المناطق الصحراوية”.

ويشير الدكتور جردات إلى أن نبتة الخبيزة برية بامتياز؛ حيث لا تزرع في المشاتل ولا في الحقول، ولها موسمها الخاص، ويستمتع بها الفلسطينيون في الشتاء وتطبخ على عدة أشكال، وهي مفيدة جدًّا، وقد عرفها الفلسطينيون منذ مئات السنين وتوارثتها الأجيال، وتعرف الخبيزة باللاتيني ( Malva sylvestris). 
    


null

مكونات وفوائد

وتكشف لنا خبيرة التغذية الأستاذة سعاد الدجاني، الفوائد الجمة التي تحتويها الخبيزة سواء كانت مطبوخة أم خضراء، فتقول: تحتوي الخبيزة على الفيتامينات والمعادن والألياف والبوتاسيوم، والزنك، والمغنسيوم، وفيتامين ب3، وفيتامين ب 12، والحديد.

أما عن فوائد الخبيزة الخضراء فتقول الأخصائية الدجاني لمراسلنا: “إن سيقان الخبيزة وأوراقها تستخدم كعلاج للنزلات الصدرية والسعال وأمراض الشتاء، كما تعدّ أوراق الخبيزة مدرة لحليب المرأة المرضع وتعوضها نقص الكثير من الفيتامينات خلال الولادة”.

وتضيف الدجاني أن نقع سيقان الخبيزة بالماء يساعد على إزالة الحصى من الكلى، كما أن تناول الخبيزة خضراء تسهل في عملية الهضم كونها غنية بالألياف، كما تستعمل أوراقها في علاج الأمراض الجلدية وتجاعيد الوجه، ويصنع منها مرهم مخاطي لعلاج الصدفية والأكزيما.


null

كيف تطبخ؟

الحاجة صبحة القشقيش (73 عامًا) من حلحول توضح لنا كيفية طبخ الخبيزة فتقول: “نقطع الخبيزة تقطيعًا ناعمًا بعد غسلها، كما نقطع بصلتين متوسطتين تقطيعًا ناعمًا أيضًا؛ حيث يتم قلي البصل المفروم بالزيت البلدي قليلا، ويضاف إليه مفروم الخبيزة، وتقلب معًا على نار هادئة حتى تنضج، ويضاف إليها قليل من البهار”.

وتشير الحاجه القشقيش لمراسلنا: “تطبخ الخبيزة على عدة أشكال، منها الشوربة، والتي تسمى(الشختورة)؛ حيث يتم غليها بالماء وقليل من زيت الزيت ويضاف إليه قليل من الأرز، والبعض الآخر يضيف قليلاً من القمح المجروش، فيما تضيف بعض النسوة على شوربة الخبيزة المغلية مفتولاً من العجين ويسميها القرويون (المفتلة)؛ حيث يغلي الماء مع قليل من زيت الزيتون ومفروم الخبيزة والمفتول أو الأرز أو مجروش القمح حتى ينضج وتقدم في أطباق، وتؤكل من خبز الطابون أو الخبز العادي؛ حيث تعدّ من أطيب الطبخات.  

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات