السبت 04/مايو/2024

غزة.. مطالبات صغيرة وقلق كبير من تقليص مساعدات أونروا

غزة.. مطالبات صغيرة وقلق كبير من تقليص مساعدات أونروا

الوجوه كلها قلقة والأحاديث معظمها مضطربة بدءًا من موظفي ومعلمي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، وصولاً إلى طلاب المرحلة الابتدائية في أكبر تجمع للاجئين بمخيمات وسط قطاع غزة.
 
ما جرى اليوم على شارع صلاح الدين لم يكن احتجاجاً عادياً على تقليص مساعدات (الأونروا) وقرار الرئيس الأمريكي بنقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة، فالجمع بين مناسبتين في احتجاج واحد يجيش بالمشاعر والمواقف الرافضة.
 
ومن مطلع يناير تنظم اللجان الشعبية للاجئين والمؤسسات المجتمعية واتحاد موظفي (الأونروا) سلسلة احتجاجات ووقفات شعبية؛ رفضاً لقرار تخفيض واشنطن المساعدات الإنسانية عن المنظمة الدولية.

أطفال الاحتجاج

القامات الصغيرة في احتجاج موظفي ومدارس (أونروا) اليوم ظللت رؤوسها بلافتات غاضبة كتبت فوقها (الكرامة لا تقدر بثمن- لا يضيع حق وراءه مطالب- الأونروا شاهد على النكبة وتدويل القضية).
 
(الكرامة لا تقدر بثمن وأغلى من أموالك يا ترامب).. بهذه العبارة هتفت الطفلة رشا إحدى طالبات مدرسة الأونروا في مخيم البريج؛ رفضاً لسياسة تقليص المساعدات عن الأونروا.
 
بجوارها تدخلت الطالبة أسيل الحملاوي مضيفةً: “نحن اليوم في اعتصام رفضاً لتقليص خدمات الأونروا، ونحن الأطفال من حقنا أن نتعلم وأن نحصل على خدمات صحية”.

أما زميلتهما فاطمة فقالت: إن أونروا لا تملك تقليص خدماتها في الصحة والتعليم متابعةً: “إذا أرادت سحب خدماتها فلتعد الأمم المتحدة لنا وطننا، نحن لا نستجدي حقوق التعليم والصحة والأمان، فما يقدمونه إغاثة مؤقتة، لكن حقنا الدائم هو العودة لفلسطين”.
 
ويبدو السيّد موسى عبد القادر ويعمل معلماً في مدارس (الأونروا) وسط قطاع غزة منفعلاً وهو يلوّح بحقيبة العمل أمام مئات الطالبات اللاتي اصطحبهن للمشاركة في الاحتجاج على شارع صلاح الدين.

وقال: إن الاحتجاج حق شرعي للفلسطيني؛ لأنه مرّ بمراحل مؤلمة بدأت بالهجرة عام (1948) وحصل على خيمة لجوء، ثم طالت النكبة وزاد عمرها عن سبعين سنة.
 
وأضاف: “الأرض فلسطينية وللفلسطينيين. أنا لا أريد مساعدات من أونروا، ولكن شرطي أن أعود لقريتي المهجرة، والقدس والمسجد الأقصى خط أحمر لا يقدر بثمن”.

وبخطوات ثقيلة يصل السيّد (أبو محمد) معتمداً على عكازه الخشبي للمشارك في الاحتجاج، مشيراً إلى أنه لاجئ فلسطيني نزل للشارع رفضاً لقرار تقليص مساعدات وكالة الغوث ما يؤدي إلى تعزيز مشكلة الفقر والجوع في مناطق خدمات الأونروا.

اللجان الشعبية

وكان حسن جبريل، ممثل اللجنة الشعبية للاجئين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية في المخيمات الوسطى بقطاع غزة، ألقى كلمة وجه فيها عشر رسائل للمجتمع الدولي والمحلي.
 
وقال جبريل: إن “قرار (ترامب)” الرئيس الأمريكي بإعلان القدس عاصمة للاحتلال، وبعده تقليص مساعدات (الأونروا) سينعكس على الحياة اليومية في جوانبها كافة؛ حيث ستصبح المنطقة مهددة بالكامل.
 
وأضاف: “نتوجه للاتحاد الأوروبي وروسيا والصين ومانحي الأونروا أن تأخذ دورها دولًا عظمى، ولا تترك الإدارة الأمريكية للتفرد بالقرار والتحكم في مصير المساعدات ومستقبل الشعب الفلسطيني؛ امتثالاً لروح القانون الدولي وتحمّل مسئولية تبعات الاحتلال”.
 
وأشار إلى أن “اللجان الشعبية في مخيمات اللاجئين ترى أن أي تقاعس من المجتمع الدولي يمضي بمزيد من التطرف في الجيل الحالي بعد مخطط إسرائيل وأمريكا في احتلال فلسطين”.
 
أما د. آمال البطش، ممثلة تحاد موظفي (أونروا)، فألقت كلمة أكدت فيها أن مساعدات الأونروا تساهم في حياة أطفال فلسطين، وأن ربع مليون طالب سيتضررون، و3 ملايين لاجئ سيفقدون مساعدات أساسية.
 
وأضافت: “رسالتنا ألا تنجروا وراء سياسة أمريكا التي تربط المساعدات بمناهج ومساعدات الأونروا حتى تستأنف المساعدات من جديد، وهذا أمر مرفوض، وأطفالنا لن ينسوا حقوقهم الوطنية”.
 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات