تبولة.. نموذج ناجح للمشاريع النسائية الخاصة
لم تستسلم للواقع.. قررت أن تخط معالم نجاحها بيدها.. حملت الشهادة الجامعية الأولى وأبدعت في ميادين العمل الخاص؛ حيث مؤسسات المجتمع المدني.. حلمت بأن يكون لها مشروعها الخاص الذي يغنيها عن تبعية المؤسسات، ويشبع شغفها في المجال الذي تبدع فيه وتعشقه.
نسرين غزال من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، حصلت على شهادة المحاماة قبل أن تنخرط بالعمل في مؤسسات المجتمع المدني في الضفة الغربية، ومع ذلك بقيت مصرة على أن تنسلخ من واقع العمل مع المؤسسات، وتتفرغ لمشروع خاص بها يحقق رغباتها ويشبع شغفها بهوايتها ومهارتها في إعداد أطباق الطعام وأشكالها.
ذلك الشغف بدأت معالمه تزداد منذ ما يقارب العشرة أعوام -كما تقول غزال في حديثها لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“-؛ حيث عدّته آنذاك حلمها الأكبر، وضربًا من الخيال ممكن التنفيذ إذا ما بقيت مصرة على هذا الطموح.
نقطة الانطلاق
قررت غزال أن تلتحق بمسابقة خاصة على إحدى الفضائيات الفلسطينية، والتي عرفت باسم “شيف فلسطين” لتخوض تجربة قوية في إعداد أطباق الطعام، ولتحصل على المرتبة الثانية، فتزداد قناعتها بأن حلم تأسيس مشروعها الخاص يجب أن يكون أقوى من أي وقت آخر.
حالت الظروف المحيطة بها وضعف الإمكانيات، وغياب الرؤية الحقيقية لمشروعها الخاص، عن مباشرة تنفيذ هذا الحلم، وبقيت في صراع داخلي مع ذاتها ولسان حالها يقول: كيف ومتى ومن أين أبدأ.. وهل سأنجح أم أن الفشل لي بالمرصاد؟.
بقيت على هذا الحال، تقول غزال، وكنت أتقدم خطوة للإمام في تفكيري، وأتراجع خطوة بل خطوات، إلى أن قررت أن أحسم أمري وأقبر الخوف، ومكثت في البداية ساعات طويلة وأنا أفكر بطريقة البداية التي تنهي حقبة من المماطلة والتردد.
ورأت غزال في مواقع التواصل الاجتماعي ملاذًا ومأوى لفكرتها التي طالما تأخر نضوجها، لتنشئ صفحة عبر الفيس بوك باسم “تبولة” ودعت بعض الأصدقاء والمعارف إليها، وبدأت بترويج بعض أطباق الطعام التي تعدها بناء على طلب بعض زبائنها المقربين الذين عرفوها بإبداعها في إعداد الطعام.
null
ووجدت غزال أن “تبولة” حظيت باهتمام ومتابعة الكثيرين من أصدقائها وغيرهم، وشهدت تفاعلاً وتساؤلات كثيرة، وارتفع الطلب على الأطباق التي تروج لها، ولتبدأ معالم الحلم تتحقق رويدًا رويدًا.
نضوج التجربة
في بداية الأمر لم تكن فكرة “تبولة” مجدية بالشكل الكبير ماديًّا، كون غزال تفتقد للقدرة على التقدير للكميات إذا ما قورنت مع التكلفة، فالأرباح تكاد تكون معدومة أو قليلة، ولكن ما هي إلا أسابيع قليلة حتى تعلمت غزال التجربة، وبدأت بشق معالم نجاحها، وتحول مطبخها البيتي إلى مأوى لحلمها، وأكثر مكان تتواجد فيه في ساعات النهار منهمكة في تلبية رغبات وطلبات من سُحروا بإعمالها على موقع التواصل الاجتماعي.
عن الشغف بالأكل والأطباق والتجارب، تقول غزال: “هي من دفعتني لخوض هذه التجربة وترك عملي للتفرغ لهذا المشروع، بالإضافة لشعوري الدائم بحاجتي لعمل مستقل وريادي”.
وكان لاعتقال زوجها الأسير مالك عبده الأثر في استمرارها لتلبية طموحها؛ حيث تابعت: “المشروع كان قائمًا قبل اعتقال زوجي، وكنا نعدّ أنفسنا شركاء بالعمل وشركاء بالربح والخسارة، وفي بداية الأمر كان عملاً لا يتخذ الطابع اليومي، وإنما انتظارًا للتوصيات وطلب الزبائن”.
وأردفت: “الحقيقة أنني لم أكن أعاني من البطالة؛ حيث إنني تركت عملي مختارة، أما في فترة اعتقال زوجي وتزايد المسؤوليات؛ فقد كان هذا المشروع الرافد الأساسي للبيت والالتزامات الملقاة على عاتقي”.
null
فرص عمل
ولم تتوقف قيمة مشروع تبولة عند نسرين فقط، بل إنها نجحت أيضًا في توفير فرص عمل لبعض النساء الأخريات كما تقول، وأضافت: “ساهم مشروعي البسيط في تشغيل نساء؛ حيث أحتاج أحيانًا لمساعدات في العمل بالمطبخ الذي يتميز بالطابع النسائي البحت بعيدًا عن توصيل الطلبيات للزبائن، والذين بالعادة يرسلون من يأخذ أطباقهم، أو نرسلها نحن من خلال مركبات النقل العمومي”.
وبلغة الإيجابية والإرادة والتحدي ختمت غزال الحديث عن تجربتها قائلة: “خلقنا على الأرض بقدر هائل من الطاقة، لأنه مقدر لنا العيش فيها وأرزاقنا موجودة فيها، ولكن نحتاج إلى البحث عنها أحيانًا والتشبث بأحلامنا حتى لو تعرضنا للسخرية والانتقاد، ورسالتي للجميع ذكورًا وإناثًا، ما دمتم تحلمون بهدف، فلا تنتظروا أحدًا يحققه لكم، ولا تركنوا إلى الواقع واصنعوا النجاح بأيديكم”.
null
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
وسط اشتباكات .. الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة
الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اندلعت مواجهات واشتباكات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي - فجر الأحد- خلال اقتحامها أرجاء متفرقة من الضفة...
شهيد ومصاب برصاص الاحتلال في مخيم بلاطة
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شاب وأصيب طفل، صباح الأحد، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها مخيم بلاطة شرق نابلس. وأفادت مصادر...
إصابة 3 مستوطنين بقصف المقاومة عسقلان
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب ثلاثة مستوطنين بجروح - فجر الأحد- جراء سقوط صاروخ أطلقته المقاومة الفلسطينية على عسقلان المحتلة. وقالت هيئة البث...
اليوم الـ 218.. القسام يواصل القصف وتكبيد العدو الخسائر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام تواصل كتائب القسام لليوم الـ 218 على التوالي، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور من قطاع غزة. وأصدر...
جيش الاحتلال يعترف بمقتل أحد جنوده بمعارك شرق مدينة غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم السبت، بمقتل أحد جنوده خلال معارك حي الزيتون شرقي مدينة غزة. وبذلك ترتفع...
تواصل اعتصامات الجامعات دعماً لفلسطين والشرطة الأميركية تعتقل 2400 طالب
عواصم غربية - المركز الفلسطيني للإعلام تواصلت المظاهرات والاعتصامات المندّدة بالعدوان الإسرائيلي، والمطالبة بوقف إطلاق النار المطالبة بوقف الحرب...
أبو زهري: المقاومة بغزة نجحت في مواجهة حرب عالمية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، سامي أبو زهري، إنّ المقاومة في قطاع غزة نجحت في مواجهة "حرب عالمية"،...