الإثنين 29/أبريل/2024

الأونروا تصفع معلميها حملة الدبلوم بـ صدمة نهاية الخدمة!

الأونروا تصفع معلميها حملة الدبلوم بـ صدمة نهاية الخدمة!

صفعة شديدة تلقاها ما يقارب 160 معلمًا ومعلمة في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، بعد أن أصدرت إدارة الوكالة قراراً بفصلهم من عملهم متذرعة بأنهم من حملة شهادة الدبلوم، متنكرة لخبراتهم الطويلة لكون أغلبهم جاوزت خبراتهم خدمة ثلاثين عاماً.

 تقول السيدة انتصار منصور، المعلمة في مدرسة بنات بلاطة الثانوية للبنات لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “إن خبرتها في التدريس قاربت 38 عاماً، وبعد أن بتنا على أبواب التقاعد، تفاجأنا بقرار وكالة الغوث بفصل 160 معلما ومعلمة من حملة شهادة الدبلوم فصلا تعسفيا ودون سابق إنذار”.

أما عن مبرر الفصل فتقول المعلمة منصور:” تدعي إدارة وكالة الغوث أننا من حملة شهادة الدبلوم فقط، على الرغم من أننا درسنا في معاهد تابعه للوكالة، وبعدها توظفنا في مدارس تابعة للوكالة، وكبرت المدارس معنا، وتخرج من تحت أيدينا عشرات آلاف الطلبة على مدار العقود الماضية”.

وتتساءل منصور بالقول: “هل يعقل أن تنظر إدارة الوكالة للشهادة فحسب دون التمعن في سنوات الخبرة الطويلة التي اكتسبناها على مدار عملنا، وتتساءل باستهجان: ألا تعادل هذا الخبرة عامين جامعيين؟!!”

أما المعلمة نادية الخطيب المدرسة في مدرسة بنات بلاطة الأساسية للبنات، فتقول: “دربت في العام الماضي 6 طالبات من الجامعة، فسنوات الخبره التي حصلنا عليها، أهلتنا عمليا كمن حصل على شهادة البكالوريوس وربما أكثر، وعندما أدرب طالبة جامعة وأُقيّمها أمام دكتورها بالجامعة؛ فأنا فعليا بنفس مستوى هذا الدكتور”.

تنكر للحقوق
وتشير المعلمة نادية الخطيب أن سبب الفصل يعود: “إلى سياسة وكالة الغوث بشكل عام في تقليص خدماتها في الضفة وغزة”.

وتؤكد في حديثها مع “المركز الفلسطيني للإعلام“: “أن هناك حالة تخبط في اتخاذ القرارات من إدارة الوكالة، فآخر قرار صدر منها طالبوا فيه المعلمين ممن تقل أعمارهم عن 50 عاما أن يتابعوا تعليمهم في الجامعات للحصول على شهادة البكالوريوس، وهو طلب تعجيزي، لأن من هم دون الخمسين من بين المفصولين فقط 24 معلماً ومعلمة، والغالبية العظمى هم ممن تجاوز هذا السن، فلو تم الانتظار قليلا لتم تقاعدهم بشكل طبيعي وبدون أي إشكاليات”.

 وتوضح المعلمة الخطيب باستهجان، أن هناك عددا من المعلمين قدموا أوراقهم للحصول على التقاعد، ورفضت إدارة الغوث طلبهم، وأنا شخصيا قدمت طلب التقاعد ورفض طلبي، وقالت الإدارة لي إنه لن يتم احتساب أتعاب نهاية الخدمة لمن هم فوق 50 عاما”.

 وتؤكد الخطيب أن هدف الوكالة من هذه الخطوة هو حرماننا من حقوقنا المشروعة، وهم يتذرعون بعدم وجود تغطية مالية لنا، فأين إذًا مساعدات الدول المانحة التي تقدم للوكالة، وعلى فرض أننا استجبنا لمطالبهم وتم الفصل،  فهم مضطرون لإعطائنا توفيراتنا التي تتجاوز المائة ألف دولار لكل معلم ومعلمة، فكيف ذلك وهناك أزمة مالية كما تقول الوكالة”.

تدمير للعملية التعليمية
وشددت المعلمة انتصار منصور: “على أن خطوة الوكالة هذه بداية لتدمير العملية التعليمية، فإدارة الوكالة تقول إنها ستدمج الصفوف للتقليل من عدد المعلمين، وهذا يعني أن الصف الدراسي سيضم مالا يقل عن 50 طالبا، وهو إنهاك للطالب وللمعلم على حد سواء، فالمعلم الذي يعطي 27 حصة أسبوعيا، سيفقد السيطرة على تنظيم العملية التعليمية مع هكذا عدد من الطلاب.

فيما قالت الطالبة سهام أبو نجم: “قرار الفصل ودمج الصفوف لتصبح بهذا العدد الضخم سينعكس سلباً على مقدرتنا واستيعابنا للدروس، نرفض زج المزيد من الطلبة إلى صفنا، وعلى الوكالة ايجاد فصول جديدة حتى نستطيع تلقي تعليمنا بالشكل الصحيح”.

سياسة ممنهجة
ويؤكد عضو اللجنة الوطنية المركزية لمواجهة تقليصات وكالة الغوث الدولية الأونروا عماد اشتيوي: “أن الإجراءات الأخيرة التي أقرتها إدارة وكالة الغوث في تقليص خدماتها، هي قضية منهجية تستهدف اللاجئين بشكل عام، بدعم وتأييد من الصهاينة، وهذه الخطوة هي بداية لسلسلة تقليصات تستهدف كل اللاجئين على حد سواء”.

وطالب اشتيوي في حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: القيادة الفلسطينية أن تتحرك باتجاه الجمعية العامة للأمم المتحدة، لأن وكالة الغوث جاءت بقرار عدة  دول بعد نكبة الشعب الفلسطيني عام 48، فإذا كانوا من خلال هذه الإجراءات يسعون للتضييق على اللاجئين وإجبارهم على القبول بحلول بديلة لتوطين اللاجئين، فتقول لهم أن الشعب الفلسطيني متجذر في أرضه، ولن يقبل عنها بديلاً”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات