الإثنين 13/مايو/2024

مركز أبو جهاد .. الشاهد الصامد أمام عنترية إسرائيل

مركز أبو جهاد .. الشاهد الصامد أمام عنترية إسرائيل

لم يخضع مركز “أبو جهاد” لشؤون الحركة الأسيرة في جامعة القدس، لمحاولة الاعتداء الأثيمة لسلطات الاحتلال الشهر الجاري، في محاولة صهيونية لإخماد دور المركز وإسكات صوته في فضح جرائم الاحتلال. فقام المركز من جديد ليجدد أداءه موثقا ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون.

المدير العام للمركز، فهد أبو الحاج، دعا الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات لإعادة افتتاح متحف “أبو جهاد” واستقباله جمهور الزائرين، بعد توقفه في الفترة السابقة عن استقبال الزوار نتيجة الأضرار الجسيمة التي طالته على إثر اقتحامه وتدمير جيش الاحتلال مقتنياته في جريمة حملت إدانات عديدة محليًّا ودوليًّا.

وأشار أبو الحاج إلى أن المركز استطاع، وفي زمن قياسي، ترميم كل الأضرار الجسيمة التي طالت زوايا المعرض، رغم أن عملية التدمير كانت شبه كاملة للزوايا وباقي أملاك ومقتنيات المركز.

وقال أبو الحاج في حديثه لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، إلى إن ذلك ينبع من العزيمة والإصرار الكبيرين لإدارة المركز على تحدي همجية الاحتلال، ومحاولاته لإسكات صوت الحق وخنق كل المنابر التي تفضح جرائمه بحق أبناء الشعب الفلسطيني في سجونه، مؤكدًا أن ما قام به المركز من انبعاث جديد هو استمرار لمعركة الإرادات الدائرة ما بين أبناء شعبنا وفي مقدمتهم الحركة الأسيرة، وما بين الاحتلال الظالم.

ولفت أبو الحاج إلى أنه قبل أكثر من 20 عامًا توقع اقتحام المركز، مضيفًا: “كنا نعتقد جازمين أن الاحتلال سوف يستهدفه ويسعى لتدميره وإسكاته عن قول الحقيقة، ولذلك واجهنا سابقًا تحديات أخرى تمكنا من تجاوزها جميعها، ولم تغب عنا فكرة الحفاظ على المقتنيات بطرق متعددة”.

كيفية الاقتحام

وعن كيفية اقتحام المركز قال أبو الحاج لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “لقد أقدمت قوات الاحتلال في فجر الخميس 18 من الشهر الجاري على اقتحام الحرم الرئيس لجامعة القدس في أبو ديس،  وكسرت الباب الخلفي للمركز، ودمرت جزءًا كبيرا من مقتنياته”.

وأضاف أنه وفور حصول الاعتداء شكلنا لجنة لحصر الأضرار التي طالت كل زوايا العرض المتحفي، وأيضًا جزءًا من أرشيف الأسرى ومطبوعات المركز، ونستطيع القول إن الاعتداء طال بشكل رئيس زوايا العرض المتحفي؛ حيث تم تدمير أكثر من نصفها تدميرًا كليًّا عبر تمزيقها وتكسيرها. 


المعروضات تم إتلافها أثناء اقتحام الاحتلال للمركز

وتابع: “كما تم إتلاف كلي لمعروضات أخرى، ونحن نتحدث تقريبًا عن ما يقارب سبعين بالمائة من معروضات المتحف، وأيضًا هناك أضرار مباشرة لموسوعة الحركة الأسيرة، وأنتم تعلمون حجم تكلفتها العالية ليس ماليًّا فقط بل ما تحتاجه من جهود جبارة لعشرات الكوادر لإنجازها، وبالتالي أقول إن الاعتداء كان كبيرًا بكل المقاييس، ويستهدف شطب المؤسسة وإخراجها عن الخدمة”.

تجنيد كل الطاقات

وأردف أبو الحاج: “نتيجة لفهمنا لطبيعة الاعتداء، وأنه يستهدف شطب المؤسسة، فقد كان همنا الأول هو الإسراع بإعادة كل شيء كما كان، وعلى الفور جندنا كل الطاقات والإمكانات المتوفرة لدينا، ولدى بعض الجهات الصديقة للمركز، عاكفين على إعادة المتحف لأداء رسالته بزمن قياسي، رغم أن هذا كان تحديًا كبيرًا نتيجة حجم الضرر الكبير والكلفة المالية والتحضيرية لإعادة زوايا العرض للعمل، ولكن إيماننا برسالتنا، وبعدالة القضية التي نروج لها، وإصرارنا على المضي قدمًا بها، بدّد كل الصعوبات، واستطعنا بعون الله، ومساعدة جهات صديقة لنا، إعادة افتتاح المتحف واستقبال زواره كالمعتاد، ونحن أعلنا ذلك من خلال بيان رسمي صدر عن المركز للجمهور آنذاك”.

وقال إنه من خلال النظر لما تم فإنه يبدو لي أن المركز كان المستهدف الأول؛ حيث وكما تعلمون جامعة القدس تحوي العديد من المتاحف الأخرى والمراكز المتخصصة في الكثير من المجالات، ولم يتم هذا التدمير والتخريب لها، ما يعطي انطباعًا حول النية المبيتة للاحتلال، وباعتقادي أيضًا فإن الطبيعة الخاصة لعمل المركز، تجعل من المستحيل على الاحتلال تدميره، فإذا استطاعوا تمزيق وإتلاف المعروضات فهذا لن يفقدنا أساس عملنا وهم يعلمون ذلك جيدًا، ولكن كان لهم رسالة لنا في ذلك تهدف إلى ثنينا عن الاستمرار بأداء مهمتنا الإنسانية، التي نعتز بها، هذا كل ما في الأمر، ونحن تلقيناها بمزيد من الإصرار والتحدي”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مواجهات عقب هجوم للمستوطنين جنوب نابلس

مواجهات عقب هجوم للمستوطنين جنوب نابلس

نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام اندلعت مساء اليوم الاحد، مواجهات بين المواطنين والمستوطنين وقوات الاحتلال في بلدة قصرة جنوب شرق نابلس....